الأنباط -
أبراج من ورق
بقلم/لطيفة محمد حسيب القاضي
رواية( أبراج من ورق) الصادرة عن دار الآداب للنشر ٢٠٢٣ للكاتب الروائي والقاص المغربي سعيد رضواني _الحائزة على جائزة أسماء صديق للرواية في دورتها الأولى بالإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع دار الآداب.
ومن الجدير بالذكر أنن سعيد رضواني قاص وروائي مغربي مواليد ١٩٧٢ .صدر له قصصيتان الأولى بعنوان (مرايا)٢٠١٠، والثانية (قلعة المتاهات)٢٠٢٢.
تعدَّ رواية( أبراج من ورق) مغامرته الروائية الأولى التي تجاوز فيها سعيد رضواني النمط المألوف من الروايات الكلاسيكية واستكشف دهاليز تجربة سردية مبتكرة، حيث دمج الهندسة مع الأدب والرياضيات مع البلاغة. قام ببناء روايته وكتابة هياكل القصة بشكل فريد، حيث ثَم تطبيق مبدأي التناظر والتقابل. وهكذا، تم بناء الرواية على شكل جزئين متناظرين ومتقابلين، مشابهة للأعمدة الرخامية والقلاع، وتمتلك محتوى قوي يشبه قلعة تتألف من أعمدة وجدران، تمامًا كحروف وكلمات الكتب. ولم تقتصر هذه المفاهيم على الشكل فحسب، بل تجاوزتها لتؤثر في اللغة والشخصيات أيضًا في لعبة لغوية هندسية استثنائية.
وفي ذات السياق تحكي رواية ( أبراج من ورق) عن لعبةٌ سرديَّةٌ تمتدُّ من الجدّ إلى الحفيد، مرورًا بالأب؛ فتتبُّعِ الحفيدِ مسارَ الأب الذي سعى إلى تخليد معمار قلعة الحروف.
وفي ظل تلك المؤشرات تستعيد الرواية للكتابة هيبتَها وللمعمار مجدَه وللتراث مكانتَه. رواية( أبراج من ورق) تكشف حقيقة أزلية تقول إن الورق أقوى من الأسمنت. على الرغم من أن القصة قد تبدو كرواية بوليسية تشتمل على قاتل وضحيته واسم القاتل مذكور في الرواية، إلا أنها ليست سوى باب لجذب القارئ إلى عالم ساحر مبني على التناظر والتوازن. الكلمة كانت نجمة الرواية، وكان المكان بطلها. المكان الفاعل والمتفاعل! هو الذي يصنع الحدث ، هو الشاهد والشهيد.
ووفق تلك الرؤية فإن رواية "أبراج من ورق" تترسخ في الذاكرة بشكل لا يمكن نسيانه. تتميز بفكرة جريئة، وأسلوب مبتكر، واستخدام لغة قوية تستحق بجدارة جائزة أسماء صدّيق للرواية الأولى.