بقلم : عبدالله محمد القاق
احتفل المسلمون في ارجاء المعمورة بعيد الفطر الحزين بسبب العدوان الاسرائيلي على غزة والتي وصل اعداد الشهداء حوالي 37 الفا بينما الجرحى بلغ حوالي 75الفا، هذه حرب الابادة الجماعية التي لم يخلو منها استشهادحوالي 25الف طفل وامرأة . وهذا العيد عادة يعتبر يوم فرح وسرور وشرع للمسلمين بعد اتمام الفريضة، حيث رخص النبي عليه الصلاة والسلام في اظهار السرور والفرح في هذا اليوم حيث ان مثل هذه الاعمال تعتبر شعيرة من شعائر هذا الدين ولهذا فقد روي عن عياض الاشعري انه شهد عيدا بالانبار فقال: مالي اراكم لا تقلسون، فقد كانوا في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعلونه«
وفي رواية اخرى فانه من السنة في عيد الفطر والاضحى والتقليس: وهو الضرب بالدف والغناء« وروي عن عائشة قالت: ان ابا بكر دخل عليها والنبي صلى الله عليه وسلم عندها في يوم فطر او اضحى وعندها جاريتان تغنيان بما تقاولت به الانصار في يوم حرب بُعاث فقال ابو بكر: امزمار الشيطان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم »دعهما يا ابا بكر فان لكل قوم عيدا.. وان عيدنا هذا اليوم.«وهذا يفيد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص في الضرب بالدف والغناء وسماعهما في ايام العيدين اظهارا لسرور المسلمين باتمام ما فرض الله عليهم وان كان لا يرخص فيه في غيرها من الايام... كما رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم باللعب في يوم العيد.. فقد اذن لبعض الاحباش باللعب بالحراب والدرق في المسجد في يوم العيد.. بل انه كان يغريهم بهذا اللعب فيقول لهم »دونكم يا بني ارفدة« اي الزموا ما انتم فيه وعليكم...
وقد روي عن انس رضي الله عنه قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ولاهلها يومان يلعبون فيهما فقال: قد ابدلكم الله تعالى بها خيرا منها..يوم الفطر ويوم الاضحى وهذا كله يدل على استحباب اظهار السرور في ايام العيدين باتمام فريضتي الصيام والحج بكل ما يظهر هذا السرور من وسائل رخص بها الشارع.
ولكن أقام هذا الفرح والحبور فينبغي على المسلمين ان ينظروا الى اخوة لهم في الارض الفلسطينية يعانون الكثير من الممارسات الاسرائيلية من حيث القتل والتشريد وهدم المنازل الفلسطينية في غزة خلال شهر رمضان المبارك الستة شهور الماضية في مختلف مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة حيث يعيش هؤلاء الفلسطينيون بدون اية عناية او اهتمام..من الدول الراعية للسلام !
ان هؤلاء الفلسطينيين يستقبلون عيد الفطر السعيد بأجواء لا توحي بالفرحة والسعادة ابدا بل بجرائم حرب ابادة إسرائيلية ولا بالمظاهر التي اشار اليها الرسول الكريم بسبب الممارسات الاسرائيلية القمعية والهمجية في غزة ضد الشعب الفلسطيني وسياسة الحصار والقمع وسياسة التدميرالممنهج التي تفرضها قوات الجيش الاسرائيلي على الشعب الاعزل في غزة الامر الذي يؤكد ان ابناء فلسطين كافة يستقبلون هذا العيد على التوالي في ظروف سياسية واقتصادية صعبة ووضع اقتصادي مترد الامر الذي يجعل ايام هذا العيد ممزوجة بالالم والحرمان والدموع.ويأتي هذا العيد.. وقد جمدت المساعدات التي كان يأخذها ابناء فلسطين من الاونروا وجمعيات اسلامية دولية بعد القرارات اللاانسانية التي اتخذتها الولايات المتحدة الامريكية والعديد من الدول الاوروبية من اجل وقف هذه المساعدات عن المسلمين بحجة تجفيف مصادر الارهاب في حين ان هؤلاء الفلسطينيين هم في امس الحاجة الى الزكاة والكسوات للعيد لادخال البهجة الى نفوس الاطفال وتكفكف دموعهم من المجاعة التي تهدد مليوني مواطن غزي ولترسم البسمة على وجوههم وشفاههم لكي يفرحوا بالعيد كباقي اخوانهم المسلمين.
فهل نقوم بهدا الدور الانساني ونقدم لهم الكثير من المساعدات تجاه اخواننا في فلسطين لكي نرفع عن كاهلهم الظلم والاستعباد والحصار الذي يحول دون اداء الواجبات التي يتطلبها هذا العيد.
ولنا في مؤتمر القمة المقبل المزمع عقده في البحرين خلا ل الشهر المقبل كل الثقة بدعم لفلسطينين في غزة والحيلولة دون مواصلة القيام بسياسة اجرامية لابادة الشعب الفلسطيني والتي ظهرت كل الدلال على هزيمة اسرائيل وعدم تحقيق اهدافها التي تغنى بها نتنياهو عبر الستة شهور الماضية وهي المتمثلة بالتوسعية و الابادة الاحرامية!!
وكل عام وانتم بخير واهل غزة بالف خير !
abduallaalqaq@hotmail.com