البث المباشر
شي وماكرون يلتقيان الصحافة بشكل مشترك "مساواة" تطلق رؤية رقمية لتمكين الحرفيات العربيات من قلب المغرب غرف الصناعة تهنىء بفوز "الصناعة والتجارة والتموين" بجائزة أفضل وزارة عربية المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على إحدى واجهاتها الحدودية المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة الجيش يطبق قواعد الاشتباك ويُحبط محاولة تسلل ندوة في اتحاد الكتّاب الأردنيين تعاين ظاهرة العنف ضد المرأة وتطرح رؤى وسياسات جديدة لحمايتها بيان صادر عن المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأرصاد تحذر: تقلبات في الطقس نهاية الأسبوع.. التفاصيل استقرار أسعار الذهب عالميا أجواء لطيفة اليوم وغير مستقرة غدا مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب يدعو إلى تحديث تشريعات مكافحة المخدرات التصنيعية الفيصلي يفوز على الرمثا ويبتعد بصدارة الدرع جريدة الأنباط … ذاكرة وطن وصوت الحقيقة الأرصاد العالمية: العام الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق في الوطن العربي الاتحاد الأردني للكراتيه يكرّم المهندس أمجد عطية تقديرًا لدعم شركة محمد حسين عطية وشركاه لمسيرة اللعبة جنوب إفريقيا تنظم فعالية للترويج للمجلد الخامس من كتاب "شي جين بينغ: حوكمة الصين" العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد للنائب الخلايلة والمهندس الطراونة بالشفاء الشواربة يتسلم جائزة أفضل مدير بلدية في المدن العربية ضمن جائزة التميز الحكومي العربي 2025 شركة زين تطلق دليل إمكانية الوصول الشامل لتهيئة مبانيها ومرافقها للأشخاص ذوي الإعاقة

القبض على فكرة شريرة

القبض على فكرة شريرة
الأنباط -
سعيد الصالحي

الهروب من الأفكار السلبية والرؤى السيئة تحتاج جهدا ذهنيا ونفسيا وجسديا كبيرا، فقبل عدة أيام حاولت الفرار من فكرة غير حميدة تراودني منذ فترة، بدأت عملية الهروب سريعة ولكن لم أعرف إلى أين المآل؟ فالأفكار السلبية كالهواء غير الصالح للتنفس، وكقطع الصخر الأسود التي تجثم على الصدور فتخنق بوزنها ورائحتها، ولأنني مغامر قررت ألا أهرب من هذه الأفكار، بل سأواجهها وأبحث عن مصدرها وأجففه في منابعه أو أجعل بيني وبينها سدا.

تربصت بأفكاري السيئة في لحظة رضا خلف أحد الأسوار، وألقيت القبض على الفكرة السيئة وأخواتها وأمسكتهن وأنهلت عليهن بالشتائم، وفتحت كيسا ورقيا صغيرا ووضعت هذه الأفكار الصغيرة بداخله وأحكمت إغلاقه، وقدت سيارتي دون تفكير نحو أطراف المدينة لألقي بهذا الكيس في مكان غير مأهول بالأفكار والسكان، وقبل أن أصل إلى المكان كانت عشرات الأفكار تتسرب إلى عقلي وذاتي، فأوقفت السيارة على قارعة الطريق وأمسكت الكيس وتأكدت من أن الأفكار وأخواتها ما زالت حبيسة، فاستغربت من أي كيس قد هجمت جيوش الأفكار هذه؟

وصلت إلى مقبرة الأفكار في أطراف المدينة مسترشدا باللافتات، حفرت بيدي حفرة عميقة وقمت بدفن الكيس دون رحمة أو شفقة، لقد وأدت الفكرة حية، وبينما كنت أهيل التراب عليها وأنا أشعر بأنني تحررت من أفكاري الشريرة، أنقض علي مجموعة من الرجال والسيدات صائحين هذا هو المشعوذ الذي يخرب بيوتنا بسحره، وعالجني أحد الرجال برفسة وهو يصيح: أنتم لا تخافون الله أيها الكفرة، هيا أمسكوه ريثما أخرج العمل الشرير الذي دفنه، أمسكني من كان بصحبته، وأنهالوا علي بالشتائم، وبدء الرجل في إزاحة الرمل برفق عن الكيس، وما أن وجده حتى أمسك به وتفقده من الخارج فوجده خفيفا، ففتح الكيس لتنطلق الأفكار كمارد المصباح متجهة نحوي ولتحتلني بشراسة هذه المرة، قلب الرجل الكيس ومد يده داخل الكيس فلم يجد شيئا فنظر إلى مرافقيه وقال: هذا نوع جديد من الشعوذة، لقد سمعت عنه من جارنا الحكيم، هيا لنحرق الكيس ونخلص العالم من شر هذا المشعوذ.

وفي هذه اللحظات كان البعض يجاملني بباقة من الشتائم والدعوات، بينما كان الرجل يشعل النار في الكيس الورقي الفارغ، انبعث الدخان الأسود واستنشقه الجميع كبخور، تهللت وجوه الجمع واستبشروا بالنصر العظيم الذي حققوه على المشعوذ، وفرحوا لخلاصهم من سحره واعماله، فقد أنقذوا للتو عشرات الأرواح بفضل شجاعتهم، كنت أرقب المشهد صامتا دون أن أنطق وأنا أشاهدالافكار السلبية وأخواتها وهي تطير نحو القوم لتحتل كل واحدة منهن زبونا جديدا، غادرت الأفكار برفقتهم وأنا بقيت وحيدا في المقبرة مع الفكرة الشريرة ننظر إلى بعضنا كمن ينظر في المرآة.

ففكرة الذهاب نحو أطراف المدينة لم تكن من بنات أفكاري، كانت فكرة هاربة من الكيس الورقي، وهي من أوحت لي وهي من حملتني إلى أطراف المدينة وهي ذات الفكرة التي وسوست للقوم لانتظاري هنا، لقد غادرت إلى أطراف المدينة محررا ومتحررا وعدت منها مشعوذا قد أبرح ضربا ولعنا، وكذلك رجعت وأنا أحمل أفكارا متعبة جديدة حصلت عليها بتعب ومشقة ودفعت في سبيلها الثمن.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير