الأنباط -
الروافع والمحبطات...
عندما يتم التدخل فيما لا يجب التدخل به ، والسكوت عما يجب التدخل به ، تكون النتائج دائما ضد مصلحة الوطن .
إن البحث في العقل الجمعي وكيف يمكن السيطرة عليه بعيدا عن وعي الفرد ، وخلق الوسائل المناسبة لهذه السيطرة من إعلام وشخصيات مؤثرة وشراء للذمم والضمائر ، هي كلها طرق تخدم هدف غير بريء في أغلب الأحيان .
وكل المحاولات التي قامت في المجتمعات الواعية من اليونان إلى الرومان وحتى الفقهاء في العالم الإسلامي وصولا إلى المفكرين والفلاسفة حديثا .
كانت يهدف إلى وضع نموذج يمنع إنحراف الفاسد من الساسة أو إستغلال الضعيف منهم من الداخل أو الخارج ، وبعض هذه الطرق نجح لفترة من الزمن ، ثم وجد الساسة الفاسدون الطريق لإختراق النظام لصالحهم .
علم الإجتماع وعلم النفس قد يكون في مراحل بريء وفي مراحل أخرى لا ، فقد ساهم في السيطرة على هذه الشعوب ، وكلما كان الإنسان في المجتمع أكثر وعيا ونضجا كلما كانت السيطرة على هذا الشعب أصعب .
ولكن في كل المراحل لا بد من بناء الإنسان الفرد الواعي لتجاوزات المجموعة المسيطرة ، وكيف توجه هذه الفئة المسيطرة الجميع لمصلحتها وضد مصلحته في كثير من الأحيان .
بنظري عندما تكون السيطرة في أي مجتمع للفئة الأكبر فيه تتحقق المصالح للجميع مؤيد ومعارض ، ويصبح السياسي والوزير في خدمة المجتمع ، وهذا ما نشاهده في الغرب من حالة الرفاه العام لكافة عناصر المجتمع .
ولكن عندما تكون السيطرة لفئة قليلة أو نادي المائة كما يسمونه ، عندها كما يقول عراب السياسة الإنجليزية وهي الاخبث على وجه الأرض ليس هناك صادق .
ولقد تم شيطنة السياسيين على مدى التاريخ، وبعضهم كان فعلا مدرسة في الشيطنة ، والبعض كان ضحية هذا الفن .
إبراهيم أبو حويله...