الأنباط -
سيبقى العمل المنفرد طريق فشل بالنسبة للجميع، إذا لم تتحد هذه الجهود في عمل جماعي منظم ...
لن يكون هناك بناء، وستبقى كل هذه الجهود بلا نتيجة ...
وهذا هو عمل تلك الفئة القليلة، والتي لا نجدها اليوم مع كل تلك المحاولات الجادة في البحث عنهم ...
افراد وكل يعزف لحنه الصاخب أو الجميل ولكن بدون تجانس وتناسق، وهكذا تضيع الجهود وتضيع الأوقات وتضيع الألحان والأفكار ويضيع كل شيء، كم نحتاج إلى طبيعة النمل والنحل، كم نحتاج إلى نتخلى عن ذواتننا أحيانا في سبيل بناء المجتمع ...
ما نحاول أن نصل إليه في الحقيقة هي تلك السيمفونية التي تجمع الكل مع بعضه بشكل متناغم ، وتعطي كل ذي حق حقه وكل صاحب وقت وقته بلا زيادة ولا نقصان...
ولكن البشر في العادة، يحاول كل منهم العزف بشكل منفرد والتحكم في الوقت والمكان...
وعندما تستمع إلى تلك الأصوات الصادرة من هنا وهناك تجد نشازا عجيبا...
قد يكون هناك عازف جيد هنا وآخر هناك...
ولكنهما لا يلتقيان فهذا يعزف لحنه وهذا يعزف لحنه...
وأين تجد ذلك المايستروا الذي يستطيع ان يحدد لكل واحد منهم لحنه، وما هو المطلوب منه بالضبط، والوقت الذي يجب أن يعزف فيه والوقت الذي يجب أن يصمت فيه...
عندها نتخلص من ذلك النشاز، ونحصل على تلك المعزوفة التي نريد، عندها فقط نشعر بالسعادة، ويشعر الجميع بالإنجاز...
أما إذا بقينا نعزف لحننا الخاص ونريد في النهاية سيمفونية جميلة فلن يكون لنا ذلك، حتى ولو كان هذا اللحن المنفرد مبدعا وجميلا، فلن يكون في النهاية هناك معزوفة واحدة ولا لحنا جميلا ، لن يكون عملا جماعيا ولن تكون هناك في النهاية سوى بعض الألحان الجميلة ...
إتجاهات تتعاكس وجهود تضيع، وإنجاز كان من الممكن أن يكون أكبر بكثير على أرض الواقع...
إبراهيم أبو حويله...