الأنباط - خليل النظامي
مرر لي خبر قبل قليل صادر عن رئاسة الوزراء مفادة أن رئيس الوزراء أعلن خلال جلسة مجلس الوزراء اليوم عن تقديم دعم مالي بقيمة مليون دينار أردني لـ الاتحاد الأردني لكرة القدم.
فكرت بـ كواليس الخبر قليلا وتريثت قبل أن اكتب هذا التعليق الصحفي على الخبر أعلاه، وما وجدت مبررا منطقيا على طاولة الحكومة لـ إتخاذ قرار بهذا الشكل، ففي الوقت الذي تتعرض فيه الأردن لأزمة إقتصادية كبيرة تبعها آثار متعددة ومتنوعة على مشاريع المؤسسات الحكومية الرأسمالية وغيرها من البرامج التي تعمل على تنفيذها وتحول المخصصات المالية دون تنفيذها، يتخذ الرئيس قرار التبرع لـ اتحاد كرة القدم بمليون دينار أردني.
حديثي هذا حديث العقل لا حديث العاطفة، فـ جميع الأردنيين وأنا معهم نفتخر بـ الإنجاز التاريخي الذي حققه منتخبنا الوطني لكرة القدم، وعلى أستعداد أن نقطّع شرايين الدم بأجسادنا لنرويهم وندعمهم بما هم سائرون إليه، ولكن مدرسة العقل تقول غير هذا، فـ هناك أولويات أهم وأكبر ليقوم الرئيس والحكومة بدعمها وإعادة الحياة لها، خاصة أن الاتحاد الوطني لكرة القدم يتلقى الدعم المالي من جهات عدة وبشكل مستمر.
ومن أبرز هذه الأولويات ؛ أولوية الصحف الورقية التي حملت وما زالت تحمل على كاهلها رسالة الدولة الأردنية بـ الرغم من الأزمات القاتلة التي تمر بها، وتقف وقفة المدافع الشرس والفارس المغوار في وجه كل من يحاول التربص بأردننا الغالي دون توجيه أو تسيس من قبل جهة ما بعينها.
الصحف الورقية وبـ الرغم من علم صحفييها ومدراءها المسبق بـ حجم المبالغ التي تنفق على بعض المشاهير وبعض الإنفلونسر مقابل صناعة محتويات إعلامية لا ترقى أن تحمل رسالة الوطن والدفاع عنه، حافظت على كفتي الإعتدال في ميزان الدولة ولم تحرك ساكنا وصبرت وصبر العاملون بها، ولكن صبرنا طال خاصة أننا وصحفنا اليوم بتنا على حافة الإنهيار، نظرا لـ عوامل عدة وأسباب كثيرة أبرزها شح الدعم المالي من قبل الحكومة التي تعهدت هي وسابقتها من الحكومات المتعاقبة على حل أزمة الصحف الورقية، إلاّ أنه بات واضحا جدا أن "كلام الليل يمحوه كلام النهار".