الانتهاء من مشروع جسر قناة الملك عبدالله بتكلفة إجمالية بلغت 100 ألف دينار مياه اليرموك: متابعة خدمات المياه والصرف الصحي خلال عطلة العيد الأردن يعزز ريادته الصحية: إنجازات طبية وإغاثية وصناعية ترسخ مكانته الإقليمية ولي العهد يزور مستشفى الأمير هاشم بالعقبة ويهنىء الكوادر الطبية والمرضى بالعيد إلى جريدة الأنباط... حيث للكلمة وزنها، وللحقيقة رونقها... المستشفيات الميدانية الأردنية تواصل عملها خلال عيد الفطر في شمال وجنوب قطاع غزة ومدينة نابلس محافظ وقادة الأجهزة الأمنية في مدينة نابلس يزورون المستشفى الميداني الأردني نابلس/6 وفد من المجتمع المحلي في خان يونس يزور المستشفى الميداني الأردني غزة /٥ ويقدم التهاني بمناسبة عيد الفطر السعيد الأردنيون يؤدون صلاة عيد الفطر في جميع المحافظات أجواء ربيعية لطيفة في أغلب المناطق اليوم الإفتاء الأردنية توضح حول حكم تعديل الصور خلال الذكاء الاصطناعي الذكرى التاسعة لرحيل الرائد الطيار معاذ بني فارس بالصور، انتشار واسع لجميع تشكيلات الأمن العام لخدمة المواطنين في ليلة العيد الارصاد : تفاصيل الطقس ودرجات الحرارة خلال عيد الفطر المبارك النشامى ثالث أكثر منتخب تسجيلاً للأهداف عالميًا في 2024.. والأرقام تتحدث مراكز الإصلاح تفتح أبوابها للزيارات طيلة أيام العيد بلدية السلط الكبرى تواصل جهودها خلال عطلة عيد الفطر لاستمرار النظافة والخدمات ظهور هلال العيد كبيرا في السماء دليل على صحة العيد في الأردن القوات الإسرائيلية تطلق نيرانًا كثيفة باتجاه مواقع في ريف القنيطرة الجنوبي رئيس وأعضاء مجلس النواب يهنئون بحلول عيد الفطر

عندما تعطلت المدرسة الاولى

 عندما تعطلت المدرسة الاولى
الأنباط -
انطلاقا موقعي كأب لطلبة احدى المدارس الحكومية، وبعيدا عن نظريات التربية الحديثة ومقالات السلوك المدرسي، فهي حتما ليس بتخصصي، وبعيدة عن عالم التحليل الاقتصادي الي اعتكف بين جنباته منذ اعوام، لكنها متابعة اب لسلوك ابنه الذي يتعلم في الصفوف الاولى، وابنته اليافعة ذات العشر اعوام، وما اكاد استرقه من احاديثهم الجانبية عن حياتهم المدرسية اثناء تناول الطعام، او حتى ما قبل النوم في احدى الليالي العابرة، فاحتفظ ببعض كلماتهم البريئة في وصف احداث يومهم، واقارنها بكل صمت سارحا باحداث عشتها قبلهم في ذات المكان وباختلاف الزمان، لتصيبني الدهشة عن ذلك الفارق الكبير، ويلتحف دهشتي موجة من الخوف على ابنائي لا اكاد اخفيها.
دفعني ذلك الفرق الى البحث في سبب اختلاف سلوك الطلبة وتضاريس حياتهم المدرسية، وحاولت ان اكون متطفلا لاكتشف ماهية الامر وخفاياه، وقرات العديد من نظريات السلوك، والتربية الحديثة، ودور وسائل الاعلام في حياة ابنائنا، وراجعت بعضا من تطورات قانون التربية والتعليم، ومخرجات جامعاتنا الاردنية، وتقييم الخريجين، لاجد ان هناك منظومة تربوية قد ذابت بمرور الوقت، لندخل في منظومة حال الطالب منها يسوء، وشغف المعلم منها قد فُقد. لتذوب قدسية العلاقة بين المعلم والطالب، لاستذكر اننا كنا نستمع لابائنا عن احترامهم للمعلم، وخوفهم الشديد لمجرد الالتقاء معه في احدى الممرات مصادفة، واستذكر اننا كنا نستغرب تلك العلاقة، في ذات الوقت الذي كنا نعيش بقاياها دون ان نلاحظ او نشعر انها ستذوب يوما وتتلاشى.
ان ما تمر به علاقة المعلم وطلابه اليوم ما هي الا نتاج تطورات كثيرة وتداعيات عديدة دُق اليها ناقوس الخطر مسبقا الا انه لا مجيب، وارى ان دور المدرسة الاولى قد تعطل بالفعل، واقصد هنا بالمدرسة الاولى: المنزل والتنشئة المنزلية، فطالما كنا نسمع عن وزارة حملت اسم التربية والتعليم، ولطالما كنا نستمع لتوبيخ المعلم مستندا على ذلك الوصف ليوصل رسالته بان التربية الصالحة هي اساس قيام العلاقة التربوية بين المعلم وتلاميذه، ما سمعته بالامس خلال تسجيل صوتي لولدي مستخدما هاتف جدته وهو طالب في احدى الصفوف الاولى، عن زميل له كان قد استل سكينا من حقيبته المدرسية محاولا وضعها على رقبة ولدي اثناء عودتهم الى المنزل وبعد انتهاء الدوام، ولكن ولدي وعلى حد وصفه كان قد استخدم ما يجيد من حركات التايكواندو والدفاع عن النفس، ليمر الموقف بسلام من تحت اسنان السكين ليأخذها منه ويعود بها منتصرا الى جدته يروي لها انتصاره وبطولاته.
في بداية الامر عبر التسجيل الصوتي دون اكتراث، واعتبرتها من وحي خيال ولدي لينسج قصة بطولية ويرسم صورة لبطل مغوار، الا وعند عودتي الى المنزل كان الحديث عن القصة بشكل جاد وامي تمسك السكين وتحقق مع حفيدها لتجمع معلومات عن صاحب السكين، في تلك اللحظة راودتني كل القضايا التي سمعناها على مواقع التواصل الاجتماعي من قصص مؤلمة راح ضحيتها اطفال ابرياء بسبب سوء التربية، وارسال الاولاد الى المدارس كنوع لتحقيق الراحة، او سبيل لتنعم احدى الامهات بنوم هادئ، وفي نهاية الامر سنرمي الاحمال الثقال على المدرسة والمعلم، ونترك السبب الرئيسي في تعطل المدرسة الاولى ودخولها في سبات عميق، فلم تكن يوما مدارسنا للتربية بل كانت حواضن يتربع فيها العلماء لينبت منها فرسان ذلك المستقبل.
ما خفي اعظم، وما سيمر ادهى، ولا سبيل الا اعادة تفعيل مدارسنا الاولى.
سيف نواف عبد ابورياش.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير