البث المباشر
كريم تطوّر خدمة "المتاجر" من خلال شراكات جديدة وخيارات أوسع العراق يعلن فتح أجوائه بشكل كامل المقدم أيمن الحديد .. ألف مبروك وسام الاستقلال استئناف تقديم خدمات الأحوال المدنية والجوازات في مراكز الخدمات الحكومية مؤسسة الحسين للسرطان توقّع اتفاقية مع شركة دلتا للتأمين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والاتحاد الأردني لشركات التأمين أطلقا تدريباً متخصصاً لتصميم نماذج تأمينية تركز على العميل البنك الأردني الكويتي يصدر تقرير الاستدامة الخامس لعام 2024 "بيت التصدير" تنظم ورشة "بيئة التصدير الأردنية والطريق إلى الأمام" تراجع أسعار الذهب عالميا مطار الملكة علياء الدولي يستقبل 736709 مسافرين خلال أيار الماضي الأردن يرحب بإعلان الرئيس الأميركي التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل إسرائيل تعلن رصد صواريخ من إيران باتجاهها بعد وقف إطلاق النار وزير العدل: إطلاق 11 خدمة إلكترونية جديدة لخدمة القضاة في المحاكم ايمن باشا العوايشة الف مبروك مذكرة تفاهم بين عمان الأهلية وشركة أساس للصناعات الخرسانية العراق يستأنف الرحلات الجوية في المناطق الجنوبية ويستعد لفتح جميع مطاراته النزاهة تُحيل 46 قضية فساد في البلديات إلى القضاء هل وقف إطلاق النار في صالح النظام الإيراني؟ عندما تتحوّل الأرض إلى كرة طائرة في مسرحية دولية الماضي والسرحان والعبداللات وابن هداية والحسبان والعوايشة محافظون في الداخلية

مقابلة الأمير الحسين عنوانها حنكة و حكمة الملك عبدالله الثاني باجتياز التحديات على مدى ٢٥ عاما

مقابلة الأمير الحسين عنوانها حنكة و حكمة الملك عبدالله الثاني باجتياز التحديات على مدى ٢٥ عاما
الأنباط -
بقلم: كريستين حنا نصر
الهاشميون كعادتهم يتمسكون بارثهم ونهجهم التربوي الاميري والملكي، المتعلق بتحضير واعداد الامراء وولاة العهد المتميزون في فكرهم وصفاتهم، وذلك من خلال تنشئة تستند إلى توفير التعليم الحديث والتدريب العسكري والدبلوماسي والسياسي العريق، ومنذ فترات مبكرة وفي أعرق المعاهد والمؤسسات العالمية.
من هنا كانت نشأة صاحب السمو الملكي الامير الحسين ولي العهد، حيث صدرت الارادة الملكية السامية بتسميته وليا للعهد عام 2009م، حيث أنهى سموه تعليمه الثانوي في مدرسة "كينغز أكاديمي" في الأردن في عام 2012م، كما حصل على تعليمه الجامعي في التاريخ الدولي من جامعة جورج تاون في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2016م، وليتخرج سموه لاحقاً عام 2017 من الأكاديمية العسكرية الملكية ساندهيرست، وعلى الصعيد الوطني اطلق سموه ضمن رؤيته التنموية العديد من المبادرات من خلال مؤسسة ولي العهد مثل مبادرة حقق ومبادرة مسار لدعم الشباب الأردني وغيرها من المبادرات الفعالة، ونظراً لدوره النموذجي في دعم الشباب ترأس سموه عام 2015م جلسة مجلس الأمن في الأمم المتحدة لمناقشة دور الشباب في بناء السلام وحل النزاعات ومكافحة الإرهاب، الى جانب حضوره وبالنيابة عن جلالة الملك للعديد من المؤتمرات الدولية لمناقشة العديد من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويواصل سموه على الصعيد الوطني طرح البرامج ومتابعتها من خلال جولاته ولقاءاته المتواصلة مع الشباب والمؤسسات وكافة شرائح الوطن، سعياً وحرصاً من سموه على التنمية المستدامة والتمكين الوطني الشامل.
فخلال مقابلة سمو ولي العهد الأمير الحسين قبل أيام قليلة مع قناة العربية، جاء جواب سموه متضمناً التركيز على حكمة والده جلالة الملك عبد الله الثاني في تجاوزه للتحديات التي مر بها الأردن خلال فترة حكمه التي نحتفل اليوم بمناسبة يوبيلها الفضي، وهو أمر يوضح أن سموه مُلماً ومتابع دقيق لكل التطورات والمعطيات التي اجتازها الملك عبد الله الثاني خلال مدة الـ(25) عاماً الماضية، حيث صرح الأمير أن شعب الاردن واعٍ ومؤسساتنا قوية وقيادتنا تفكر بنظرة بعيدة وفي ظل دولة مدنية متميزة لها قدرة واستقلالية في إتخاذ القرارات دون تأثير يفرض عليها، مضيفاً سموه أن جلالة الملك ومن قبله جده المغفور له الملك الحسين ساروا على نفس النهج المتوازن في بناء وترسيخ علاقات دولية أساسها الاحترام، من هنا كان صوت الاردن على الصعيد الدولي مسموعاً وله مكانته وتأثيره في السياسة الدولية، مهما كان هناك اختلاف في وجهات النظر، مؤكداً سموه أن جلالة الملك عبد الله الثاني يمتلك صفة نادرة فهو صادق سواء في الغرف والاجتماعات المغلقة أو في العلن أيضاً، له مبدأ راسخ لايغير موقفه.
والملك محبوب لأنه متواضع غير متكلف، لذا يحظى بثقة الجميع، عندما يعطي نصيحة لكل القادة وصناع القرار في العالم تكون حكيمة وثاقبة، فجلالته لايسمح للانفعال أو التوتر بالتأثير على قراراته، علماً بأن جميع قرارات جلالته ليست سهلة على الصعيدين السياسي والاستراتيجي، فمثلاً حرب العراق عام 2003م كان جلالته له موقف واضح وصريح معارضاً لها، وبنفس الوقت وازن جلالته بين العلاقات مع الولايات المتحدة الامريكية من جهة وبين مصالح الاردن المستقبلية وامنه من جهة اخرى وقد نجح جلالته في ذلك وبجدارة مشهود لها، ويعلق سموه على هذه الاستراتيجية الملكية الهاشمية بقوله :" كان قرار جلالته حكيماً، ومن يقول أن حياة القائد سهلة يكون غير واقعي"، وفي السياق المتتبع لمواقف جلالة الملك من القضايا المعاصرة في المنطقة يشير سموه إلى الصراع في غزة وأن القضية الفلسطينية هي قضيتنا بالرغم من الكلف المترتبة علينا، فالاردن يخوض معركة دبلوماسية وسياسية منذ بداية الصراع القائم اليوم في غزة، بما في ذلك الفاتورة الاقتصادية التي يدفعها بلدنا الاردن، ومع ذلك كله فإنه يستمر في مساندة الشعب الفلسطيني، وبالتوازي مع هذا الدعم فالاردن يحث أيضاً الحكومة الاسرائيلية الحالية على ان تقوم بوقف الحرب حتى لا تنفجر الاوضاع جراء تصاعد الحرب وبشكل قد يقود المنطقة لحرب اقليمية واسعة، من هنا يستمر الملك وبكل حكمة في دعوة العالم أجمع بأن يسعى لوقف الحرب فضحاياها الابرز هم المدنيين بمن فيهم الأطفال والنساء، مصرحاً سموه وبشكل واضح على أن السلام الحقيقي هو القائم بين الشعوب وبشكل يلبي بالضرورة حقوق الشعب الفلسطيني وبما يضمن الوصول عمليا لحالة السلام وقيام علاقات طبيعية بين الشعوب .
يركز سموه حديثه عن طبيعة التحديات المعقدة التي واجهت حكم جلالة الملك في الفترة الاخيرة وتحديداً خلال اليوبيل الفضي لتولي جلالته سلطاته الدستورية، بما في ذلك خطر تهريب المخدرات والاسلحة على الحدود الأردنية السورية، مبيناً سموه أن الأردن وأمنه مستهدف، خاصة ان ذلك ينعكس في الكمية الكبيرة للمخدرات والأسلحة والمتفجرات التي يتم ضبطها على الحدود من قبل الجيش والاجهزة الامنية، ويبدو جلياً أن هذه العمليات منظمة وتستهدف الامن الوطني للملكة، علما بأن الموقف الأردني تجاه هذا الخطر الاستراتيجي راسخاً وهو رفضها قطعيا والتصدي لها بكل عزيمة، وفي اطار العلاقات الدولية في الإقليم تطرق سموه إلى العلاقة الاردنية مع ايران وبعض الدول العربية، ليبدأ سموه تعليقه عليها بالترحم على الرئيس الايراني الذي وافته المنية مؤخراً، وتقديم العزاء والمواساة للشعب والحكومة الايرانية، آملاً سموه بتحقيق الطموح والرؤية الاردنية والعربية المتطلعة نحو ايجاد مناخ هادىء في الاقليم بعيداً عن أي توترات ، فالجميع يرغب بعلاقات حسنة مع ايران يتم خلالها معالجة كل اسباب التوتر، مع اشارة سموه لنهج الدبلوماسية الاردنية السلمي القائم على وجود حوار أردني ايراني حول كل القضايا متمنياً سموه أن تثمر بشكل ايجابي، وبصورة تضمن استقرار الاردن وعدم تحوله لاسمح الله الى ساحة حرب اقليمية، خاصة في ظل وجود توترات مطردة في المنطقة المحيطة بنا.
وشغلت القضايا الانسانية محوراً من لقاء سموه بما فيها اللجوء السوري نحو الأردن، معتبراً أن حل مشكلة اللاجئين هو عودتهم الطوعية الى وطنهم الام سوريا، مركزاً سموه على علاقات الاردن الايجابية مع اخواننا في المنطقة ضمن قاعدة التقارب وتعزيز فكرة التعاون والتكامل العربي وبشكل عملي معني بالشراكة الاقتصادية والسياسية، فالتعاون يعني فتح أسواق أكبر وتبادل للقدرات والمهارات والعقول بما يضمن فرصاً أوسع للشباب وبشكل يتحقق معه مستقبلاً أفضل، وفي اطار العلاقة الاردنية السعودية ولمركزيتها أكد سموه انها علاقة تاريخية ترسخ لتعاون سياسي واقتصادي واجتماعي وامني واحد، مؤكداً أن الشعب السعودي شعب أصيل وصاحب نخوة.
وفيما يخص مفهوم المعارضة الوطنية الداخلية، وجه سموه رسالة جوهرية تتضمن ضرورة أن تكون المعارضة وطنية في توجهاتها واهدافها حتى وان انتقدت سياسة الحكومة، وفي السياق نفسه مجيباً سموه عن اثر بعض الحوادث في فرز هويات فرعية مناطقية، بقوله أن ميزة المجتمع الاردني هو التنوع الذي ساعد على الخروج من أزمات كثيرة، الامر الذي يستعدي ضرورة التماسك والتكاتف الوطني والاستفادة من الهويات الفرعية التي تعتبر مصدر ثراء وقوة وطنية، مع التأكيد على أن المظلة الجامعة والرئيسية لها هي أولاً وأخيراً الهوية الوطنية الاردنية، التي تتمتع بالروح الايجابية التي لا تكون اسيرة ازمات سابقة حدثت في الماضي، فنحن جميعاً كدولة اردنية نجحنا في تجاوز التحديات وتخطينا المراحل الصعبة منذ زمن، فنحن دولة قانون ننظر لمستقبلنا ونركز على بناء وطننا بشكل قوي متماسك قادر على تجاوز اي تحديات قادمة أو طارئة.
ان رؤية ولي العهد تكمن في فهمه الدقيق والشامل لفترة اليوبيل الفضي من حكم والده جلالة الملك عبد الله الثاني رعاه الله، وتطلع سموه للمستقبل القادم خلال الخمسة وعشرين سنة القادمة بأن يكون فيها الاردن قوياً على كافة الاصعدة معتمداً على نفسه ومكتفياً ذاتياً، وقد حظي المواطن الاردني في كافة انحاء الوطن بتعليم وصناعة وصحة وسياحة واستثمار واسواق جديدة، وفي الوقت نفسه أن تكون استراتيجيتنا قائمة على التخطيط السليم الذي يضع في اعتباره أمكانية حدوث اي مستجدات واحداث جديدة، نكون مستعدين لها ولأي سيناريو مفاجىء وقادرين على مواجهتها وتجاوزها بكل ثبات.
وكلنا أمنيات بأن يكون مستقبلنا حافل بالعطاء والانجازات، وحفظ الله ملكنا وولي عهدنا وشعبنا الاردني الاصيل وجيشنا وأجهزتنا الامنية.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير