علاج الصداع من دون أدوية إصابة 3 جنود إسرائيليين في غزة الهاشميون رعاة لكرامة الأردنيين وحفظ حقوقهم وتأصيلا لبث روح المحبة والتسامح تشكيل لجنة مؤقتة لاتحاد الكيك بوكسينغ نتائج الليغا والبرميرليغ.. ريال مدريد يقتنص الوصافة وبورنموث يفجر مفاجأة كبرى رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسَّان يهنِّئ المسيحيين بعيد الميلاد المجيد ورأس السَّنة الميلاديَّة اسرة جريدة الانباط تنعى والدة احمد عبد الكريم منتدى الحوار الحزبي - قراءة حزبية في الموازنة العامة 2025 ولي العهد ينشر مقطع فيديو من مكتبه برفقة إبنته الأميرة إيمان العودات: الأردن يبني نموذجا متطورا للحياة السياسية والحزبية المومني يؤكد أنّ الأردن محور الاستقرار في الإقليم "برعاية الاردني الكويتي منتدى البيت العربي يختتم فعالياته بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية" فهم الطائفة... وزير الأشغال يرعى جلسة حوارية حول فض الخلافات في المشاريع الهندسية البرامج التدريبية في مراكز أورنج المجتمعية الرقمية: بوابة الشباب في جميع المحافظات على مستقبل أفضل وفاة الفنان الأردني هشام يانس العيسوي: الأردن، بقيادة الملك ماض في مسيرته التطويرية ثابت على مواقفه تجاه قضايا أمته عقل لـ "الأنباط" : انخفاض بنزين 95 وارتفاع على مادتي بنزين 90 والسولار السرحان : تنفيذ الهيئة للتمرين يعكس التزامها في تعزيز الجهوزية لمواجهة الأزمات المتعلقة بالاتصالات المتوقعة منها وغير المتوقعة . "الأمانة" تستعرض تجربتها في حل المشكلات وفقا لمنهجية التكيف التكراري

القبض على فكرة شريرة

القبض على فكرة شريرة
الأنباط -
سعيد الصالحي

الهروب من الأفكار السلبية والرؤى السيئة تحتاج جهدا ذهنيا ونفسيا وجسديا كبيرا، فقبل عدة أيام حاولت الفرار من فكرة غير حميدة تراودني منذ فترة، بدأت عملية الهروب سريعة ولكن لم أعرف إلى أين المآل؟ فالأفكار السلبية كالهواء غير الصالح للتنفس، وكقطع الصخر الأسود التي تجثم على الصدور فتخنق بوزنها ورائحتها، ولأنني مغامر قررت ألا أهرب من هذه الأفكار، بل سأواجهها وأبحث عن مصدرها وأجففه في منابعه أو أجعل بيني وبينها سدا.

تربصت بأفكاري السيئة في لحظة رضا خلف أحد الأسوار، وألقيت القبض على الفكرة السيئة وأخواتها وأمسكتهن وأنهلت عليهن بالشتائم، وفتحت كيسا ورقيا صغيرا ووضعت هذه الأفكار الصغيرة بداخله وأحكمت إغلاقه، وقدت سيارتي دون تفكير نحو أطراف المدينة لألقي بهذا الكيس في مكان غير مأهول بالأفكار والسكان، وقبل أن أصل إلى المكان كانت عشرات الأفكار تتسرب إلى عقلي وذاتي، فأوقفت السيارة على قارعة الطريق وأمسكت الكيس وتأكدت من أن الأفكار وأخواتها ما زالت حبيسة، فاستغربت من أي كيس قد هجمت جيوش الأفكار هذه؟

وصلت إلى مقبرة الأفكار في أطراف المدينة مسترشدا باللافتات، حفرت بيدي حفرة عميقة وقمت بدفن الكيس دون رحمة أو شفقة، لقد وأدت الفكرة حية، وبينما كنت أهيل التراب عليها وأنا أشعر بأنني تحررت من أفكاري الشريرة، أنقض علي مجموعة من الرجال والسيدات صائحين هذا هو المشعوذ الذي يخرب بيوتنا بسحره، وعالجني أحد الرجال برفسة وهو يصيح: أنتم لا تخافون الله أيها الكفرة، هيا أمسكوه ريثما أخرج العمل الشرير الذي دفنه، أمسكني من كان بصحبته، وأنهالوا علي بالشتائم، وبدء الرجل في إزاحة الرمل برفق عن الكيس، وما أن وجده حتى أمسك به وتفقده من الخارج فوجده خفيفا، ففتح الكيس لتنطلق الأفكار كمارد المصباح متجهة نحوي ولتحتلني بشراسة هذه المرة، قلب الرجل الكيس ومد يده داخل الكيس فلم يجد شيئا فنظر إلى مرافقيه وقال: هذا نوع جديد من الشعوذة، لقد سمعت عنه من جارنا الحكيم، هيا لنحرق الكيس ونخلص العالم من شر هذا المشعوذ.

وفي هذه اللحظات كان البعض يجاملني بباقة من الشتائم والدعوات، بينما كان الرجل يشعل النار في الكيس الورقي الفارغ، انبعث الدخان الأسود واستنشقه الجميع كبخور، تهللت وجوه الجمع واستبشروا بالنصر العظيم الذي حققوه على المشعوذ، وفرحوا لخلاصهم من سحره واعماله، فقد أنقذوا للتو عشرات الأرواح بفضل شجاعتهم، كنت أرقب المشهد صامتا دون أن أنطق وأنا أشاهدالافكار السلبية وأخواتها وهي تطير نحو القوم لتحتل كل واحدة منهن زبونا جديدا، غادرت الأفكار برفقتهم وأنا بقيت وحيدا في المقبرة مع الفكرة الشريرة ننظر إلى بعضنا كمن ينظر في المرآة.

ففكرة الذهاب نحو أطراف المدينة لم تكن من بنات أفكاري، كانت فكرة هاربة من الكيس الورقي، وهي من أوحت لي وهي من حملتني إلى أطراف المدينة وهي ذات الفكرة التي وسوست للقوم لانتظاري هنا، لقد غادرت إلى أطراف المدينة محررا ومتحررا وعدت منها مشعوذا قد أبرح ضربا ولعنا، وكذلك رجعت وأنا أحمل أفكارا متعبة جديدة حصلت عليها بتعب ومشقة ودفعت في سبيلها الثمن.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير