الأنباط -
للمرة الأولى طوال ما يزيد قرن من زمن المشروع الصهيوني في المنطقة تتحرك النخبة الطلابية بوعي جديد للحدث الفلسطيني او لنقل المسألة الفلسطينية، ففي مرحلة العقود السادس والسابع والثامن إلى حد ما كان التفاعل الطلابي العالمي مع القضية الفلسطينية مختصرا بغالبه على محور الحركة الطلابية المؤدلجة للكتلة الشرقية اليسارية انذاك يشاركها الحراك الطلابي العربي المؤدلج قوميا او يساريا ضمن المنطقة العربية، حيث كان الخطاب المقابل والمضاد المسيطر على المنظومة الطلابية الغربية لا يخرج عن اطاريي الصمت او تبني الخطاب الغربي الداعم للمشروع الصهيوني.
واليوم بعد سبعة عقود ويزيد من إنشاء الكيان الصهيوني على حساب الأرض والإنسان في فلسطين ،وبعد التحول في الجولة الحالية المستمرة منذ السابع من أكتوبر، بدا ان تفاعل الأحداث المتمثلة بردة فعل الكيان الصهيوني عبر المجزرة والتطهير العرقي والعدوان الغاشم على قطاع غزة طوال سبعة أشهر، بدا أن ما يحدث من خروج عن السياق الأخلاقي للحروب ومحاولة التصفية والتهجير ضد الشعب الفلسطيني ،قد بدأ صداه ينتقل إلى قطاع شبابي طلابي ظل طوال عقود مغيب عن حقيقة ما يحدث لعقود، ليكتشف نفسه أمام حقائق ساهم إعلام الفضاء المفتوح في ايصالها بعيدا عن غرف السيطرة والتحكم التي تقود وتوجه الرأي العام الغربي وتصنع وعيه كما تريد..
هذا الوعي له ما بعده إذا ما تم الاستثمار به والبناء عليه، فما فعلته كتائب الإعلام الغربي طوال عقود ها هو يتهاوى أمام الفضاء المفتوح وحقيقة المجزرة التي تبث على الهواء مباشرة يلا تشفير ولا تنميط.
معركة غزة وصمودها الاسطوري وما يحدث في الضفه الغربية من معركة غير معلنة، كلاهما وهما واحد ساهما بتعرية الخطاب الغربي تجاة المسألة الفلسطينية ولم تعد بحاجة إلى حملات علاقات عامة ولا دعايات وتسويق للراي الآخر، لأن ذلك كله يتم معمدا بالدم والدمار الذي يدفعه الشعب والمقاومة على الأرض وعلى الهواء المباشر.
إن خطورة الحراك الطلابي الغربي على الخطاب الغربي النمطي ينبع من تجاوز هذا الحراك لحالة التنميط السائدة تجاة الموقف من القضية الفلسطينية وتدل على أن هناك وعيا جديدا بدا يتشكل اساسه البعد الإنساني في التعامل مع القضايا الدولية، وعيا مضادا لحالة الخداع ومكاتب التضليل الإعلامي لعقود،
إن الشعور بالظلم أكثر ايلاما من الظلم، وان الشعور بالوعي الذي يسود جامعات النخبة الغربية والأمريكية له دلالات تتجاوز الموقف من قضية انسانية كقضية فلسطين يل قد يتجاوز ذلك لينسحب على قضايا أخرى خارجيا وداخليا.
التحية للنخبة الطلابية التي رفعت صوتها في وجة التضليل المسيطر عليه في الإعلام الغربي، والتحية للصامدين الصابرين رغم الألم في فلسطين، وهم بصمودهم يعيدون تشكيل المنطقة او بالحد الأدنى يؤسسون لهذا التغيير،فشعار فلسطين حرة من البحر إلى النهر الذي كان محرما ومجرما في الوسط الأوروبي والأمريكي أصبح هو شعار المرحلة، from river to to the s e a Palestine will be fre e
غزة الكاشغة ستعري الكثير من المواقف.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.
المهندس عامر الحباشنة