التكنولوجيا والاقتصاد.. الوصفة المسمومة للخمسين عاما القادمة مشروع إسرائيل الكبرى: هل يتفق الإسرائيليون عليه من الأساس؟ وهل هو قابل للتطبيق فعلًا؟ الأردن في مواجهة "إسرائيل الكبرى" بيان استنكار من جامعة البلقاء التطبيقية حسين الجغبير يكتب : أوهام نتنياهو.. من يكترث؟ 4.669 مليار دينار الإيرادات المحلية خلال النصف الأول الصفدي: تصريحات نتنياهو المتطرفة تهديد خطير للأمن والسلم الدوليين. الغويري: الشراكة بين القطاعين رافعة للاستثمار وتحسين الخدمات المحلية بيان استنكار وتأييد موجه إلى جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم النظام الكهربائي يسجل أعلى حمل في تاريخ المملكة ليبلغ 4800 ميجا واط اليوم "تجارة الأردن" تدين تصريحات نتنياهو حول "رؤية إسرائيل الكبرى" إدانات عربية لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي حول ما أسماه “إسرائيل الكبرى” الفناطسة: تصريحات نتنياهو مجرد أوهام والأردن سيبقى سداً منيعاً أمام الأطماع الصهيونية الخارجية النيابية" تصريحات نتنياهو استفزاز خطير والأردن لن يسمح بالمساس بسيادتهططططط ورحل جهاد… "حين تعبر بوابة الجامعة… وتبدأ رحلة الأسئلة" فعاليات مهرجان صيف تلفريك عجلون (SUMMERIC) 2025 د.الحوراني يُكرّم فرقة كورال عمان الأهلية ويمنحهم خصمًا 50% تقديرًا لتميّزهم بمهرجان جرش مفوض الشؤون الاقتصادية في السلطة يزور "العقبة للنقل" بالتعاون مع دول صديقة وشقيقة... الأردن يواصل إيصال المساعدات إلى غزة عبر إنزالات جوية جديدة

الاعلام والجريمة...

الاعلام والجريمة
الأنباط -
انس الطنطاوي/المختص في برامج الوقايه من أخطار المخدرات والانحراف السلوكي والجريمة

في العصر الحديث، أصبحت وسائل الإعلام جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. مع تطور التكنولوجيا وتزايد انتشار وسائل الإعلام، أصبحت هذه الوسائل قادرة على تشكيل الأفكار والآراء العامة بدرجة كبيرة. وفي الواقع، يمكن أن نجد أن وسائل الإعلام قد تصبح قريباً المربي الأول لأبناءنا، حيث يتعرضون لها بشكل مستمر ومتنوع.

وسائل الإعلام تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل الأفكار والآراء العامة، ولكن عندما يتم التعامل مع الجرائم والعنف بشكل غير مسؤول، يمكن أن يكون للإعلام تأثير سلبي في زرع الأفكار الجرمية. إليك بعض الطرق التي يمكن أن يحدث بها ذلك:

1. تمجيد الجرائم والمجرمين: بعض التغطيات الإعلامية تصور المجرمين على أنهم أبطال أو تعطيهم شهرة، مما قد يغري بعض الأفراد لتقليدهم.
- مثال: تقارير إعلامية تُظهر مجرمين يتحدثون عن نجاحاتهم في الجرائم وكأنها إنجازات.

2. التفاصيل المفرطة: وصف الجرائم بتفاصيل دقيقة قد يعطي أفكارًا لمن يفكر في ارتكاب جرائم مشابهة.
- مثال: برامج على بعض المحطات تعرض خطوات مفصلة لكيفية تنفيذ عمليات السطو والسرقة.

3. تضخيم الأحداث: التركيز المبالغ فيه على الجرائم يمكن أن يخلق انطباعًا بأن العنف والجريمة أمران عاديان ومقبولان في المجتمع.
- مثال: نشر أخبار الجرائم العنيفة بشكل متكرر ومستمر على العناوين الرئيسية للصحف والمواقع الإعلامية.

4. إهمال الضحايا: التركيز على المجرمين بدلاً من الضحايا يمكن أن يؤدي إلى نقص التعاطف مع الضحايا ويقلل من أهمية العدالة.
- مثال: تقارير إعلامية تتحدث عن خلفيات المجرمين وأسباب ارتكابهم للجرائم دون التركيز على تأثير الجرائم على الضحايا وعائلاتهم.

5. التشجيع على العنف: بعض البرامج الإعلامية والأفلام يمكن أن تحتوي على مشاهد عنف مكثفة وتشجع على سلوكيات عنيفة دون تقديم عواقب واضحة لهذه الأفعال.
- مثال: أفلام حركة تظهر الأبطال وهم يرتكبون أعمال عنف دون أي تداعيات قانونية أو أخلاقية.

6. نشر أخبار الجرائم: نشر الأخبار المتعلقة بالجرائم بشكل متكرر ومستمر يمكن أن يؤدي إلى زرع الأفكار الجرمية بين الناس، خاصة إذا تم تغطية الجرائم بتفاصيل دقيقة وبدون تقديم السياق المناسب لمدى خطورة هذه الأفعال وعواقبها.
- مثال: نشر تقارير إعلامية مستمرة عن حوادث السطو والسرقة بدون تقديم نصائح للوقاية منها أو تسليط الضوء على القبض على المجرمين.

7. الألعاب الإلكترونية للأطفال التي تعتمد على الجريمة: بعض الألعاب الإلكترونية تستند إلى العنف والجريمة، مما يمكن أن يؤثر سلبًا على سلوك الأطفال وتفكيرهم.
- مثال: ألعاب فيديو تسمح للأطفال بلعب دور اللصوص أو المهربين وتحقيق مكاسب داخل اللعبة من خلال الأنشطة غير القانونية.

8. الفيديوهات التي تروج للثراء من خلال الجرائم: بعض الفيديوهات على الإنترنت تروج لفكرة أن السرقة، السلب، السطو، وتجارة المخدرات يمكن أن تجلب الثراء للمجرم. هذه الفيديوهات تصور الجريمة كوسيلة سهلة وسريعة لتحقيق الثراء، مما يمكن أن يؤثر على بعض الأفراد ويغريهم بتبني هذه السلوكيات الخطيرة.
- مثال: مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر أشخاصًا يدّعون
- ⁠أنهم حققوا ثروة من خلال الأنشطة غير القانونية ويشجعون الآخرين على الانضمام إليهم.

9. دور الإعلام الإيجابي: الإعلام يمكن أن يلعب دورًا إيجابيًا في مكافحة الجريمة من خلال نشر الوعي حول الأخطار والتداعيات السلبية للجرائم. كما يمكن أن يسلط الضوء على الجهود المبذولة من قبل السلطات والمجتمعات لمكافحة الجريمة وتعزيز العدالة، بالإضافة إلى تقديم برامج توعية وتثقيف تهدف إلى منع الجريمة وتعزيز السلوكيات الإيجابية.
- مثال: برامج على بعض المحطات تستضيف خبراء أمنيين يقدمون نصائح للوقاية من الجرائم وتقارير تسلط الضوء على قصص النجاح في مكافحة الجريمة.

10. طريقة التعامل مع أبنائنا في ظل تعدد وسائل الإعلام وحمايتهم من الأفكار الجرمية: من المهم أن يكون لدينا دور نشط في توجيه أطفالنا وحمايتهم من التأثيرات السلبية لوسائل الإعلام. يمكننا تحقيق ذلك من خلال المراقبة والمشاركة في ما يشاهدونه، وتعليمهم حول أخطار الجرائم والعواقب القانونية والأخلاقية المرتبطة بها، وتعزيز القيم الإيجابية، والقدوة الحسنة من خلال سلوكنا ومواقفنا تجاه وسائل الإعلام والمجتمع.
- مثال: مشاهدة الأفلام والبرامج مع الأطفال ومناقشة محتواها معهم لتوضيح القيم الإيجابية والسلوكيات الصحيحة.

خاتمة:

من الواضح أن وسائل الإعلام تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل الأفكار والآراء العامة، ويمكن أن يكون لها تأثير إيجابي أو سلبي على المجتمع. من المهم أن نكون واعين بالتأثيرات المحتملة لوسائل الإعلام على سلوكنا وتفكيرنا، ونتخذ خطوات لضمان أن نستفيد من وسائل الإعلام بطريقة إيجابية.

من خلال فهم كيفية تأثير وسائل الإعلام على أفكارنا وسلوكنا، يمكننا أن نكون مستعدين بشكل أفضل لمواجهة التحديات التي تطرحها وسائل الإعلام، وأن نعمل على تعزيز القيم الإيجابية والسلوكيات الصحية في مجتمعنا.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير