مظاهرات الرابية ماذا بعد؟
- تاريخ النشر :
الأحد - pm 10:32 | 2024-03-31
الأنباط - ابدأ الحديث واقول كلنا غزة وكلنا فلسطين وكلنا لا نقبل القسمة على اثنين، ولكن ما يجري في مظاهرات الرابية تجاوز حدود الوقوف مع غزة الى حد الحض على تدمير الاردن، ولا اجد رابطا يمكن ان يعكس نتيجة ايجابية واحدة من فعل ذلك، فلا شك أن هذه الأعمال العدائية لا تمت بصلة إلى أي مظهر من مظاهر التضامن مع الشعب الفلسطيني الشقيق.
حيث ان الاردن الاصدق قولا والاخلص عملا من اليوم الاول بعد السابع من اكتوبر والاردن ورغم شح الموارد ورغم العداء الاقليمي لها واستهدافها في حدودها ومياهها وحتى في اسواقها، الا انها رفضت كل الضغوط وكل المقترحات لابعاد دور الاردن الدولي والاممي، ومارست الاردن كل الادوار الداعمة لصمود اهلنا في غزة، ويبقى المستشفى الاردني يعمل بطاقة كاملة ويبقى سلاح الجو يحمل المساعدات الغذائية برحلات قاربت على مئات الاطنان من المواد الغذائية والدوائية وصلت بمشاركه جلاله الملك ومشاركات سمو ولي العهد وسمو الاميره سلمى في الاشراف المباشر على عمليه الانزال الجوي، وكل ذلك عن ايمان مطلق بعدالة قضية فلسطين وغزة وما زلنا الى اليوم نسهل كل عملية جمع للتبرعات وما زلنا لليوم نأم المساجد للدعاء لاهل غزة في وقت حُرمت الشعوب العربية في كثير من الدول من التعبير عن آرائها او بيان تعاطفها، ولكن ماذا بعد.
اليومين الاخيرين تجلى الظلام في النفوس والعمى في العيون، وبتنا نشاهد مشاهد الفوضى والتخريب بكل اشكاله، وبتنا بدل وقوفنا جميعا نهتف لغزة ونندد بالاحتلال وادواته بتنا نمارس القمع بحق رجال الامن من شتم وضرب واساءة الى الممتلكات الخاصة والعامة وكأننا دولة احتلال، وكأن الاردني ابن الاجهزة الاردنية عدو مطلوب القضاء عليه.
واقول لكل هؤلاء ولمن خلفهم ومن يخطط في الغرف المظلمة كقلوبهم انه لن يسمح لهم المجتمع بأن يزرعوا الفوضى والانقسام بين ابناء المجتمع الاردني الواحد المتماسك، ولن يتوانى القانون عن محاسبتهم وملاحقتهم بكل حزم وقوة، وليس باستطاعتهم الاساءة للاردن وطنا ونظاما ودولة، واقول وكلي يقين وايمان بأن مسعاكم الى فشل وانتم الخاسرون فلا تستغلوا مشاعر الناس البسطاء بالتضامن مع القضية الاعدل بالتاريخ الى تحقيق اجندات خاصة تسجل لكم على سجلكم امام اسيادكم، لذلك اقول وادعو صادقا لا تتبعوا اصحاب الاجندات الخاصة والمجرب لا يجرب ولنبقى متمسكين بدولتنا ووطننا وقيادتنا ، فعليكم أن تفكروا مرتين
لأنكم انتم اصحاب الاجندات ومن يصدقهم الاخسرون اعمالا ولا تراهنوا على صبر الاردنيين ممثلين بالامن العام والاجهزة الامنية وحتى المواطن العادي فما يجري لا يمكن السكوت عليه، ولا يمكن ان نقبل بنشر السموم في الاجواء الشريفة والوطنية، ولننظر الى ما قدمنا وما زلنا نقدم كدولة وكشعب وما يقدم الاخرين ولنتقي الله في وطننا، حيث اخترنا العيش فيه نتقاسم لقمة العيش والارض والهواء حتى اصبحنا جسدا واحدا وروحا واحدة ولا بد لهذه العلاقة ان تبقى وتستمر، وما انجرار جزء منا الى المزايدات الهادفة للتشكيك والاستقواء على الدولة الا دعم للمشروع الصهيوني بإضعاف الاردن، لأن الاردن القوي هو فلسطين القوية وغزة القوية والعكس صحيح، فلنتقي الله في وطننا وامتنا ودولتنا ولنقف صفا واحدا مع الاحق الازكى في فلسطين كل فلسطين.
حمى الله الوطن وقيادته واهله الشرفاء من كل شر