جمعية الصرافين تثمن موافقة الحكومة على معدل "ترخيص شركات الصرافة" وزيرة النقل تتابع مستجدات إعادة تشغيل مطار عمان المدني "نون للكتاب" في حضرة "تدريب على الغياب" للقاص طارق عودة امتداد حضاري عميق من وادي الرافدين إلى فضاء الحداثة الشعرية العربية إنشاء مركز للرياضات الإلكترونية في الجامعة الأردنية بالتعاون ما بين زين والاقتصاد الرقمي والجامعة "رفعت اسماعيل".. بطل الهشاشة النبيلة الذكاء الاصطناعي وعلم الاجتماع: عندما تُحلل الخوارزميات سلوك المجتمعات وتعيد تشكيلها إعلامُنا ! استهلاكي أم استثماري؟ بورصة عمان تغلق تداولاتها على انخفاض منتخب السيدات لكرة القدم يلتقي نظيره البنغالي غدا اعتقال مصري يشتبه به تنفيذه هجوما ضد مسيرة مؤيدة لإسرائيل في ولاية كولورادو الأمريكية أربع سيناريوهات للبلديات: الثقة الشعبية أساس القرار؟ محافظة يكرم الطالب ابو محفوظ المعهد المالي العسكري يختتم دورة المالية التأسيسية نادي عمان للجولف ينظم بطولة "كأس الدبلوماسيين" المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بطائرتين مسيرتين "الأونروا": آلية توزيع "مساعدات غزة" لا تلبي الاحتياجات بلدية اربد تحدد مواعيد دوام السوق المركزي خلال عطلة العيد البنك الأردني الكويتي يتبنى نظام مركز المدفوعات من شركة بروجرس سوفت مجموعة البركة تواصل أداءها المتميز خلال الربع الأول من العام الجاري وصافي الدخل يرتفع بنسبة 19% ومجموع الأصول يتجاوز 27 مليار دولار

استغرب كل هذا البكاء والعويل والخذلان..

استغرب كل هذا البكاء والعويل والخذلان
الأنباط -

تابعت الكثير من الحروب والاحداث طيلة الفترة التي اتذكرها من حياتي.. وما سمعته ممن هم اكبر مني.. ومعظمها كانت تنسجم مع العقل.. وكان المحللون العسكريون والسياسيون قريبين مما يحدث..
وفي الاونة الاخيرة ومنذ ان اتخذت الدول شكلا جديدا لتبرير عدوانها.. وذلك بافتعال الاحداث الدموية الكبيرة.. اصبح الواحد لا يعرف الصدق من الكذب.. واصبح الانقياد للكثيرين منا عاطفيا تجاه ما يحدث..

منذ احداث الحادي عشر من سبتمبر.. وما رافق ذلك الحدث من معلومات وتصريحات شبه اكيدة.. بانه فعل مدبر ومخطط له ومفتعل.. وكان الهدف منه جمع الرأي العام الغربي على ضرورة الضرب بقوة هائلة.. والسيطرة على منطقة الشرق الاوسط والخليج العربي والتي تخرج وتنتج الإرهابيين على حسب زعمهم.. وحتى يومنا الحاضر.. اصبح هذا نهج واضح لهذه القوى الباغية..

كما يعلم الجميع.. ان اي طرف في نزاع.. اكان "هوشات" فردية او جماعية.. او اقتتال وحروب دولية.. يحاول بكل قوة إخفاء ما يتعرض له من خسائر وقت الحدث.. حتى تبقى المعنويات في اوجها.. وحين ينتهي القتال او "الهوشة".. يحاول كل طرف ان يظهر اكبر حجم لما تكبده من خسائر.. ليحصل على التعويض الاعلى من الطرف الاخر..

ولكننا اصبحنا نرى اسلوبا مغايرا تماما لما عرفناه عن عدونا الذي حفظناه عن ظهر قلب.. فالعدو الذي اعتدناه ينكر قتلاه وجرحاه والتدمير الذي يصيبه.. ويكون في كثير من الاحيان موثقا بالصور.. فها هي وسائل اعلامه الرسمية قبل الخاصة.. وناشطوه على وسائل التواصل الاجتماعية.. يتسابقون في تدمير معنويات جيشه على الجبهات.. ومواطنيه في الملاجئ.. وتجد هذا العدو على لسان قادته يعظمون تكتيكات وقوة وتجهيزات وتحصينات المقاومة.. على العكس تماما لما كان يقوم به سابقا..

اليس كل هذا مدعاة لنا لان نتوقف قليلا.. ونحاول ان نعلم بماذا يخطط هذا العدو الغاشم.. ولماذا كل هذا الحشد الاعلامي السلبي تجاهه والايجابي تجاه المقاومة.. وهم سادة الاعلام والمسيطرون على كل ما يتم نشره؟!..

لم اجد مبررا اساسيا لذلك الا لتوحيد صفهم وقلوبهم المشتتة.. بتصوير ان هناك عدو متغطرس وقوي سوف يقضي على وجودنا.. ولتبرير همجيتهم ووحشبتهم فيما يقومون به على ارض غزة..

وعلينا ان نعلم يقينا.. بانهم يجيدون عملية تبادل الادوار ولبس الطواقي..
وانهم غير عاطفيين.. ومصلحة كيانهم وخططهم الاستراتيجية تحكم تصرفاتهم واقوالهم.. حتى لو ارتكبوا مالا يقبله العقل ولا المنطق ولا الانسانية ولا الشرف.. فالغاية عندهم تبرر الوسيلة..

وما اعترافات وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة وزعيمة حزب "هاتنوعا" تسيبي ليفني لجريدة "تايمز" البريطانية.. الا دليل واضح لعقلية افراد هذا الكيان العسكريين والمدنيين على حد سواء.. حيث قالت أنها لا تمانع ممارسة القتل أو الجنس إذا كان ذلك مفيدا لإسرائيل..

وعلينا ان ندرك تمام الادراك.. ان الحرب الاعلامية هي الاخطر في هكذا ظروف.. وهم سادتها دوليا والمسيطرون على الكثير من وسائلها..

فالاستهداف بشكل مركز وكثيف لجمهور المتلقين بحملات المعلومات الخاطئة.. والتصريحات المتضارية.. يكون الهدف الاساسي هو التأثير على مستوى الإدراك.. والتلاعب بالمعنويات..

ومن هنا وجب الانتباه الى ان المنشورات الكاذبة في وقت الحروب والتي يوجهها العدو لنا.. تشمل تقارير عن انتصارات كبيرة لنا.. وأبطال يقومون باعمال خارقة.. وبالمقابل خسائر مبالغ فيها عندهم.. وانشقاقات في صفوفهم السياسية والعسكرية.. وتناحر بين اقطاب سلطاتهم ومراكز صنع قرارهم.. والهدف منها إحداث ثقة زائدة ومفرطة في قيادة العمليات عندنا.. وتقليل وتيرة او احتمالية المقاومة في الداخل المحتل..

وبالتالي فقدان الثقة باي تحرك مستقبلي.. عند الكشف عن الحقيقة ان كانت عكس ذلك لا سمح الله.. فكلما ارتفعت سقوف التوقعات.. وكانت النتائج غير ذلك.. كانت الصدمة كبيرة على من تأثر بما تم ترويجه وتوجيهه اليه..

في الختام اقول.. إيماننا بان الله مع اهل الحق.. اذا اعدوا واستعدوا.. وكان كل امرهم خالص لوجهه تعالى.. فهو القادر على كل شيء.. وهو الذي لا يخلف وعده..
محمود الدباس - ابو الليث..
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير