الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي وإصابة آخر جنوب قطاع غزة أبو السمن يتفقد مشروع صيانة طريق دير علا ووادي شعيب الملكية الأردنية تلغي رحلاتها إلى بيروت اليوم 8 شهداء جراء قصف الاحتلال وسط قطاع غزة شهيد وجريحان في غارات إسرائيلية على جنوب لبنان اجتماع في النادي الارثوذكسي لحث المواطنين على المشاركة الفعالة في الانتخابات القادمة هيئة الطيران المدني: الأجواء الأردنية تعمل بشكل اعتيادي حزب الله يطلق عملية الرد على اغتيال احد قادته بحسب بيان صدر عنه وفيات الأحد 25-8-2024 طقس صيفي عادي اليوم وحار في اغلب المناطق غدًا النائب السابق زكية محمد الشمايلة في ذمة الله حالة الطقس المتوقعة يومي الاحد والاثنين الشؤون الفلسطينية تنظم لقاء للحديث حول الانتخابات البرلمانية جرش في السبعينيات إرث من القيم النبيلة في زمن البساطة والكرامة الشوملي.. حلم ب الهجرة ل أمريكا يتحول إلى كابوس تعديل تعريف "المركبة المستعملة" يثير أزمة ب المنطقة الحرة توقعات بانخفاض اسعار البنزين والديزل ووقود الطائرات جرائم نتنياهو تتفوق على نازية هتلر 4 مصر وإيران يبحثان الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية في غزة الترخيص المتنقل في الأزرق من الأحد إلى الثلاثاء
كتّاب الأنباط

هل نحن السبب ...

هل نحن السبب
الأنباط - إبراهيم أبو حويله

وقد تظن أن الإبتلاءات صبت صبا على الشعوب العربية والمسلمة السوري والفلسطيني والعراق واليمن وتركيا وغيرها ، ولكن الحقيقة أن هناك سنن في الأرض لا تحابي أحداً ، وإن قمت بتكرار الفعل ألف مرة ستكون النتيجة واحدة لن تتغير ، مهما ظننت أنها ستتغير فإن ظنك لا يغني من الحق شيئا ، وهي لن تتغير .
سنن الله لا تحابي أحداً ، لن تظلم أمة ولن تكون خاصة بأحد .
هل نحن السبب ؟
للأسف نعم وأقول للأسف لأننا نحن المسلمون خاصة في هذا الزمان لا نقرأ كتاب الله جيدا ولا نقرأ التاريخ ولا ندرس علم لإجتماع على أنه علم ، بل هو منهاج مدرسي ممل يدرس في المدارس ، وإن تم تغيير إسمه مرات عديدة لمنحه قليل من الجاذبية ، ورغم ذلك يكاد يختفي أيضا من الجامعات ، ناهيك عن التعمق في دراسة الفلسفة فهي مرتبطة من نواحي كثيرة بفهم العقل البشري وطبيعته وطبيعة تصرفه وعلم الإجتماع ، والبعض ما زال يصنفها على انها كفر وإعراض عن الدين ، وإن كنت أتبنى هذا الرأي سابقا ، ولكن إتضح لي أنها من أبواب الدين العريضة ، التي قد تساهم بشكل أو أخر في جعلنا نفهم كلمات الله وآياته وسننه في كتابه بصورة منهجية قابلة للتطبيق ، وإن كانت الفلسفة تحمل سلبياتها أيضا ، ولكن إذا كانت ستحرر العقل العربي الذي يعاني من نفس الأعراض مع العقل المسلم ، وتحررهما معا مما وقعا فيه من السلبية والإتكالية والعجز ، فلم لا نطرق بابها علّ وعسى تنهض هذه الأمة.
هل تقصد أن الشعوب هي السبب فيما وقع لها وأنها المسؤولة عن هذه النتائج ؟
وإن كنت أفرّ من هذه الإجابة إلى سنة من سنن الله هي إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، وإن كانت هذه الإجابة لا تحمل القول بالتأكيد ولا النفي ، لأننا لا نستطيع الجزم بذلك ، ولكن ما أدين به أن الأخطاء المقصودة والغير المقصودة في فهم السنن وتطبيقها تؤثر على المجتمع ، وتدفع المجتمعات ثمنا لهذه الأخطاء لأن من سمات السنن أنها تتداخل وتؤثر بعضها على بعض ، وما أريد الوصول إليه هنا هو أن من السنن أن نعد القوة وأن تكون القوة جاهزة لدفع التدافع بين البشر ، فمن السنن التدافع ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض ) فعند فهم هذه السنة لا بد من إعداد القوة ، وهنا لا تكون القوة هي قوة عسكرية فقط ، لأن الكثير من المجتمعات سقطت بسبب الوهن والضعف الداخلي .
وهل السنن الإجتماعية محكومة بسنن وهي علم وهي مسببات ونتائج ؟
المعنى قد يكون الضعف الداخلي أكثر وأكبر مؤثر في إنهيار الحضارة أو المجتمع ، وهناك أمثلة عديدة تعاونت فيها فئات كبيرة من المجتمعات مع المحتلين وسعت لإسقاط دولها لأسباب مختلفة ، وإن كانت هذه الإسباب أيضا من السنن ، فالعدل والمساواة والظلم والتسلط والترف الإسراف والتطاول على العباد وسلب الحريات بغير حق كل ذلك يجب أخذه في الإعتبار عند دراسة سبب سقوط هذه الحضارة أو المجتمع أو ذلك .
فعند سقوط دولة أو حضارة ولنأخذ مثلا الحكم العثماني الذي أثر على كل المنطقة وما نراه اليوم هو من نتائج هذا السقوط ، وأنا لا أقبل تسمية الحكم العثماني في أواخر أيامه بالخلافة لأن سمة الخلافة زالت عنه منذ زمن طويل ، ولكن هذا الحكم أتسم بالكثير من أسباب زواله في نهاية مدته ، فساد وتطاول وظلم وسلب للحريات وتجاوز على أموال الناس وأعراضهم وفرض الكثير من الضرائب والمكوس ، الكثير من القادة والحكام الذين ساهموا بخلق جو من العداء من خلال تصرفاتهم وظلمهم وتسلطهم على العباد ، ولذلك كان هناك جو عام من عدم القبول لهذا الحكم وكان من السهل على المستعمر الإنجليزي التجيش ضدهم وإن كان ما أتى به هو نتيجة أسوء للأسف ، ولأنه كان هناك الكثير من الأعداء من الداخل وهم على إستعداد للتعاون في سبيل التخلص من هذا الحكم سقط هذا الحكم .
وهذا ليس تقيما للدولة العثمانية ولكن فهما لطبيعة العلاقة ومكامن القوة والضعف هو فهم للسنة ، وما أريد الوصول إليه أن السقوط في الحقيقة كما الصعود يحمل أسبابه ، وليس من السهل إسقاط دولة أو مجتمع أو حضارة إذا كانت حريصة على فهم السنن وتطبيقها لإنها بصورة ما تكون أكثر تحصينا ، وهذا لا يعني أن هناك حضارة محصنة بشكل مطلق ، لأن دورات التاريخ تعلن بشكل مطلق أن الحضارات لها دورات ، وإن كانت تطول وتقصر زمنيا بحسب الفهم والتطبيق ، والإستعداد للتعلم والتطور والإستفادة من إخطائها ، ولكن البشر بشكل عام من سننهم أنهم ينسون السنن ويغفلون عن تطبيقها بعد فترة من العيش الرغيد والحكم السعيد ، وهذا يوقع الحكام والحضارات والدول والشعوب في دائرة الحضارة من الصعود إلى الهبوط .
وهل هناك مجموعات مختلفة من السنن ؟
نعم هناك سنن كونية مثل الخسوف والزلازل ، وهناك سنن إجتماعية سيادة العدل وزوال الظالمين والمترفين والفاسقين ، وهناك سنن فردية تتعلق بالإنسان من حيث كونه إنسانا وأسباب نجاحه وفشله ، وهناك مطالبة واضحة من الخالق بالسير في الأرض والتفكر والنظر والإعتبار حتى لا يكون الإنسان متعظا بنفسه بل متعظا بغيره ، وإلا إتعظ بنفسه للأسف .
وهذه السنن هل تشمل الكثير من نواحي الحياة ؟
من هذه السنن الإستخلاف والمداولة والتدافع والإستدراج والإختلاف والتغيير والحفظ والتدرج وحتمية التصادم والإصطفاء وإهلاك المسرفين وسلب النعم بالذنوب وهذا غيض من فيض .
وهي عادلة ، ثابتة ، مطردة ، عبرة لمن يعتبر ، ولكن هل هذا معناه أن ما حدث في المنطقة هو من ضمن السنن ؟
فهذا الموضوع مع خطورته وإرتباطه المباشر بالصعود والهبوط للحضارات والدول ، إلا أن إهتمامنا به كشرقيين ما زال محدودا جدا ، وعلى العكس تماما فإن الغرب يتعامل مع هذه السنن بالدراسة والدراية والتدريب على كافة الإصعدة من الطلبة في المدارس وحتى الساسة في الحياة العامة ، وإن كان هذا التعامل يقتصر في كثير من النواحي على ما يعود عليهم هم بالفائدة حتى لو كان غيرهم من يدفع الثمن ، ولا يحرصون على العدل والمساواة في التعامل بل على المكسب والربح الذاتي ، ولذلك فسقوطهم من السنن ولكن لن يسقطوا إلا إذا كانت هناك حضارة تستعد وتعمل وتسعى حتى توفر من السنن ما يصنع نجاحها .