"برعاية الاردني الكويتي منتدى البيت العربي يختتم فعالياته بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية" فهم الطائفة... وزير الأشغال يرعى جلسة حوارية حول فض الخلافات في المشاريع الهندسية البرامج التدريبية في مراكز أورنج المجتمعية الرقمية: بوابة الشباب في جميع المحافظات على مستقبل أفضل وفاة الفنان الأردني هشام يانس العيسوي: الأردن، بقيادة الملك ماض في مسيرته التطويرية ثابت على مواقفه تجاه قضايا أمته عقل لـ "الأنباط" : انخفاض بنزين 95 وارتفاع على مادتي بنزين 90 والسولار السرحان : تنفيذ الهيئة للتمرين يعكس التزامها في تعزيز الجهوزية لمواجهة الأزمات المتعلقة بالاتصالات المتوقعة منها وغير المتوقعة . "الأمانة" تستعرض تجربتها في حل المشكلات وفقا لمنهجية التكيف التكراري "مالية النواب" تناقش موازنة وزارة الأوقاف "المالية النيابية" تناقش موازنة المحكمة الدستورية الاحتلال يرتكب 4 مجازر في غزة افتتاح قسم العلاج الطبيعي بعيادات جمعية العون الطبي بمخيم حطين الفايز يكرم مخترع علاج القلب "النشواني" الحمادشة طاقم حكام أردني لإدارة مباراة كأس السوبر الإماراتي القطري أغاني من التراث العربي.. ليلة فنية لـ"النغم" مساء الاثنين الضمان: تطبيق قرار الحد الأدنى للأجور (290) ديناراً بداية العام المقبل 2025 قمة في دوري كرة السلة تجمع الأرثوذكسي والأهلي مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى نادي الرمثا يعلن انهاء التعاقد مع الجهاز الفني

سيدي الجنرال : لقــد إغتصبنـي كلــب

سيدي الجنرال  لقــد إغتصبنـي كلــب
الأنباط -
بقلــم عيـــسى قراقـــع

سيدي الجنرال لقد إغتصبني كلب في سجن سديه تيمان الصهيوني ، هذا السجن السري الدموي ، فأين أنت؟ أين العدالة العمياء؟ كل ما حولي غوغاء متعطشة للدماء، إنها أكثر من كراهية وأكثر من عنصرية، أكثر من سادية وسلبطة، كلاب مذعورة تزرع ذعرها في داخلي، ويا ليتك معنا يا سيدي لترى الكلاب تمارس الجنس في أجسادنا، كيف ترقص من حولنا، تقفز فوقنا، موسيقى وديسكو وإحتفالات وصور ملونة، دخان وغبار، وترانا يا سيدي نلتهب، وترانا في مطحنة بين آلات عديدة، منا المقتولين، ومنا المغتصبين، ومنا المسحولين والمصابين بالصرع، ومنا المقطعة أجسادهم، منا الاطرش والأعمى والمسطول، ومنا المنهكين بالأمراض الجلدية وبالتعفن، فهل ترانا على الشاشة أو محملين في الشاحنات العسكرية مكدسين فوق بعضنا بعضاً عراة ومنهكين، نحن في غابة يا سيدي مليئة بالكلاب وبالجحيم.
سيدي الجنرال لقد إغتصبني كلب، والكلاب لها شهوات جنسية مختلفة عن الإنسان، كلاب لها أنياب ونواجذ وبصاق، كلاب تقرأ المزامير اليهودية والتوراة، كلاب لها إله آخر يختلف عن الهنا، ولأول مرة أعرف أن رب اليهود رب بلا رحمة، سمعناه وهو يُطلق الكلاب علينا لتنهشنا وتغتصبنا وتلعقنا، وسمعنا أوامره وهو يدعو إلى إبادتنا وقتل نسلنا وسبي نسائنا، يقرأون آيات التوراة ويصلون ويبتهجون، يذبحوننا، ينتشون أمام مشاهد أجسادنا المدمرة المحفورة المشوهة، كلاب تستمتع بنا كما تستمتع العصي والهراوات والبساطير والرفسات والشتائم في حفلات الإغتصاب المستمرة.  
سيدي الجنرال من سلمني للكلاب؟ لإبن غفير وسموتريتش وعصابة تحكم دولة من البلطجية وشياطين الظلام، هل نحن في المرحلة النهائية التي أخبرتنا عنها، المرحلة التي أصبح الكل فوقنا، الكل يدعسنا، الكل يحشرنا في هذه الزرائب التي تسمى سجون، أو في هذه المسالخ التي إنتزعت أرواحنا من أعماقنا، لم نكن يا سيدي نتوقع أن ننحني إلى هذه الدرجة، مكبلين بالأصفاد، ننحني لإلتقاط فتات الخبز عن الأرض، ننحني وننبش أسناننا في أي شيئ من الجوع، نلحس اللبن ثم ننبح ونحبو على أربع، نتغوط على أنفسنا، تلاحقنا الروائح القذرة وتتغذى علينا الحشرات.
سيدي الجنرال إقرأ تاريخ التعذيب، فما يجري في سجون ومعسكرات الإحتلال الصهيوني هو فوق التعذيب، فوق الألم، هيستيريا التعذيب، التعذيب الدموي وما بعد التعذيب، التعذيب الذي يشوه الكائن البشري، خوزقته، تجميد أحاسيسه وبتر أطرافه، سحل العيون والأنوف والأذان والشفاه، الجسد كله يسلخ والجسد حي، جلادون يمارسون الإنتقام والتلذذ في فنون الإنتقام، وكلما هجمت الكلاب على أجسادنا العارية كلما هاجت أكثر وأكثر، تهدمنا من الداخل والذات قطعة قطعة، وفي أجواء طقوس مرعبة، أضواء كاشفة، روائح قذرة، صراخ ومسبات وأسلاك وإطلاق نار، وكلما عاد جنودهم من غزة مصابين بحالات إكتئاب نفسي ودهشة، كلما أفرغوا حمولتهم المرضية فوق أجسادنا وتحولوا إلى كلاب متوحشة.
سيدي الجنرال لقد إغتصبني كلب، وأحد زملائي الأسرى يسألني: أين رام الله؟ قلت له في قفص؟ وأين جنين؟ قلت له في مقبرة، وأين رفح؟ في آخر الأرض، صار يرتجف ويصرخ ويبكي ويضحك، لقد فعلوا كل شيئ في جسده وعقله وذكرياته، واخذ ينادي على عائلته المبادة، على أطفاله وزوجته وأمه وأبيه، ثم دخل في الصمت، جحظت عيناه وهو يرشقني بالأسئلة.
سيدي الجنرال: في العصر الصهيوني الفاشي الذي تجاوز حدود المعقول، يجب إعادة تعريف التعذيب، فلم يعد التعذيب مجرد جريمة وحرب، إنه جرائم مركبة ذات كثافة من الطبقات والجلود السميكة، ليس التسبب بالألم وإنما بشاعة الألم، أشياء تدخل وتتحرك في أعماقك وروحك، كلب فوقك، وأن تعب الكلب هناك قنينة أو عصا كأدوات للإغتصاب والتعذيب الجنسي، وإن طلبت الماء للشرب فالكلاب تبول في فمك، جلدك ينشف ويصير ذو لون أسود، يتدلى لحمك من عظمك المزرق ويسيل الدم، هوام لاذع يتقلب داخل جسدك، تتفسخ، تتجوف، تصبح جسداً بلا رأس.
إن كنت يا سيدي الجنرال زعيماً سياسياً أو قاضياً أو حقوقياً أو كاتباً أو صحفياً أو فقيهاً أو مذيعاً، أرجوك أن تعود إلى العالم داروين وكتابه أصل الأنواع، وقل له: لقد عدنا في الزمن الصهيوني الكلبي إلى العصور الحيوانية، كل ما حولنا كلاب، سعار وتوحش ونباح، وقد تحولنا إلى كلاب، يركبوننا يا سيدي، كلاب مكبلة بالجنازير تزحف في ساحة المعسكر، نلعق التراب والدم ونأكل المخاط، لم نعد كما كنا، إنتزعت بشريتنا وصرنا كلاباً، نتعثر ببرازنا، الجوع والعطش كل ما بقي في غرائزنا وذاكرتنا.
سيدي الجنرال لقد إغتصبني كلب، فأخرج إلى الأمم المتحدة وأخبرهم عن نظرية التعذيب الجديدة، الإختراع الصهيوني المبدع، إختراع العار الإنساني والفظاعات المتميزة، التطور الحديث لتحويل الإنسان وجدانياً ونفسياً وجسدياً إلى كلب، وقل له في معسكر سديه تيمان تغتصب الكلاب الأسرى فيصابون بمرض الكلب ويتحولون إلى كلاب، نظرية تستحق دولة إسرائيل عليها أكبر جائزة علمية لم تشهد مثلها العصور القديمة ولا الوسيطة.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير