العميد الركن مصطفى عبدالحليم الحياري يكتب :الثورة العربية الكبرى وديعة الجيش منصور البواريد يكتب:قائد العهد، وراعي المسيرة محمد علي الزعبي يكتب:الأوضاع الإقليمية والسياسية وأثرها على البرامج التنفيذية للحكومة الملك يعود إلى أرض الوطن عمان الأهلية تهنىء بعيد الجلوس الملكي السادس والعشرين الملك يعقد في نيس سلسلة لقاءات مع قادة لحشد المواقف الدولية لدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الرئيس اللبناني يزور الأردن غدا الثلاثاء الأردن في كأس العالم: إنجاز رياضي وفرصة وطنية لا تُقدّر بثمن ولي العهد للملك: دمت يا سيدي رمزاً للفخر والعزة الملك يعلن إطلاق مبادرات العقبة للاقتصاد الأزرق والمركز العالمي لدعم المحيطات الملك يلتقي ماكرون ويؤكد الحرص على توطيد العلاقات مع فرنسا العكاليك يستقبل أولى طلائع حجاج بيت الله الحرام في حدود المدورة انخفاض أسعار الذهب محليا 30 قرشا السلامي: اللاعبون الأكثر جاهزية سيلعبون امام العراق .. والتعمري مصاب مجموعة المناصير تنعى الحاجة ثريا أحمد خليف المناصير المستشفى الميداني الأردني جنوب غزة/6 يجري عملية جراحية لإنقاذ حياة طفل "الجلوس الملكي" مناسبة وطنية لتسليط الضوء على مسيرة الإنجاز التي يقودها الملك بمحافظة إربد الحاجة ثريا احمد خليف المناصير في ذمة الله رئيس الوزراء يهنئ الملك بعيد الجلوس الملكي سماء العقبة تتزين بالدرون والألعاب النارية احتفالًا بالجلوس الملكي وتأهل "النشامى" للمونديال

"التعليم في الأردن: من مجد الماضي إلى تحديات الحاضر ورؤية للإصلاح"

التعليم في الأردن من مجد الماضي إلى تحديات الحاضر ورؤية للإصلاح
الأنباط -
د.بيتي السقرات/الجامعة الأردنية

كان التعليم في الأردن، من الصف الأول وحتى الثانوية العامة، مصدر فخر على الصعيدين العربي والعالمي. فقد تميز الطالب الأردني بإتقان جغرافيا الوطن العربي، والإلمام بتاريخ أوروبا، والتفوق في اللغة الإنجليزية بجهد تدريسي محدود داخل المدرسة، ودون الحاجة إلى مساعدة الوالدين في المنزل. آنذاك، كانت المدرسة بيئة للتربية الأخلاقية والتعليم القويم، تلعب دوراً حيوياً في صقل شخصية الطالب وتنمية مهاراته.

إضافة إلى ذلك، كان التعليم المهني رافداً مهماً لسوق العمل، حيث لم يكن وسيلة عقابية للطلبة الأقل تفوقاً، بل مساراً لتأهيل كوادر مهنية قادرة على المساهمة بفعالية في الاقتصاد. وقد أتيح للمتفوقين في التعليم المهني فرصة مواصلة تعليمهم الجامعي في تخصصات تتناسب مع مهاراتهم واهتماماتهم.

إلا أنه في وقتنا الحالي، يشهد التعليم في الأردن تراجعاً ملموساً انعكس سلباً على مستواه وجودته. أصبحت مهنة التعليم تُمارس من قبل معلمين يفتقرون إلى التأهيل المناسب، فيما باتت المناهج الدراسية عبئاً على الطالب، مما زاد اعتماد الأهل على الدروس الخصوصية لتفسير محتوى غامض وغير مكتمل. أصبح الطالب في ظل هذا الواقع أشبه بآلة تُعبَّأ بمعلومات غير مترابطة، مما يجعل من الصعب استيعابها أو البناء عليها لتحقيق الفائدة المرجوة.

هذا الواقع يحتم علينا اتخاذ خطوات جادة للإصلاح. البداية تكون بالعودة إلى المناهج التي كانت معتمدة سابقاً وأسهمت في تأسيس أجيال متميزة على مستوى العالم العربي والعالمي، مع تحديث هذه المناهج بما يتناسب مع احتياجات الطالب والمجتمع، وتصحيح ما ثبت خطؤه علمياً. إلى جانب ذلك، يجب التركيز على تأهيل المعلمين من خلال دورات تدريبية متخصصة ومراقبة، بحيث لا تقتصر مؤهلاتهم على الشهادات فقط، بل تشمل حب المهنة والاستمتاع بالعطاء التربوي.

لا يقل أهمية عن ذلك تحسين أوضاع المعلمين المادية لضمان استقرارهم المهني، مع وضع قوانين صارمة تُجرِّم ممارستهم للدروس الخصوصية. كما ينبغي إعادة تقسيم المسارات التعليمية إلى المهني بعد الصف التاسع، والأكاديمي بعد الصف العاشر، لضمان تلبية احتياجات الطلبة وفق ميولهم وقدراتهم. ومن المهم ألا يكون الطالب ميداناً للتجارب غير المدروسة التي قد تكون نتائجها كارثية على المدى البعيد.

إضافة إلى ذلك، يتطلب الوضع الحالي تطوير المدارس المهنية والاهتمام بنشرها في مختلف المحافظات، خصوصاً البعيدة منها، لإتاحة خيارات مهنية مستقبلية لأبنائها تسهم في خدمة مدنهم وتنميتها.

كان التعليم وما زال الركن الأساسي لبناء الوطن وإعداد أجياله القادمة. وكما قالت جلالة الملكة رانيا العبدالله المعظمة :
"أنا أؤمن بأنه إذا كان هناك حل واحد جذري يعالج معظم التحديات والمشاكل التي يواجهها العالم العربي، فهو التعليم."

التعليم هو الطريق نحو المستقبل، والاستثمار فيه هو الاستثمار الحقيقي لبناء مجتمع واعٍ وقادر على مواجهة تحديات العصر.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير