رئيسا الوزراء والنواب: غايتنا تنفيذ مضامين خطبة العرش السامي جيدكو تشارك في قمة الريادة بالدوحة الجمعية الأردنية للماراثونات: استكمال التحضيرات لسباق أيلة نصف ماراثون البحر الأحمر إطلاق حملة للتوعية بأهمية الأمن السيبراني في مكافحة الفساد يهود أوروبا، التضحية بنتنياهو لإنقاذ اسرائيل السفارة الأردنية في الرباط تقيم معرضا للفن التشكيلي مجلس الأعيان يُدين الاعتداء على رجال الأمن العام عشرات المستوطنين المتطرفين يقتحمون الأقصى بحراسة شرطة الاحتلال زين تطلق مبادرة لتمكين ذوي الإعاقة لبنان: شهيد اثر قصف إسرائيلي عنيف لبلدات جنوبية عمان الأهلية الثانية محلياً على الجامعات الاردنية بتصنيف التايمز لجودة البحوث العلمية متعددة التخصصات 2025 حماية المستهلك: ترفض تفرد نقابة الاطباء بتحديد الاجور الطبية وتطالب بتعديل التشريعات حزب عزم في بيان له هذا الحمى الاردني الهاشمي سيبقى عصيا شامخا على كل خوان جبان نظرة على الوضع المائي في الأردن مندوبا عن الملك.. العيسوي يطمئن على صحة مصابي رجال الأمن العام بحادثة الرابية المياه تواصل تنفيذ البرنامج التوعوي في مدارس المملكة مجلس النواب يعقد جلسة تشريعية لانتخاب لجانه الدائمة غدًا هذا الرجل يعجبني تنويه من مديرية الأمن العام بشأن تشكل الضباب في مختلف مناطق المملكة جلسة حوارية تناقش المنظومة التشريعية للحماية من العنف الأسري

المواطنة بين الواقع والأمل...

المواطنة بين الواقع والأمل
الأنباط -
ابراهيم ابو حويلة 


لم يقف الأردن ولم تقف الدبلوماسية الأردنية، وهناك سعي واضح لتشكيل موقف عربي موحد ، وموقف أردني موحد ، لحل القضية بشكل عادل يضمن حقوق وحياة الفلسطينين وليس آخرها موقف الملك أمام صلف الولايات المتحدة ورئيسها وتأكيده على الثوابت في القضية الفلسطينية، وبصوت يعلو على كل القادة العرب

والبعض للأسف يرفع شعار التخوين ، وينقل أخبار تم نفيها على لسان أكثر من مسؤول ، والموقف الرسمي واضح ، والخطوات التي يقوم بها الأردن حكومة وشعبا تصب في مصلحة القضية الفلسطينية ، وهناك حالة غضب في الكيان من الموقف الأردني .

في الحرب الإخيرة على غزة ، كان موقف الأردن واضحا ، ولاءاته أكثر وضحا وتعبيرا ، وأقول للأسف بأن دول عربية كبرى كانت تابعة للموقف الأردني في صلابة موقفه وعدالة طرحه ، نعم لحماية المدنين ، نعم لتقرير حق المصير ، نعم للدولة الفلسطينية ، نعم لمنع التهجير بشقيه القسرى والتخويفي ، نعم للمساواة بين البشر وحقوقهم وحياتهم وامنهم وحماية ممتلكاتهم ومدارسهم ومستشفياتهم .

لا لفتح ممرات آمنة للتهجير ، ولا للتعامل المزدوج ، ولا للإعتراف فقط بضحايا طرف دون الأخر ، ولا لقطع الماء والكهرباء والدواء والمواد الغذائية ، ولا لفصل الضفة عن غزة ، ولا لترحيل المستشفى الميداني في غزة ، وأن الكيان هو من يتحمل مسؤولية وسلامة العاملين فيه وعددهم مائة وأثنان وثمانون عاملا ، ولن يتضمن بأي شكل من الأشكال الدفاع عن النفس المساس بالمدنيين وما يتصل بإدامة حياتهم ، وأن هذه التصرفات هي جرائم حرب .

الموقف الأردني هو موقف وطني بأمتياز، وينحاز إلى قضايا الأمة وصوتها ونبضها وحروفها وتاريخها وحاضرها ومستقبلها ، يظن البعض نتيجة هذه المواقف أن هذا الوطن يملك الكثير ويقدر على الكثير .

ولكن الحقيقة أن كل تدخل له تكاليفه المادية والمعنوية ، نعم في أحيان كثيرة يتطلب الموقف تدخلا أكبر ولكن هل القدرة موجودة ، ألم يكلف الله نفسا إلا وسعها ، ومع ذلك لم تسكت الدبلوماسية الأردنية من أعلى الهرم جلالة الملك إلى رئيس الحكومة إلى وزير الخارجية والكل يعمل في نسق واحد لإيقاف العدوان على غزة ، وإيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية وأنه المخرج من الحالة الراهنة ، وأن أي حل لا يتضمن حل عادلا للقضية لن يكون حل نهائيا للأزمة في المنطقة .

لم يقف الأردن يوما متفرجا في الأزمات الفلسطينية المتتالة ، وفي أزمات الشعوب العربية من اليمن إلى ليبيا إلى العراق إلى سوريا وعودة مرة أخرى إلى فلسطين الجرح النازف .

تم تخصيص ثلاثين ألف طن من الإحتياط الإستراتيجي للمملكة من القمح لأهلنا في غزة ، وتم أرسال ثمان شاحنات محملة بالأدوية ، وتم أرسال طائرات إغاثة فورية للمستشفى الميداني الأردني في غزة ، والإنزال الجوي مرات عديدة .

لذا فمن المعيب إعتبار تنسيق أطراف هناك مع العدو مصلحة ، وإعتبارها هنا خيانة ، ومن المعيب طرح القضايا والمواقف والعبارات التي تشق الصف وتخلق الفرقة ، ونعم كلنا في خندق واحد ، ونعم مصلحة الأردن وأمنه وإستقراره هي مصلحة عليا لكل مواطن وقد عبرت الحكومة عن تضامنها مع المعارضة في هذا الموقف ، فكلنا شرق وغرب وشمال وجنوب وحكومة ومعارضة في خندق واحد، هذه السفينة تحملنا جميعا، ولا بد من الحرص على سلامتها من اجل سلامتنا أولا، ولأن سلامتها أيضا هي الضامن على قدرتنا على الوقوف بجانب قضايا الأمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية .

وتم السماح بكل أشكال التعبير التي تضمن إيصال رسالة واضحة للعدو بأن الموقف الشعبي والحكومي يتسم بالتناسق والوحدة ، وأن الطرفين مع الحق الفلسطيني ، ولكن التخريب والتجيش والتخوين والإغلاق ، وتدمير الممتلكات العامة والخاصة مرفوض ، والتأثير على أمن الوطن مرفوض ، والسماح بحدوث خروقات تؤثر على موقف الأردن وقدرته على التحرك لخدمة القضية الأساسية ، وهي إيقاف العدوان على غزة أيضا مرفوض .

للأسف سيتأثر الإقتصاد وستكون هناك تبعات لهذه المرحلة، وهناك سعي من الحكومة للحد من أثارها على المواطن والوطن ، وكل حرب لها تبعاتها الإقتصادية والإجتماعية والإنسانية ، ولكن ما نرجوه أن تكون هذه الحرب هي بداية الحل للمشكلة الفلسطينية وللحقوق الفلسطينية المسلوبة .


© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير