تتويج اللبنانية ندى كوسا ملكة جمال لبنان لعام 2024 219 وفاة تسببت بها حوادث الدهس في العام 2023 مهرجان جرش 2024: عروض فنية وطنية وعالمية وسط أجواء تضامنية اتفاقيات تعاون بين سلطة العقبة ومؤسسات القطاع الخاص في المحافظة الرفاعي: التخليص على 1300 رأس قاطرة من حرة الزرقاء خلال 8 شهور القوات المسلحة تشيع جثمان الشهيد الرقيب أسامة الخوالدة 264 مليون دينار إجمالي أرباح "الفوسفات" قبل الضريبة للنصف الأول إبراهيم أبو حويله يكتب :المعرفة المتساوية .. البلقاء التطبيقية تنظم ملتقى الفنون للجامعات الأردنية للرسم الحر مهنا نافع يكتب:توأد في مهدها الخارجية للأردنيين: تجنبوا السفر للبنان في الوقت الراهن اختتام معسكر مشاركة الشباب في الحياة السياسية والحزبية بمديرية شباب المفرق. الصحة: مرض حمى غرب النيل غير مقلق ولا ينتقل من إنسان لآخر الصحة: تسجيل أول حالة إصابة بحمى غرب النيل في الأردن شهيد وجريح في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان منتدى التواصل الحكومي يستضيف وزير الداخلية غدا "صحة غزة" تعلن القطاع منطقة وباء لشلل الأطفال ندوة تسلط الضوء على رعاية وصون ما تحظى به المملكة من كنوز أثرية وتاريخية وتراثية 60 % نسبة الإنجاز بمشروع إعادة تأهيل طريق "الحزام الدائري" الملاكم عبادة الكسبة يودع أولمبياد باريس من دور الـ 16
مقالات مختارة

إبراهيم أبو حويله يكتب :المعرفة المتساوية ..

{clean_title}
الأنباط -
المعرفة المتساوية ..

عندما يتخرج اجيال من المدارس يحملون نفس القدر من المعرفة ونفس القدر من العلوم والمهارات ، عندها من من هؤلاء سيحصل على الوظيفة ، ام ان الرقم الأقدم هو الذي سيحدد الكفاءة في هذه الحالة كما في العسكرية فالكل يحمل نفس الدرجة ، لذلك لا تحقق هذه المعرفة انسانا مؤهلا ، ولكنها تخلق عددا . 

عندما يتعرض الطلاب لنوع معين من الامتحانات وهذه الامتحانات مصممة لقياس نقاط معينة من الفهم او الحفظ ، ولكنها في الحقيقة لا تساهم ولا تصنع المهارة المطلوبة للتعامل مع المشاكل التي يواجهها الطالب في حياته ، من صناعة المهارة او البحث عن المعلومة او التطوير والبحث عن الافضل ، عندها يصبح الامتحان هدف بحد ذاته ، وعندها يجد الطالب والمعلم وسيلة للتغلب على هذا الامتحان سواء بدارسة نماذج معينة ، او حفظ معلومات معينة ، وبالتالي تجاوز الطالب الامتحان ولكنه لم يملك المهارة. 

اذا لقد صنعنا امية جديدة ، وهي ليست امية قراءة ولكن هذا النوع من الطلاب هو حافظ وليس بفاهم ، نعم هذا ما نواجهه في حياتنا ، نعم هناك طلاب كثر يتخرجون في مختلف التخصصات ولكنك في الحقيقة تبحث عن الطالب الفاهم فهل تجده . 

كما هي الفوضي تصنع نظاما ، نعم للأسف هذه النظرية تحظى بالاهتمام في بعض الدوائر العلمية ، نعم عندما يتعرض الإنسان لنفس الظروف ويحاكم وفق نفس المعرفة ، فانه سيسعى ليصنع الفارق بنفسه ، وهنا يكون للفوضى في الحياة الإجرائية والمناهجية أحيانا دور ايجابي في تفعيل الحافز الذاتي عند الإنسان .

ولكن هذا التحفيز لن يحقق نتيجة إلا في فئة معينة من العدد الاجمالي ، لأنه يفعل التحدي عند هذه الفئة بسبب ظروف معينة من فقر او حاجة نفسية للتميز أو غيره ، ولكن الحافز هنا كان سببه التحدي الذي تعرض له الإنسان ، وقد يمر الكثيرون في هذه الحياة دون ان يتعرض لذلك المحفز الذي يخرج قدراته ، ويصنع ذاته ويحرك فيه الرغبة لصناعة شيء ما ، وقد يكون السبب هو حافز ديني او نظرة اجتماعية او حتى علاقات انسانية .

اذا نحن نجحنا نظريا ولكننا في الحقيقة فشلنا في صناعة جيل يحمل اسباب نجاحه ، ونحن كنّا في عصر الصناعة مستهلكين ونحن اليوم في عصر المعرفة يبدو اننا ما زلنا مستهلكين ، فهل نستطيع ان نغير المعادلة . 

نحتاج إلى صناعة المهارات ، وصقل مهارات التفكير العليا في الطرفين ، ودفع المعلم ليكون حافز ومحفز وليس خائف او متوجس من التقنية والحداثة والمهارات التعليمية والعلمية الحديثة ، ويسعى ليوظف الوسائل الجديدة من ذكاء اصطناعي وامن سيبيراني وتخزين سحابي وغيره في مصلحة العملية التعليمية . 

ولذلك لا بد من فتح المجال للتعليم التفاعلي والتحليل والتقويم والابتكار، والنقد القائم على التقييم المتبادل بين طرفي العملية التعليمية ، وفتح المجال واسع للنقد البناء ، وعدم الخوف من طرح الاسئلة وان كانت تتجاوز حدودها احيانا ، ولا مانع من عدم امتلاك الأجوبة ، فمن منّا يملك كل الأجوبة ، ولكن الأسئلة تدفع العملية التعليمية والطالب إلى الأمام ، وتجعل الحافز موجودا .

وهنا يبقي الاستاذ الأصل في هذه العملية ولذلك لا بد من تأهيل الإستاذ حتى تنتقل العملية التعليمة من الجمود إلى الحركة الفاعلة التي تساهم في بناء الجيل ، بما تحمل من تحدي صناعة مفاهيم اخلاقية وما هو دور الأخلاق في بناء المجتمعات والأمم ، وحضارية لأن الإنخراط الحضاري وفهم الأبعاد التي تصنع مجتمع حضاري ومختلف عن مجتمع نامي أو شبه نائم ، هي في الحقيقة في الفهم والتعاطي مع الدور الأساسي للإنسان نفسه في المجتمع ، فهو فقط فهم وإلتزام وانتظام في مسيرة حضارية ، وانسانية بحيث يدرك تماما معنى القيم الإنسانية واثرها في البيئة والمحيط والعالم ، وأنها ليست شعارات رنانة ، ولكنها جملة من التصرفات وردود الأفعال واحترم الأخر وحريته ومجاله ، وهذا ما يعطيك أنت ذلك الهامش الذي تتحرك فيه ، عندها تصبح هذه القيم حياة بالنسبة لهذا الطالب.

عندها يدرك الطالب تماما معنى الإنخراط في بناء وطن ، وماذا تعني هذه العملية ، وكيف أن مساهمته هي مساهمة اساسية في نقل الوطن خطوات للامام ، وأنه ليس مجرد حجر في سد تقع على كاهلة كل تلك الأوزان من الحجارة الأخرى والماء خلف السد .

وللأسف لا بد من الإهتمام بالبعد المادي للعملية التعليمية ، وادراك اهميتها في تحقيق الهدف المنشود ، فلن يستطيع المعلم أن ينخرط في هذا الدور دون ان تكون حاجاته المادية محققة ، ولهذا وجود خلل في الجانب المادي يخلق خلل في العملية التعليمية ونجاح وكفاءة هذه العملية مرتبط تماما بتحقيق الكفاية المادية للمعلم .

بين بحثنا في الغرب عن الأسباب التي ساهمت في بناء حضارة وانتقالها من القرون الوسطى إلى عصر الصناعة وصناعة المعرفة ، فقدنا البوصلة فقد كان الاعجاب بكل شيء سبب في عدم تحقيق اي شيء على مستوى عالمنا العربي ، وعلى مستوى الدول النامية ، إلا تلك التي استطاعت ان تجد التوليفة التي تحقق فيها مفاهيمها الوطنية وتضيف ما صنعه الغرب من انجازات إلى هذا المفهوم ، فتحررت من ربقة التبعية المطلقة ، إلى الوطنية المنضبطة الساعية نحو الأفضل لتضيفة إلى ما لديها ، فحققت نتائج ممتازة ، وهذا ما حدث في اليابان وسنغافورة وماليزيا وغيرها . 

اما نحن فقد علقنا في ادارة التعليم واهملنا العملية التعليمية، وهذا كان له أثر كبير على كفاءة العلمية التعليمية ومخرجاتها ، وكيف نفكر ، وكيف نتعامل ، وكيف نتطور ، ونسينا أنه يجب ان تكون الأهداف واضحة ، ونسعى نحو هدف واحد هو بناء مواطن قادر على بناء وطن والمحافظة عليه وعلى منجازاته .

وان يكون هذا الخريج هو قيمة مضافة في المجتمع تعليميا واخلاقيا وحضاريا وانسانيا ، وليس مجرد طالب تخرج ويسعى لأن يكون موظفا في مكان ما يعطيه مكتب ومسمى وراتب ، ولكنه لا يحقق شيئا ولا يضيف شيئا في الحقيقة . 

مع الشكر  للدكتور ميلاد السبعلي على كثير من الأفكار  .

إبراهيم أبو حويله ...