الأنباط - مهند إبراهيم الصالحي
في كل أنحاء العالم الأبناء يبحثون عن اجمل الهدايا من رمزية أو ثمينة تعبر عن مدى حبهم لأمهاتهم في هذا اليوم ولكن ما هو حال امهاتنا وأخواتنا في غزة فالأم هناك تعيش تحت الإنقاذ أو في ممرات المستشفيات تعيش تحت مسمى ام الشهيد أو زوجة الشهيد فالمسمى الأقرب لها هو الخنساء أو أصبحت شهيدة دفنت تحت ركام بيتها الذي كانت تحلم أن تراه بيت العائلة يضم الأبناء والأحفاد سلبت روحها كيف نحتفل بعيد الام وقد تركت اطفال جياع بدون مأوى بدون حضن يحن ويعطف ويواسي جراحهم ومازال القصف مستمراً و الاقتحامات تدمر كل شيء جميل في هذا الربيع حتى زهور شقائق النعمان لن تنمو بعد أن دنس الكيان المحتل بأقدامه النجسة الأرض الطاهرة .
أُمهاتٌ علمونا معنى القوى والصمود علمونا أن هنالك أثمن من حياتنا وعلمنا و دراستنا و هنالك ما يستحق الموت لأجله إن كنا جياعاً أو عراةً وان كنا عزل السلاح فهنالك كلمة واحدة هي الصمود وان لا نساوم بل نقاوم وندافع عن ديننا واسلامنا و كرامتنا وعزة أنفسنا ونحافظ على أرضنا .
أمهاتنا في الماضي كانت تنتظر زيارة ابنائها في سجون الاحتلال و لكن اليوم أصبحنا ينتظرن خبر استشهاد أو اعتقال ابنائهم خلف قضبان الزنازين والمعتقلات فمهما كتبنا ومهم وصفنا من حالات ومعاناة الام في غزة و فلسطين المحتلة لن يكون الأمر كما نقل عبر التوثيق الاخباري على جميع المحطات الإخبارية .
في نهاية المطاف و اخيرا يجب أن نوجه كلمة إلى امهاتنا وأخواتنا اللواتي سيصبحن امهات في المستقبل وينجبن رجالاً ليستمروا على طريق تحرير فلسطين في ظل اصعب الظروف واشدها قسوة عبر الايام التي أصبحت رحلة تاريخية نسجلها بأروع الشهادات المليئة بالتضحية في معركة الصمود والمقاومة :- " أمهاتنا اعذرونا فنحن خلف الحدود نعيش في أراضي الشتات لا نملك لكم سِوى ان ندعو الله أن يلهمكن الصبر وان ينصركم على كل طاغية سلب أرضنا ونفذ حكم الاعدام في اخواننا على أرض الطهارة فلسطين و الذين أمسوا جسرا سنعبر من خلاله إلى يوم التحرير ، اماااااه سامحينا وسامحي كل انسان مسلم مقيد المعصمين خلف الحدود لا أستطيع أن أقول لك كل عام وانت بخير واعلم انك لست بخير ولكن اقول لك اصبري وقاومي سامحينا " .