الأنباط -
" ما وراء الاغتيال "
مهند أبو فلاح
اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي في حركة المقاومة الإسلامية " حماس " في العاصمة الإيرانية طهران مؤخرا هو عملية صهيونية قذرة وفق كل المقاييس لم تكن لتتم على هذا النحو الفج لولا تعاون و تنسيق مع أطراف إيرانية داخلية فاعلة و مؤثرة من الناحية الأمنية و هي جريمة مكتملة الأركان تهدف إلى إطالة أمد الصراع و توسيعه و خلط الأوراق .
حكام تل أبيب يرغبون و يسعون جاهدين لتوفير غطاء لاستمرار مسلسل الإبادة الجماعية بحق اهلنا في قطاع غزة ثم الانتقال إلى مرحلة تهجير شعبنا في الضفة الغربية و تصفية القضية الفلسطينية و ايجاد حل للصراع على حساب الأردن و هم يكسبون الوقت بانتظار عودة دونالد ترامب الرئيس الأمريكي السابق و مرشح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأمريكية إلى البيت الابيض في واشنطن بعد أشهر قليلة و بالتالي اكمال أجندة صفقة القرن .
اما الرد الايراني على جريمة اغتيال الشهيد إسماعيل هنية فهو قادم لا محالة ضمن سياق الفعل و ردة الفعل التي تشكل الغطاء المناسب لصرف الأنظار بعيدا عما يجري على أرض الواقع في مسرح الصراع الرئيس المتمثل في ارض فلسطين التاريخية الممتدة من نهر الأردن إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط ، فيما يقوم حكام تل أبيب بتسويق و ترويج فكرة معينة لدى الرأي العام الغربي مفادها أن المقاومة في فلسطين هي جزء من محور شر عالمي على زعم و ادعاء حكام تل أبيب و بالتالي لا بد لشعب فلسطين الحر الأبي أن يدفع ثمن هذه التحالفات وفق هذا المنطق الأهوج الأرعن .
المؤكد أن الشعب العربي في فلسطين مازال هو الحلقة الأضعف و أنه سيكون الخاسر الأكبر من الصراع الجاري فصولا الان ما لم يكن هنالك تحرك عربي جماعي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه و تقديم كل صور و اشكال الدعم الضرورية للمقاومة الفلسطينية الباسلة المرابطة على ثرى فلسطين السليبة الحبيبة ، فهل نحن فاعلون ذلك ؟؟؟!!!!