البث المباشر
شي وماكرون يلتقيان الصحافة بشكل مشترك "مساواة" تطلق رؤية رقمية لتمكين الحرفيات العربيات من قلب المغرب غرف الصناعة تهنىء بفوز "الصناعة والتجارة والتموين" بجائزة أفضل وزارة عربية المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على إحدى واجهاتها الحدودية المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة الجيش يطبق قواعد الاشتباك ويُحبط محاولة تسلل ندوة في اتحاد الكتّاب الأردنيين تعاين ظاهرة العنف ضد المرأة وتطرح رؤى وسياسات جديدة لحمايتها بيان صادر عن المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأرصاد تحذر: تقلبات في الطقس نهاية الأسبوع.. التفاصيل استقرار أسعار الذهب عالميا أجواء لطيفة اليوم وغير مستقرة غدا مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب يدعو إلى تحديث تشريعات مكافحة المخدرات التصنيعية الفيصلي يفوز على الرمثا ويبتعد بصدارة الدرع جريدة الأنباط … ذاكرة وطن وصوت الحقيقة الأرصاد العالمية: العام الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق في الوطن العربي الاتحاد الأردني للكراتيه يكرّم المهندس أمجد عطية تقديرًا لدعم شركة محمد حسين عطية وشركاه لمسيرة اللعبة جنوب إفريقيا تنظم فعالية للترويج للمجلد الخامس من كتاب "شي جين بينغ: حوكمة الصين" العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد للنائب الخلايلة والمهندس الطراونة بالشفاء الشواربة يتسلم جائزة أفضل مدير بلدية في المدن العربية ضمن جائزة التميز الحكومي العربي 2025 شركة زين تطلق دليل إمكانية الوصول الشامل لتهيئة مبانيها ومرافقها للأشخاص ذوي الإعاقة

جماعة الكتاب الواحد ...

جماعة الكتاب الواحد
الأنباط -
إبراهيم ابو حويله


ربما ليس وحده القرآن من يفعل ذلك ، ولكن الحياة مع القرآن مختلفة تماما ، هي صبغة الله ، هي الحجة البالغة ، هي إن لا تتبع ما ألفيت عليه أباءك ، هي إن لا تكون ناعقا بما لا تعقل مرددا ذلك الصوت وذلك المعنى الذي لا يغني ، هي البر الذي لا يكتفي بأن تولي وجهك لهذه القبلة أو تلك ، ولكنه الإيمان المطلق وإيتاء المال على حبه ، والوفاء بالعهد ، والصبر على العمل والجهاد والقضاء والقدر ، هي أن لا تفسد في الأرض ولا تتخذ أيات الله هزوا .

في الحقيقة وكما يقول الكاتب مهاب عثمان في كتابه الإجابة القرآنية بإقتباس من توماس الاكويني " خذ حذرك من رجل الكتاب الواحد ، لأنه ببساطة لن يكون رجلا سهلا على الإطلاق ، هذا رجل أفنى حياته في قراءة تفاصيل هذا الكتاب وأتقن كل معارفه كما كان يقول ( يلني ) "علينا أن نقرأ كثيرا في كتب قليلة ".

وأنا أطالع هذا لكتاب قفز إلى ذهني رجلان إبن عاشور وعبد الحميد الفراهي ، طبعا تاريخنا مليء بالقصص أبو هريرة والحديث النبوي ، إبن عباس والقرآن ، والبخاري ومسلم وغيرهم الكثير ممن صرف كل إنتباهه إلى موضوع واحد وأعطى هذا الموضوع كل إهتمامه فكان الإبداع .

وقفت عند قصة الرجلين انهما استطاعا أن يقولا ما زال هناك الكثير ينتظر محمد إبن عاشور وعبد الحميد الفراهي هما من المحدثين ، الأول لو لم يكن له إلا ذلك التفسير التحرير والتنوير لكفاه وهو يغني عن غيره ، وكيف إستطاع رجل يعتبر محدث أن يقول كلمة وتبقى هذه الكلمة مسموعة ، لا بل ما زالت ترقى وترتفع، وتجد لها مكان وكيف لا وقد وضع فيها الرجل علما وعقلا ودينا .

وعبدالحميد الفراهي ذلك الهندي من أصل عربي المعزول في قرية عن العربية وأهلها، ولكنه لم يكن معزولا عن علومها ، وشغفه بها كان لحرصه على فهم كتاب الله ومقاصد كلماته وأوجه الترابط بينها ، ولماذا جاءت هذه الكلمة هنا ، وهذه القصة هنا ، وما هو وجه الشبه بينهما، وذلك المعنى البعيد الذي يربط بين آيات السورة الواحدة ، وهل هناك نظم لها وعامود تلتقي عليه ، وهل نستطيع تقسيم السور حسب مكانها، فهذا المكان توقيفي مقصود لذاته ، ولن اكفيه حقه بكلمات قليلة.

هل هناك المزيد في الحياة ما زال ينتظر ؟

اتريد كما في القصة المشهورة عن تلك العقول المهدورة التي يسلمها أصحابها لم تستخدم ، أن تسلم هذا العقل جديدا، إلا تريد أن تقدح فيه شرارة، أن تتعبه قليلا، أن ترهقه بفكرة، بقراءة، ببحث في التاريخ ، أو في الحياة أو في الإجتماع، أو حتى في السياسة .
هناك المزيد حتما ينتظر فهذه الحياة ما زالت تحتفظ بالكثير من أسرارها.

هناك علم واحد نعم قد يرتقى بك ، ولكن هناك علوم قد تقف بك دون المطلوب وتعلق فيها ، وأنت تحاول البحث لتصل إلى حقيقة وراء ذلك السراب ، لا تخلو علوم من فائدة ، ولكن هذه الفائدة هل ترتقي إلى ذلك المستوى الذي تحقق للإنسان ما يصبو إليه ، من إنسجام بين عقله وقلبه والواقع الذي يعيش فيه ، وتعطيه تلك الإجابات التي يبحث عنها ، وتجعل لحياته معنى .

هل عرفت ماذا يفعل القرآن عندما تعطيه كلك إنه يغيرك كلك ويجعل منك شخصا أخر أنسانا مختلفا تماما عن ذاك الذي فقط يقرأ القرآن .
علينا أن نحاول أن نكون جماعة الكتاب الواحد في هذا الشهر وما يتصل به .


© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير