الحنيفات توفير 16 مليون دينار بدون فوائد ضمن الخطة الاقراضية القادمة . الشيخ فيصل الحمود يستقبل وزير الثقافة والسفير سنان المجالي وزير الطاقة يطلع على عمليات الحفر في حقل حمزة وزير الأوقاف يفتتح البناء الجديد لمسجد عيمة القديم مستشفى الجامعة الأردنية يجري عمليات جراحة أطفال نوعية "التربية": حريصون على تحقيق تعليم شامل وفق أعلى معايير الجودة "روزيتا" ل فاتن شحادة في "شومان" ولي العهد مهنئاً بتتويج نادي السلط ببطولة الدرع: السلط سلطانة وزير الخارجية: إسرائيل تمنع المساعدات من دخول غزة وهي عملية تطهير عرقي وزير المياه والري يتفقد عدة مشاريع تنموية في وادي عربة الملك يؤكد وقوف الأردن إلى جانب الأشقاء اللبنانيين الاستاذ محمود الطراونة .. مبارك 70 محاميا جديدا يؤدون اليمين القانونية أمام وزير العدل لازاريني: النظام المدني فى غزة دمر تماما "أشغال الطفيلة" تنهي كافة مشاريعها للعام الحالي بنسبة إنجاز 100% القاضي العسكري الهلسه يصدر الجزء الثاني من (الموسوعة القانونية للإختصاص الجزائي لمحكمة أمن الدولة) الاحتلال يرتكب 5 مجازر بحق عائلات بقطاع غزة شركة العقبة لإدارة وتشغيل الموانئ تنظم يوم طبي مجاني هو الأكبر من نوعه “الجنائية الدولية” تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت 100 شاحنة جديدة تعبر من الأردن لغزة

إبراهيم أبو حويله يكتب :المعرفة المتساوية ..

إبراهيم أبو حويله يكتب المعرفة المتساوية
الأنباط -
المعرفة المتساوية ..

عندما يتخرج اجيال من المدارس يحملون نفس القدر من المعرفة ونفس القدر من العلوم والمهارات ، عندها من من هؤلاء سيحصل على الوظيفة ، ام ان الرقم الأقدم هو الذي سيحدد الكفاءة في هذه الحالة كما في العسكرية فالكل يحمل نفس الدرجة ، لذلك لا تحقق هذه المعرفة انسانا مؤهلا ، ولكنها تخلق عددا . 

عندما يتعرض الطلاب لنوع معين من الامتحانات وهذه الامتحانات مصممة لقياس نقاط معينة من الفهم او الحفظ ، ولكنها في الحقيقة لا تساهم ولا تصنع المهارة المطلوبة للتعامل مع المشاكل التي يواجهها الطالب في حياته ، من صناعة المهارة او البحث عن المعلومة او التطوير والبحث عن الافضل ، عندها يصبح الامتحان هدف بحد ذاته ، وعندها يجد الطالب والمعلم وسيلة للتغلب على هذا الامتحان سواء بدارسة نماذج معينة ، او حفظ معلومات معينة ، وبالتالي تجاوز الطالب الامتحان ولكنه لم يملك المهارة. 

اذا لقد صنعنا امية جديدة ، وهي ليست امية قراءة ولكن هذا النوع من الطلاب هو حافظ وليس بفاهم ، نعم هذا ما نواجهه في حياتنا ، نعم هناك طلاب كثر يتخرجون في مختلف التخصصات ولكنك في الحقيقة تبحث عن الطالب الفاهم فهل تجده . 

كما هي الفوضي تصنع نظاما ، نعم للأسف هذه النظرية تحظى بالاهتمام في بعض الدوائر العلمية ، نعم عندما يتعرض الإنسان لنفس الظروف ويحاكم وفق نفس المعرفة ، فانه سيسعى ليصنع الفارق بنفسه ، وهنا يكون للفوضى في الحياة الإجرائية والمناهجية أحيانا دور ايجابي في تفعيل الحافز الذاتي عند الإنسان .

ولكن هذا التحفيز لن يحقق نتيجة إلا في فئة معينة من العدد الاجمالي ، لأنه يفعل التحدي عند هذه الفئة بسبب ظروف معينة من فقر او حاجة نفسية للتميز أو غيره ، ولكن الحافز هنا كان سببه التحدي الذي تعرض له الإنسان ، وقد يمر الكثيرون في هذه الحياة دون ان يتعرض لذلك المحفز الذي يخرج قدراته ، ويصنع ذاته ويحرك فيه الرغبة لصناعة شيء ما ، وقد يكون السبب هو حافز ديني او نظرة اجتماعية او حتى علاقات انسانية .

اذا نحن نجحنا نظريا ولكننا في الحقيقة فشلنا في صناعة جيل يحمل اسباب نجاحه ، ونحن كنّا في عصر الصناعة مستهلكين ونحن اليوم في عصر المعرفة يبدو اننا ما زلنا مستهلكين ، فهل نستطيع ان نغير المعادلة . 

نحتاج إلى صناعة المهارات ، وصقل مهارات التفكير العليا في الطرفين ، ودفع المعلم ليكون حافز ومحفز وليس خائف او متوجس من التقنية والحداثة والمهارات التعليمية والعلمية الحديثة ، ويسعى ليوظف الوسائل الجديدة من ذكاء اصطناعي وامن سيبيراني وتخزين سحابي وغيره في مصلحة العملية التعليمية . 

ولذلك لا بد من فتح المجال للتعليم التفاعلي والتحليل والتقويم والابتكار، والنقد القائم على التقييم المتبادل بين طرفي العملية التعليمية ، وفتح المجال واسع للنقد البناء ، وعدم الخوف من طرح الاسئلة وان كانت تتجاوز حدودها احيانا ، ولا مانع من عدم امتلاك الأجوبة ، فمن منّا يملك كل الأجوبة ، ولكن الأسئلة تدفع العملية التعليمية والطالب إلى الأمام ، وتجعل الحافز موجودا .

وهنا يبقي الاستاذ الأصل في هذه العملية ولذلك لا بد من تأهيل الإستاذ حتى تنتقل العملية التعليمة من الجمود إلى الحركة الفاعلة التي تساهم في بناء الجيل ، بما تحمل من تحدي صناعة مفاهيم اخلاقية وما هو دور الأخلاق في بناء المجتمعات والأمم ، وحضارية لأن الإنخراط الحضاري وفهم الأبعاد التي تصنع مجتمع حضاري ومختلف عن مجتمع نامي أو شبه نائم ، هي في الحقيقة في الفهم والتعاطي مع الدور الأساسي للإنسان نفسه في المجتمع ، فهو فقط فهم وإلتزام وانتظام في مسيرة حضارية ، وانسانية بحيث يدرك تماما معنى القيم الإنسانية واثرها في البيئة والمحيط والعالم ، وأنها ليست شعارات رنانة ، ولكنها جملة من التصرفات وردود الأفعال واحترم الأخر وحريته ومجاله ، وهذا ما يعطيك أنت ذلك الهامش الذي تتحرك فيه ، عندها تصبح هذه القيم حياة بالنسبة لهذا الطالب.

عندها يدرك الطالب تماما معنى الإنخراط في بناء وطن ، وماذا تعني هذه العملية ، وكيف أن مساهمته هي مساهمة اساسية في نقل الوطن خطوات للامام ، وأنه ليس مجرد حجر في سد تقع على كاهلة كل تلك الأوزان من الحجارة الأخرى والماء خلف السد .

وللأسف لا بد من الإهتمام بالبعد المادي للعملية التعليمية ، وادراك اهميتها في تحقيق الهدف المنشود ، فلن يستطيع المعلم أن ينخرط في هذا الدور دون ان تكون حاجاته المادية محققة ، ولهذا وجود خلل في الجانب المادي يخلق خلل في العملية التعليمية ونجاح وكفاءة هذه العملية مرتبط تماما بتحقيق الكفاية المادية للمعلم .

بين بحثنا في الغرب عن الأسباب التي ساهمت في بناء حضارة وانتقالها من القرون الوسطى إلى عصر الصناعة وصناعة المعرفة ، فقدنا البوصلة فقد كان الاعجاب بكل شيء سبب في عدم تحقيق اي شيء على مستوى عالمنا العربي ، وعلى مستوى الدول النامية ، إلا تلك التي استطاعت ان تجد التوليفة التي تحقق فيها مفاهيمها الوطنية وتضيف ما صنعه الغرب من انجازات إلى هذا المفهوم ، فتحررت من ربقة التبعية المطلقة ، إلى الوطنية المنضبطة الساعية نحو الأفضل لتضيفة إلى ما لديها ، فحققت نتائج ممتازة ، وهذا ما حدث في اليابان وسنغافورة وماليزيا وغيرها . 

اما نحن فقد علقنا في ادارة التعليم واهملنا العملية التعليمية، وهذا كان له أثر كبير على كفاءة العلمية التعليمية ومخرجاتها ، وكيف نفكر ، وكيف نتعامل ، وكيف نتطور ، ونسينا أنه يجب ان تكون الأهداف واضحة ، ونسعى نحو هدف واحد هو بناء مواطن قادر على بناء وطن والمحافظة عليه وعلى منجازاته .

وان يكون هذا الخريج هو قيمة مضافة في المجتمع تعليميا واخلاقيا وحضاريا وانسانيا ، وليس مجرد طالب تخرج ويسعى لأن يكون موظفا في مكان ما يعطيه مكتب ومسمى وراتب ، ولكنه لا يحقق شيئا ولا يضيف شيئا في الحقيقة . 

مع الشكر  للدكتور ميلاد السبعلي على كثير من الأفكار  .

إبراهيم أبو حويله ...
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير