الأنباط -
العمل الحزبي … إلى أيـن ؟
انس عويدات
يعلم الكثير منّا المراحل التي مرَّ بها قانون الأحزاب إلى أن وصل إلى حيّز التنفيذ بدايةً من تطلعات جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه إلى نقل الحياة السياسية إلى مستويات متقدمة يستطيع الجميع من خلالها المشاركة في بناء وطنه و بسواعد الشباب و أفكارهم •
حيث بدأت القصّة بعد أن أخذت اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية على عاتقها الرؤى و التطلعات الملكية في شمول جميع الأفكار في هذا القانون و على أن يليق ببناء الوطن و رفعته ، ومن ثمَّ تسلم الأمانة مجلس الأمّة بشقيه ليخرج بالصيغة النهائية ليتسنى للأحزاب التي سيتم تأسيسها المشاركة في الاستحقاق الدستوري القادم •
من هُناك راحت أسماء الأحزاب تخرج للنور و تضيء المدن الأردنية وراحت الأفكار تطفو على السطح في جميع الحوارات وباتت طرقاتنا تزهو بالفكرة ، و رويداً رويدا حمل الشباب متاعهم وذهبوا حيث انتماءاتهم الحزبية المبنية على البرامج المكتوبة على جدران تلك الأحزاب ك الفسيفساء و أصبحت الأحزاب حديث الساعة و الجميع تحت مظلة الأفكار مجتمعين
إلا أن بعض الأحزاب أصبحت تأخذ منحنى مغايراً عن الرؤى و التطلعات الملكية و بدأت بخفض صوت الفكرة و ارتفع في أروقتها ضجيج المال ، ونامت ليلتها المدن الأردنية مخذولة و عاد الشباب يحملون ذات المتاع يجترّون معه أذيال الخيبة و باتت المشاركة في حمل لبنات هذا الوطن في بعض تلك الأحزاب تعود إلى رصيدك من المال ضاربةً بعرض الحائط سموِّ الفكرة،
و إنني من هذا المنبر أضع الأحزاب التي تداولت المال بين أروقتها تحت طائلة المسؤولية الفكرية •
و سؤالي لتلك الأحزاب إن سألتنا أفكارنـا إلى أين وصل بِنا بناء الأحزاب بماذا سنجيبها ؟
أن الأسس الموضوعة لم تعد تحتمل وزن الأفكار فذهبوا ليجمعوا المال لوضع أسس جديدة •
الفكـرة الغنّية في عقل ذلك الفقير متى ستُسمع تحت القبّـة ؟
بتُّ كما قال معالي الدكتور خالد الكركي
و إني لا أنظـرُ من ثقب البابِ إلى وطني لكني أنظـر إليه من قلـبٍ مثقوب •