الأنباط -
(ما مِتُ بعدُ من بعدِ موتي)
هناكَ خلفَ الأسوارِ العتيقةِ
كنتُ وحدي مع الأقحوانِ
بينَ الحجارةِ الأسيرةِ
أنتشي من رائحةِ الدمِ
كيف لا وهو العنبرُ
والمسكُ والطيبُ
والروحُ والريحانُ
أتوضأُ من دمعِ الأمهات
فما كفكفت الأرضُ دمعها بعدُ
أراني في حضرةِ المعراجِ
كيف لا والأذانُ
يسلبُني نفسي والصخرةُ
بين يديَ يمامة تحت قُبةِ الخلودِ
وعندَ حائطِ البراقِ عقلتُ براقَ عِزتي
فهناكَ براق رسولي
حثثتُ خطايَ لأقتسمَ الصلاةَ
مع الأنبياءِ خلف نبيي
فكانت صلاةَ
جنازتي
لم لا
وأنا الشهيدُ ابن الشهيدِ
وابنُ الشهيدةِ
وأخو الشهيدِ وأخو الشهيدةِ
وكل دماءَ أهلي تضجُ
في نواعير الدِماء
وما زلتُ أقاومُ الفريسيينَ والكتبةَ
والكهنةَ والأنبياءَ الكذبة
ما زلتُ أحاربُ جنودَ هيردوس
وما زال بطرسُ والصحبُ
ينكرونني كلما رأوني يهربونَ
يفرون مني كأنيَ الجُذامُ
وما زال إخوتي يمكرون بيَ
يبغون موتي
حتى الجُب لم يعد خيارهم
والذئبُ يبكي ظُلمهم لهُ
وامرأةُ العزيزِ مكرت بي
وقدت قميصي من قُبلٍ
هذهِ المرة تبغي فنائي
لأني الصِّديقُ الصارمُ
أفكُ عرى الكذبِ والخداعِ
أُميطُ اللِّثام عن وجهِ
العُهرِ والخُذلانِ
ألوحُ بمقلاعيَ في وجهِ جالوتَ
أرتقي وأرتقي في معراجِ الخلودِ
من سماءٍ إلى سماء
بدراً أحمرَ قانيا
لأسكنَ في حواصلِ طيرٍ خُضرٍ
نظرتُ لأرضي شوقاً
رأيتُني ما زلتُ أقاتل
أرمي سجيلَ الحقيقةِ
في وجهِ قاتلي
فما مت بعدُ من بعد موتي
#فادي_شاهين
#همس_الروح