جلسة حوارية تناقش المنظومة التشريعية للحماية من العنف الأسري الاحتلال الإسرائيلي يستولي على منزل بقرية المغير ويعتقل 19 فلسطينيا الأشغال: إنهاء أعمال مشروع تنظيم وتحسين مدخل مدينة الأزرق القوات المسلحة: مقتل شخص والقبض على 6 آخرين أثناء إحباط محاولتي تسلل رئيس الوزراء يطمئن على صحَّة المصابين من طاقم الدَّوريَّة الأمنيَّة جماعة عمان لحوارات المستقبل تستنكر الاعتداء على رجال الأمن العام الاردن مستقر بجهود قيادتِهِ وأبناءهِ ارتفاع أسعار الذهب عالميًا وسط مكاسب قوية للأونصة بدء التسجيل الأولي للراغبين بأداء فريضة الحج الاحتلال الإسرائيلي يغلق حاجز جبع العسكري شمال القدس قطاعات تجارية تطالب بضبط عمليات البيع الإلكتروني منخفض جوي الأحد يتبعه صقيع وأجواء شديدة البرودة في المملكة الجناح الأردني في معرض الكويت الدولي للكتاب منصة للحوار الثقافي مديرية الأمن العام تحذر من المنخفض الجوي المتوقع عيد ميلاد سعيد سعد العوايشة (ابو ينال ) الرومانيون يتوجهون إلى مراكز الاقتراع لانتخاب رئيسهم تجارة عمان تدعو لتكامل اقتصادي أردني – لبناني 55.10 دينارا سعر الذهب في الأسواق المحلية الأحد تجارة عمان تدعو لتكامل اقتصادي أردني – لبناني الأمن: مطلق العيارات النارية لديه سجل جرمي ومطلوب على قضايا عدة أبرزها المخدرات

لماذا لا تصمد العلاقات ...

لماذا لا تصمد العلاقات
الأنباط -
إبراهيم أبوحويله


الدوائرة المتقاطعة كل منّا دائرة لها حدودها ووفيها ما فيها وتسعى لأشياء تضيفها ، وتحرص على أن تخرج من هذه الدائرة في المقابل أشياء ، بل إن أشياء تدفع أشياء وتحل مكانها .

ولكن ما علاقة هذا بالبشر ، نحن في الحقيقة لا نريد أن نتغير ، ولكن نريد أن نغير الأخر بحيث يصبح واقعا تحت سيطرتنا منصاع لما نريد ، ويسير حسب ما نريد ، وما أن تبدأ علاقة بين البشر ، حتى يبدأ الفحص والبحث والتمحيص عن الممكن وعن غير الممكن ، وكل ذلك في سبيل السيطرة طبعا وليس في سبيل التعايش والتطور والسعي نحو الأفضل .

لا أدري حقا ، ولكن هناك مسلمات وهناك متغيرات ، وهناك أمور من الممكن العيش معها وهناك أمور لا يمكن العيش معها ، نحن نريد من الأخر أن يتنازل حتى نصل إلى ما نريد ، وهو في المقابل يريد منّا أن نتنازل حتى يصل إلى ما يريد ، وهكذا هي معركة محتمدة بين أطراف للوصول إلى تلك الحدود المفروضة أو المقبولة حسب ما نعتقد وفي المقابل حسب ما يعتقد الأخر .

هل من الممكن أن نخرج من عقلية السيطرة إلى عقلية التعايش ، بحيث تصبح الأمور فيها ذلك المدى الذي يؤمن للأخر ما يحتاج ، هل من الممكن أن أدرك حاجاتك وتدرك حاجاتي ، هل من الممكن الوقوف عند ذلك الحد من الدائرة ، دون التفكير والمحاولة والإنقضاض عليه من أجل إعادته قليلا ثم قليلا ثم قليلا إلى الوراء .

هل لأجل ذلك يفرّ البعض من العلاقات مع البشر ، ويعتزلهم ويحاول جاهدا ان لا يفتح لهم الباب ، هل لأجل ذلك يسعى البعض لإستبدال الآلة بالإنسان بالأخر ، هل من الممكن يوما أن تستقيظ البشرية وقد حلت الآلة مكان الزوجة والصديق والأخ ، نعم هي لن تغرقك بطلباتها ، ولن تنكد عليك في حياتك ، ولن تتقلب في مزاجها ، وهي ستكون تماما كما تريد وحيثما تريد وكيفما تريد ، ولكن هي آلة لا تصنع الحياة ولا تعطي الحياة ، ولا تصنع الأمل ولا تعطي الأمل ، هي آلة إذا هل وصلنا إلى تلك المرحلة التي نستبدل فيها الآلة بالإنسان هربا من الإنسان وما يسعى إليه .

نحن لا نعطي الأولوية للبشر وإستمرارهم ووجودهم ، ولكن نعطي الأولوية للنفس والأنا ، وعندها ندفع نحن والأخر ثمنا كبيرا ، هل من الممكن أن تعيد البشرية ترتيب أولوياتها ، للإسف هذا لن يحدث .

لأن من يقدم المصلحة على النفس قليلون ، لأن من يقدم المصلحة العامة على الخاصة قليلون ، ومن يدرك حاجات البشرية والأرض وما يمكن أن تتحمل هذه أو لا تتحمل تلك هم أقل .

وخذ ما يتم تداوله اليوم من صور يراد إقحامها في حياة البشر على أنها صور طبيعية من علاقات تتعدى المعقول والمقبول والدين ، وحتى وصلنا إلى صور شاذة وأكثر غلوا .

هل هو في الحقيقة نوع من الهروب من الأخر من الإنسان ، هل يجب على الإنسانية إن تعيد ترتيب علاقتها مع الأخر وتعرف حدودها حتى مع الزوج والزوجة و الأبناء والبنات والأخوة والأخوات والأخر .

نعم كلنا نواجه هذه الصعوبة في تحديد تلك النقطة التي نقف عندها ، وقد يشجعنا صمت الأخر على التمادي فيما نقوم به حتى لو كان هناك شعور لدينا بأننا تجاوزنا الحد ، ولكننا لا نلتفت إلى هذا الحد ، بل نتجاوزه لأن إشارة الرفض أو الإنزعاج لم تظهر من الأخر ، وبذلك نتمادى مع وجود ذلك الإنذار في النفس ، ذلك الإنذار الذي لا نلتفت إليه وندفع الثمن بعد ذلك .

اليوم نحن على مفترق طرق خطير وهو أن العزوف عن الزواج أصبح حقيقة ، وهذه الحقيقة يقف خلفها الكثيرون أهل هنا وأهل هنا وأطراف لا تدرك حقيقة طبيعة الإلتزام ، وتجاوزات مالية تشكل عبء كبير وتصرفات لا حدود لها ، ولا تقاطعات تشكل عبء أكبر .

وهكذا تتعرض أهم مؤسسة في حياتنا للخطر بسبب تصرفاتنا فهل نعي ما نقوم به ، أم ستدركنا الكارثة ، ونستيقظ بعد فوات الأوان ، ونتفاجأ بأن العنوسة أصبحت حقيقة وتشكل خطرا على إستقرار المجتمع .

هذه الحدود يجب أن يتم إدراكها ويجب التوقف عندها ، وإلا حدث ما لا تحمد عقباه .


© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير