البث المباشر
جمعية الأطباء الأردنيين في ألمانيا تؤكد استعدادها لعلاج يزن النعيمات عمر الكعابنة يهنّئ الدكتور حسان العدوان بمناسبة نيله الدكتوراه في الإذاعة والتلفزيون بامتياز ما بين التغيرات المناخية وإخفاقات الإدارة وتحوّلات الإقليم: كيف دخل الأردن معركة المياه؟ أخلاق الطبيب بين القَسَم وإغراء السوشيال ميديا إيرادات شباك التذاكر في الصين لعام 2025 تتجاوز 50 مليار يوان الحاجة عليا محمد أحمد الخضراوي في ذمة الله وصول قافلة المساعدات الأردنية إلى الجمهورية اليمنية جامعة البلقاء التطبيقية توقّع مذكرة تفاهم مع شركة أدوية الحكمة لتعزيز تدريب الطلبة والخريجين وزارة المياه والري : ضبط أكثر من 1411 اعتداء على خطوط المياه خلال شهر تشرين ثاني اللواء المعايطة يحاضر في كلية الدفاع الوطني الملكية الأردنية، ويؤكد على تكامل الأدوار بين المؤسسات الوطنية شكر على التعازي عشائر العجارمة عامة… وعشيرة العقيل خاصة بحث تعزيز التعاون الأكاديمي بين جامعتي عمّان الأهلية وفلسطين الأهلية رئيس عمّان الأهلية يُكرّم الطلبة الفائزين في مسابقات وطنية جاهة ابو عوض والقاسم .. دودين طلب وأبوالبصل أعطى البيت العربي في مدرسة الروم الكاثوليك احتفاء بيوم اللغة العربية كلف مواجهة الولايات المتحدة للإسلام السياسي حماية المستهلك : تشكر نشامى الامن العام اتحاد العمال يرحب بإطلاق حوار وطني حول التعديلات المقترحة لقانون الضمان الاجتماعي الذكرى الأربعون لوفاة القاضي ابراهيم الطراونه تشيلي تنتخب رئيسها وترجيحات بفوز اليمين المتطرف

هل يسقط الإستلاب الثقافي ...

هل يسقط الإستلاب الثقافي
الأنباط -


في الفترة الإخيرة سلب ضبع الحضارة الغربية الكثيرين من الشعوب والقادة ، وجعلهم يتوجهون بقوة إلى إعادة صياغة أفكارهم وثقافتهم وحتى فرض هذا التوجه على مجتمعهم بشكل يتجاوز حد الإقناع والقبول إلى الفرض والجبر ، سعيا منهم لتقمص هذه الشخصية الغربية بكل صفاتها ، ظنا منهم أن ذلك سيمنحهم تلك الصورة الجميلة التي يرونها في المجتمعات الغربية . 

وسعت الكثير من هذه الدول لتحسين تصنيفها ضمن التصنيفات العالمية ، سواء من حيث تقبل المخالف أو السماح بغير المقبول وصولا إلى تصنيف القوة الناعمة ، والتي تسعى دول عربية لتحسين تصنيفها على هذا المقياس لعكس صورة حضارية عن أنفسهم وعن مجتمعاتهم أمام المجتمعات الغربية ، حتى تم تصنيف بعض الدول ضمن تصنيف متقدم من العشر الأوائل على هذا المقياس . 

سلب ضبع الحضارة الغربية الكثيرين سابقا ، وهذا الأمر ليس أمر جديدا ، فقد وقع ضمن هذا الإستلاب حتى من هم ضمن الدول الأوروبية ويذكر تولوستوي وديستويفسكي العديد من هذه النماذج في رواياتهم ، وحتى بعض أواخر السلاطين العثمانيين وقع ضحية لهذا الإستلاب ، وقام بتعديل التصرفات والقصور وحتى الملابس ليتوافق مع هذا الإستلاب قبل اتاتورك  طبعا ، بل أنهم أوقعوا السلطنة بديون ضخمة جدا لمحاكاة هذه الحياة ، وهذا ما أدى إلى رفع الضرائب على الولايات وإنتشار السخط والغضب من الحكم في إسطنبول ، وحتى أن محمد علي باشا والي العثمانيين على مصر وقع أيضا ضحية لهذا الإستلاب وسعى لمحاكاة هذه الحضارة . 

طبعا ما زال الغرب إلى اليوم قادر على طرح هذه الحضارة بأجمل صورة وخلق الظروف المحيطة التي تعطي صورة مشرقة عن هذه التصرفات من مناسبات عالمية ومؤتمرات وإحتفالات ضخمة ، وصناعة لأبطال وهميين وتقديمهم على أنهم نماذج إستطاعت ان تحقق نتائج باهرة ، والتركيز على حياتهم وما يتمتعون به في هذه الحياة من مال وجمال ومتع وشهوات وكل ما تشتهيه الأنفس وتلذ به الأعين . 

ولكن مع كل هذا العرض الجميل لا يركز الغرب على الحقائق الفظيعة المرتبطة بهذه الحياة من ضياع وإستغلال وعبودية بيضاء ، وكيف هي حقيقة الوصول إلى هذه الحياة وما يرتبط بها من نماذج فشل وإنتحار وضياع وتشريد ، وحتى تلك الفئة التي تصل إلى القمة ينتهي الحال بكثير منهم للإنتحار، ولن يكون أخرهم بطل مسلسل فريندز الشهير ، الذي إعتبر المسلسل شخصيا أنه كان له دور كبير فيما وصلت إليه الأمور من أخلاق وتصرفات ومفاهيم من حيث العلاقات المفتوحة والعيش المفتوح في العالم ، أنتحار او وفاة تشاندلر جاءت نتيجة جرعة زائدة ، وكأن كل هذه المتع وحياة البذخ لا تحقق السعادة فيسعون إليها عن طريق جرعة زائدة . 

 ما حدث في غزة في الإيام الأخيرة قلب الطاولة بشكل كبير ليس في الشرق فقط ، بل في الغرب أيضا ، ما الذي يتمتع به هؤلاء وما هي الأخلاق التي تربوا عليها وما هي طبيعة هذا الدين الذي يخلق كل هذا الشعور بالرضا والقبول والحمدلله على كل ما اصابهم ، وقد أصابهم أمر يعد جلل وكبيرا في كل المقاييس ، ومع ذلك معدل الرضا والقبول بهذا القضاء كبير جدا ، وهو مطلق إيمان عند هؤلاء من الصعب أن تجده عند كل هذا العدد من البشر بهذا الشكل في مكان واحد على سطح هذه الأرض ، وهذا سيكون له أثر كبير على كل من أتصل بهذه الفئة من خلال تصرفاتها في المستقبل القريب ، وكأني أستشعر بأن البشرية تحسدهم برغم كل ما تعرضوا له ، على هذه النفسية وهذا الشعور وهذا الرضا بدون مخدرات ولا جرع زائدة . 

وسيكون أيضا لما حدث أثر كبير على هذا الكيان وعلى أشخاصه وعلى التعاطف معهم ، وقد بدأت مشاعر الغضب تظهر في الكثير من الصور على مواقع التواصل وفي الواقع ، ما أجبر المتحدث بإسم وزارتهم بضرورة إخفاء هويتهم عند التنقل في أي مكان على سطح هذا الكوكب . 

وسيتبع ذلك لعنة بل ألاف اللعنات بعدد تلك الأرواح التي أزهقت زورا وباطلا وظلما ، والتي سوف تلاحق كل أولئك الذين أعطوا هذا الكيان الضوء لممارسة هذه الوحشية وقتل النساء والأطفال والمدنيين ، وقصف السشتشفيات والمدارس والملاجىء وحتى التي تتبع لمنظماتهم ، ولم تسلم الكنائس ودور العبادة من هذه الهمجية ، وما أراه من تسرع بعض الدول الغربية في سن القوانين التي تجرم من يجرمهم إلا إنها تنصب في دائرة هذا التوقع بأن تجريمهم قادم لا محالة ، بصرف النظر طبعا عن حاجاتهم للمخدرات ليرتاح هذا الضمير النتن،  وعن العدالة الآلهية. 

لقد تعرى الغرب تماما بعد هذه الحرب الهمجية ، وظهرت روح الحضارة بصورتها الحقيقية القائمة على الإجرام بحق الأخر وسلبه حقه وأرضه وماله وإنسانيته في سبيل تحقيق حياة رغيدة لفئة ، منهم أو تحقق مصالحهم ولو على حساب حياة البشر الإخرين .

وهذا ما سيجعل من يتبعهم يعيش حياة متناقضة مع نفسه ومع روحه ومع مبادئه ، ولا غرابة بأن تنتهي حياته بجرعة زائدة . 

إبراهيم أبو حويله ...
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير