الأنباط -
نحن نعلق في المفاهيم ولا نستطيع مغادرتها للأسف...
السلبية موجودة وهي شعور ناتج عن إحباط، وهذا الإحباط قد يكون نتيجة لموقف واحد نقوم بتعميمه على كل حياتنا.
ولكن مهلا هل هذا التعميم صحيح، وهل فعلا الحكم الذي اصدرته حقيقي ...
قال لي صديقي المحامي مرة أن القضاء فاسد ، قلت مهلا هل تقصد كل القضاء فاسد ، قال لا ولكن هناك فاسدون، قلت نعم ، وكم واحد من هؤلاء تعرف حقا أنه فاسد ارجوك ارجع وعدهم في عقلك لا أريد معرفتهم ، قال واحد اثنين ثلاثة وتوقف ، قلت وكم قاض تعرف قال مئات. قلت تعرف المئات وثلاثة منهم فقط فاسدون ،،،، ثم صمت طويل .
وبين الواقع والأمل ، يعبث العابثون وتنتشر الأكاذيب والأباطيل وتبث الأفاعي سمها ، وتعمل عصى الراعي بجرة السمن عملها فلا يبقى منه شيء ، ويظن الحالمون بأن مجرد الحلم كاف للتغيير ، وبأن رفع اليدين بالدعاء يفعل الأعاجيب .
على البشر اليوم إعادة النظر في هذا الكم من الأفكار السلبية التي نغرسها في المجتمع ونحملها في أنفسنا تجاه الأخر ، واسمحوا لي أن أقول قد يكون الأخر هو الحكومة ، أو اخوك الذي في الحكومة ، أو انت عندما كنت موظفا ، أو ما زلت ، فنحن فى صورة ما أيضا الأخر...
وإعادة النظر في هذه المفاهيم وتصنيفها، والتخلص من الضار والمميت والقاتل فيها .
ما يرشح إلينا من معلومات هو تماما ما نعلمه من الشارع وليس من فم الحقيقة في كثير من الأحيان، نعم نفتقد التواصل الصادق بين المسؤول والمواطن، ولذلك نلجأ إلى الإشاعة ، ولو تكلم المسؤول بصدق لكفى الكثيرين مؤنة القتال عفوا المقال .
وكم كانت المعلومات التي في الشارع مجرد إشاعات مبنية على مجموعة من الأكاذيب صيغت لتظهر كأنها حقيقة.
لن تستطيع الحكم بدون معرفة حقيقية وأدلة وبينات.
لذلك تريث وتأكد وحاول ، ولا تتهم إلا بعد أن تكون عندك بينة أو دليل ، وإلا فهذا ظن وانت تعرف تماما ما هو الظن .