في سابقة شبابية عربية... "فرسان التغيير" يعلنون من جامعة الدول العربية انطلاق قمة الابتكار والتكنولوجيا للشباب العربي 2025 عيد ميلاد ولي العهد يصادف غدا السبت بين الوحدة القسرية والانقسام المتسع: الحرب الأميركية الإيرانية تُخاض على جبهتي الداخل أولاً اسحاق يحقق الميدالية الفضية في بطولة آسيا الشاطئية للمصارعة التربية تتابع النقاشات حول امتحانات الثانوية العامة عيد ميلاد سعيد يارا بادوسي خليل النظامي يكتب: حكاية من وطني تحت عنوان الحصيدة في زمن العولمة،،، الإعلان عن فعاليات الدورة الـ (39) لمهرجان جرش للثقافة والفنون 2025 الخصاونة يناشد "الخارجية" لحل مشكلة تعذر حصول مغتربين على تأشيرات المرور عبر الأراضي السعودية حدادين: تبرز دور الأردن في التنمية الإبداعية بمنتدى آنا ليند 2025 في تيرانا مركز العدل يطلق حملة "تذكر مين انت" بالتعاون مع إدارة مكافحة المخدرات مديرية الأمن العام. سفيرة الأردن بالمغرب تلتقي الفنان زيد العواملة بعد تميزه في الملتقى الدولي للفسيفساء "نستله" تتخلى عن استخدام مكونات مثيرة للجدل مرتبطة بالسرطان أسعار الذهب تتراجع وتتجه لتكبد ثاني خسارة أسبوعية وفيات الجمعة 27-6-2025 قنبلة بالمعدة.. تحذير طبي من الفلفل الحار 8 تقنيات لزيادة التركيز وتعزيز قوة الدماغ مخاطر الاستحمام بالماء البارد في الطقس الحار كتلة هوائية حارة تؤثر على المملكة الجمعة والسبت ترامب: سنزيد عمليات الترحيل لتصل إلى مليون مهاجر غير شرعي سنويا

لماذا الاردن مستهدف في خضم المحيط المشتعل بالأحداث؟

لماذا الاردن مستهدف في خضم المحيط المشتعل بالأحداث
الأنباط -
بقلم: كريستين حنا نصر
الوضع الجيوسياسي للمملكة الاردنية الهاشمية خاصة في هذه المرحلة الحساسة العصيبة التي تمر بها المنطقة، جعلت الأردن يعيش واقعا خطيرا وسط إقليم ملتهب تعصف به الكثير من الأحداث، وهذا متصل بالتطورات المتسارعة للوضع المأساوي للصراع الجاري في غزة بين حماس والاحتلال الاسرائيلي، كذلك تصاعد وتيرة المواجهات على جبهة الجنوب اللبناني، اضافة إلى توترات الحدود الشمالية للمملكة مع الجارة الشقيقة سوريا، مع الأخذ بعين الاعتبار ما تعانية سوريا من واقع فوضى أمنية وأضطرابات واشتباكات دائرة بشكل مقلق في محيط درعا مؤخراً، الى جانب تواجد الميليشيات المسلحة على الحدود الاردنية، وبالطبع ليس على الحدود مع سوريا فقط، بل هناك أيضاً مخاوف متزايدة من احتمالية اختراقات أمنية على الحدود مع العراق من قبل بعض المليشيات التي تخفي أسبابها وأجندتها الحقيقية الراغبة في تحقيق مصالح ذاتية على كافة الأصعدة ومآرب مشبوهة.
وبنظرة تحليلية للاجابة على سؤال لماذا الاردن مستهدف، تكشف عن الحقائق أن هناك بعض المغرضين واصحاب الاجندات الخبيثة والمأجورة، يحاولون المزاودة على الجهود الاردنية المتميزة في نصرة الاشقاء في غزة، هذه الجهود التي يقودها جلالة الملك عبد الله الثاني في كافة المحافل الدولية ومن خلال توجيهه المستمر للجهات الحكومية المعنية بتكثيف ومواصلة جهود اغاثة ومساعدة الشعب الفلسطيني، ومن المعلوم للقاصي والداني أن الاردن قدم فاتورة تضحيات كبيرة، فهو يعاني الكثير من الاثار الاقتصادية خاصة تراجع وتدهور قطاع السياحة ومحاولة العبث بأمنه، كل ذلك لم ولن يثني الاردن عن مواصلة جهوده الدؤوبة، وهذا يدفعنا لسؤال مشروع وهو ماذا قدم غيرنا أكثر مما قدمنا، ليس اليوم فقط ولكن على مدار عقود من تاريخ القضية الفلسطينية، بذل فيها الاردن التضحيات الكثيرة؟.
ان تراجع وتدهور الاوضاع الاقتصادية في الاردن هو نظير ما يقوم به من واجب قومي وانساني أثر بشكل مباشر على الاقتصاد وبالتالي قوت المواطن الاردني، كذلك مجابهة الأردن لمحاولات سافرة متكررة لخرق أمن حدوده ومن جبهات مختلفة، وبنفس الوقت نجد أن بعض القيادات والساسة يكتفون بتصريحات وخطابات هليودية فارغة هدفها الوحيد دغدغة عواطف الشعوب العربية بكامل مكوناتها الدينية، بينما تبقى الأفعال الملموسة في دعم الشعب الفلسطيني معدومة من قبلهم، إن مقاصد البعض غير البريئة بضرب مصداقية الاردن لن تجدي نفعاً، خاصة أن سياسة الاردن الراسخة والثابتة دولياً تقوم على الالتزام بالشرعية الدولية، الأمر الذي أكسب الاردن الاحترام والثقة العالية، إلى جانب استثمار الاردن للاتفاقيات والمعاهدات الدولية بما فيها اتفاقية السلام الموقعة مع اسرائيل لخدمة مصالح عديدة للشعب الفلسطيني بما في ذلك تقديم الدعم الإغاثي والطبي له في ظل مآسي العدوان اليوم على غزة والضفة الغربية.
ان محاولات البعض المشبوهة للتشكيك بالموقف الأردني يظهر زيفها وكذبها أمام تاريخ أردني عريق، يتمثل بالسياسة والدبلوماسة الاردنية وقراراتها ذات السيادة طوال حكم الهاشميين المستمر لها، وهو حكم يتميز بالثقة العالمية والحنكة والحكمة والاتزان على الصعيد العربي والعالمي، فالاردن وانطلاقا من ثوابته الوطنية والقومية والعالمية لا يريد اليوم من يزاود عليه، ولكن ما يجري اليوم من بعض الافواه والاقلام المغرضة التي توجه سمومها للاردن معروف تماماً اسبابه الحقيقية، والمتمثلة بطبيعة التحالفات الجديدة في المنطقة والمتمثلة بتحالف بعض الاحزاب ذات الطابع الديني السياسي مع ايران، والتي تهدف لزعزعة الانظمة في عدة دول عربية في المنطقة تمهيداً للسيطرة عليها والتحكم بقراراتها، ولا شك أن الصراع الدائر اليوم في غزة ساهم بشكل كبير في وضوح قوي لهذه التحالفات الجديدة.
ان الصراع على المصالح الذاتية لهذه الاحزاب والقوى الخارجية ليس هدفه السامي مصلحة الشعوب والبلدان في منطقتنا بقدر غايتهم الشخصية وهي الحصول على مقاليد السلطة بكافة أشكالها، والتي تتمثل بمصالح ذاتية لن تخدم ابداً الشعب الفلسطيني، وللاسف فان ما يواجهه الاردن من محاولات لزعزعة استقراره من خلال محاولات خرق الحدود لتجارة وتهريب السلاح والمخدرات، اضافة لما يمر به بلدنا من اوضاع اقتصادية صعبة قد يستغلها البعض بشراء الذمم للانقلاب على الوطن والشعب، وجميعها ظروف ومحاولات يجب مواجهتها من خلال تكاتف ووحدة وطنية نستطيع بها تجنب الاخطار ونعزز بها الاستقرار خلف قيادتنا الهاشمية ومع اجهزتنا الامنية التي تسهر على حدودنا وتقدم الشهداء دفاعاً عن الوطن وحدود وشعبه.

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير