السفارة الأردنية في الرباط تنظم معرضا للأزياء التقليدية الأردنية افتتاح أعمال مؤتمر الجمعية الأردنية للغدد الصماء والسكري في إقليم الجنوب أكبر فندق في العالم بسعة 10000 غرفة قيد الإنشاء حاليًا في المملكة العربية السعودية استشهاد طفل فلسطيني جراء استهداف الاحتلال مستشفى كمال عدوان في غزة الظروف الجوية تحول دون استكمال الزيارة الملكية لبوسطن الخلايلة يستنكر الاعتداء على موظفي الدولة والحاق الضرر بممتلكاتها القطارنة يستقبل الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر الأميرة دانا فراس تزور السلط برفقة خبراء في مجال التراث قادة الشرطة والأمن العرب يدعون لتكثيف التوعية بخطر الجرائم الإلكترونية الاهلي يتعادل مع الصريح اللجنة القنصلية الأردنية المغربية تختتم دورتها الأولى في الرباط بيتكوين تتجاوز حاجز 100 ألف دولار لأول مرة بعد فوز ترامب الأمن العام يؤكد على نشر الوعي: لا للتجربة في المخدرات! اتحاد الجمعيات الخيرية يؤكد أهمية دمج ذوي الإعاقة بالمجتمع مصر تدعو لتكثيف الجهود الإقليمية والدولية لإغاثة غزة الإمارات تتصدر قائمة الدول الأكثر دعما لسكان غزة بقيمة 828 مليون دولار إصدار جدول مباريات الدور 16 لكأس كرة القدم المرصد الأورومتوسطي: جيش الاحتلال يحرق النازحين أحياء في خيامهم بـخانيونس بلدية الرصيفة تدعو للاستفادة من إعفاء غرامات "المسقفات" مؤشر بورصة عمان يستقر في نهاية تعاملاته اليومية

هل قناة" المملكة" إضافة للإعلام الأردني؟

هل قناة المملكة إضافة للإعلام الأردني
الأنباط -
أ.د. خلف الطاهات
بعد مرور ست سنوات على إطلاقها، تظل "قناة المملكة " مصدرًا أساسيًا للأخبار والبرامج التي تهم الجمهور الأردني والعربي على حد سواء. والقناة بحكم قربها من دوائر صنع القرار لا يمر ما تبثه على شاشتها او موقعها او منصاتها الافتراضية مرور الكرام. ويُعتبر تأسيس هذه القناة خطوة استراتيجية هامة تعكس الرغبة في تعزيز الحوار الإعلامي والتواصل الثقافي في المنطقة، إضافة إلى تعزيز الهوية الوطنية وتوضيح مواقف الأردن إعلاميا مما يجري من احداث وازمات.
منذ عام 2019 وحتى عام 2024، شهدت القناة زيادة ملحوظة في ميزانيتها، ما يعكس التزامها بالتطوير المستدام وتقديم محتوى ذو جودة عالية للمشاهدين. بدأت بميزانية قدرها 10 ملايين دينار في عام 2019، وارتفعت إلى 11 مليون دينار في 2022، ووصلت إلى 12 مليون دينار في عام 2024. هذه الزيادة تعكس استثماراتها في تحسين البنية التحتية التقنية، وتوسيع نطاق التغطية الإعلامية، وتطوير البرامج الوثائقية والتلفزيونية، وتعزيز الهوية البصرية والرقمية للقناة.
مع مرور السنوات منذ إطلاقها، تواجه قناة المملكة عدة تحديات تقف أمامها في سعيها لتعزيز مكانتها الإعلامية والاستمرار في تقديم خدمة إخبارية وإعلامية محترفة.
أحد أبرز العقبات التي تواجه القناة هو تباين دخل الإعلانات، الذي يعد من المصادر الرئيسية لتمويل أنشطتها. تعتمد القنوات الإعلامية بشكل كبير على الإعلانات لدعم تكاليف الإنتاج والبرامج، وتقديم محتوى متميز للمشاهدين. تقلبات سوق الإعلانات يمكن أن تؤثر سلباً على قدرة القناة على الاستثمار في تطوير مواردها وتوظيف المواهب الإعلامية.
مقارنة ببعض القنوات الإعلامية العربية المنافسة، تعاني القناة من "ندرة" وجود كفاءات إعلامية بارزة تحظى بحضور قوي على مستوى المنطقة العربية. يمثل ذلك تحدياً كبيراً في بناء الهوية الإعلامية وزيادة التأثير الإعلامي للقناة على المستوى الإقليمي والدولي. محليا وباستثناء برنامج صوت المملكة الذي يقدمه الإعلامي عامر الرجوب، الذي يتحدث بلغة نقدية مقبولة جدا تروق للمشاهدين، وتشعر بان القناة صوتهم لا صوت المسؤولين، فلا يوجد ما يجعل برامج قناة المملكة -مع كامل التقدير والاحترام للزملاء والبرامج- تختلف عن برامج التلفزيون الأردني الأكثر رسمية في الاعلام الاردني.
على الرغم من جهودها المستمرة في تقديم محتوى إعلامي شامل ومتنوع، وارتكازها على المحتوى التحليلي والحواري الاخباري، إلا أن قناة المملكة تواجه تحديات في بناء تأثير إعلامي قوي وثابت على المستوى المحلي والإقليمي. مع تنامي حضور وتأثير منصات التواصل الاجتماعي، لم تتمكن القناة من ان تثبت نفسها كمصدر رئيسي وموثوق للمعلومات لدى الاردنيين، وهذا يؤثر سلباً على نفوذها وانتشارها بين الجمهور المستهدف.
القناة لا زالت تعاني أيضا في صناعة من يخاطب الأردنيين عبر برامجها، وتوقفت على قائمة محدودة جدا من "المصادر"، وتعيد تكرار استضافة ذات الوجوه في اغلب برامجها، لدرجة ان المتابع عند الإعلان عن عنوان حلقة ستبث قريبا على شاشتها صار يتوقع مسبقا من الشخصيات المحتملة الحديث عن ذات الموضوع، وهنا تبتعد برسالتها وادعائها من انها تعكس صوت الوطن، فالوطن لا يختصر صوته بأصحاب المعالي والعطوفة وأصحاب المواقع الرسمية الحاليين والسابقين، فاتجهت القناة لتصبح أكثر رسمية من التلفزيون الأردني. هذه النزعة نحو "الرسمية" تجعل المتابع قليل الثقة في كل ما هو رسمي.
خلال سنوات انطلاقها الست ورغم ما يتعرض له الوطن كل فترة من تشويه وطعن في مواقفه السياسية ومبادراته وتحركاته في الإقليم والعالم، ولا اجامل هنا إذا قلت ان هذه الترسانة الإعلامية كان أدائها الإعلامي اقل من التوقعات في وقت الازمات، فهي تكرار عما تفعله شاشة التلفزيون الأردني من حيث الموضوعات والشخصيات. لا نريد مهنية وحرفية مصطنعة حينما يتعلق الامر بالطعن بالوطن وثوابته، نريد خطابا إعلاميا واضحا جريئا مساندا للخطاب السياسي والدبلوماسي، لا يخجل من الهوية الوطنية ولا يتحرك في مساحات التردد.
تعيش القنوات الإعلامية في منافسة شديدة على جذب الجمهور والإعلانات، مما يزيد من صعوبة بناء هوية إعلامية مميزة وزيادة نسبة المشاهدة والثقة العامة. هذه التنافسية قد تكون تحدياً إضافياً لـقناة المملكة في استقطاب الجمهور والمحافظة على تفضيلهم لها كمصدر موثوق للأخبار والمعلومات.
ورغم التحديات، تظل قناة المملكة ملتزمة برسالتها في تقديم محتوى إعلامي مقبول محليا، قليل التأثير والحضورعربيا، لكنها بالنهاية تسعى جاهدة لعكس التطلعات الوطنية ويخدم مجتمعها بكافة أبعاده. وتسعى القناة إلى تعزيز قدراتها الإنتاجية والإبداعية، وتوسيع قاعدة جمهورها عبر الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة وتطوير البرامج المتنوعة من خلال لجان الجمهور المختلفة. وتبقى انطلاقتها السادسة فرصة لنا كمتابعين ومهتمين بالشأن الإعلامي ان نبارك للزملاء في القناة على الانطلاقة، كما انها فرصة لنا جميعا كمتابعين ان نشتبك إيجابا عبر تقييم وملاحظات حول الأداء العام، وكلي ثقة ان ما نطرحه سيجد كل الاهتمام والرعاية من فريق عمل القناة ودوائر صنع القرار المعنية بملف الاعلام بالدولة. مبارك لمملكتنا ومزيد من التألق والتقدم.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير