وزارة الثقافة تعلن برنامج فعاليات مهرجان صيف الأردن في دورته الخامسة وزارة التربية تطلق برنامج الأندية المدرسية الصيفية 2025 منظمة الصحة العالمية نشرت تعليمات حول كيفية الوقاية من الاشعاعات في حالات الطوارئ النووية الأمن العام: سقوط مسيرات في مناطق عدة ونؤكد ضرورة اتباع الإرشادات. " مديرية شباب العقبه " تنظم جلسة حوارية بعنوان أهمية المشاركة الشبابية الدفاع المدني يتعامل مع 1284 حادثًا خلال 24 ساعة " الادارية النيابية" تثمن استجابة هيئة الخدمة والادارة العامة لتوصيات اللجنة بشأن شروط التعيين في الاعلان المفتوح. الأردن يعلو صوته بالمحافل الدولية لوقف مأساة الحرب على غزة مصدر "للأنباط" : ارتفاع الديزل وبنزين 95 قرشًا.. وبنزين 90 تعريفة الصفدي يلتقي الشيباني .. ومباحثات أردنية سورية موسعة "معسكرات الحسين للعمل والبناء.. حاضنة الروح الوطنية ومصنع القيم الشبابية" رابطة الكتّاب الأردنيين تحتفي بتجربة الروائي الكبير سليمان القوابعة بعد 104 أيامٍ على احتجازه.. الولايات المتحدة تُفرج عن الناشط الفلسطيني محمود خليل العبادله : انتهاء نقل الحجاج المصريين وعودتهم بسلام إلى بلادهم عبر أسطول الجسر العربي في وقت قياسي ودون تأخير رغم الأحداث التي تشهدها المنطقة سيمضي الأردن لما يراه مناسباً انجاز أردني وعربي غير مسبوق هنداوي رئيسًا للاتحاد الدولي للنشاط البدني المعدل طلبة “لواء ناعور” يتقدمون لامتحان اللغة العربية ومديرة التربية تتفقد قاعات الامتحان الكون بلغة جديدة: الذكاء الاصطناعي وحوسبة الكم يعيدان تفسير الواقع الأردن يشارك باجتماع وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي بعد عملية بحث استمرت١٣ يوماً العثور على جثة الشاب الذي علق في بئر ماء ارتوازي في العقبه

رواية: ستائر العتمة ( تسعون يوما من المواجهة الملتهبة في زنازين بني صهيون) وليد الهودلي

رواية ستائر العتمة  تسعون يوما من المواجهة الملتهبة في زنازين بني صهيون وليد الهودلي
الأنباط -

اصدار المؤسسة الفلسطينية للارشاد القومي - ٢٠٠٣
( راية الموت)

سليم النجار
صهرت نفسَه الآلام، فخلق من مرارة المعتقل الإسرائيلي الجمال، وقدّم الأسير المحرر وليد الهودلي، رواية فلسطينية مميزة للرواية العربية، حالة روائية توحي ولا تقرّر، تفجر الوعي واللاوعي معا.
 
البحث عن "ستائر العتمة" يشبه البحث عن جوهرة في غابة وسط ليل السؤال والضياع، ترى بريق الجوهرة وظلال شجرتها، لكنّك لا تقبض عليها كلّها، لأنها في غيابها هي حاضرة، ولأنّ في حضورها شيئا دائم الغياب.

ولاشك أنّ لهذه الجوهرة وقعاً مميزاً، له من القديم نسغ الجذور ومن الجديد نغمات الرمز الساخر، وهل يستطيع ناقد أن يتجاهل غنى الحالة الروائية الفلسطينية التي تُكتب في زنازنين الإسرائيلي؟ والتي فجّرها وليد الهودلي وهو يتلاعب بأسنان اللغة وينقّبها من سوس التقليد ويحقنها بالمدى الغريب، العجيب المؤثّر، العميق والمدهش.

فمظهر المعتقل الفلسطيني كفارس من فرسان الحركة، سريع الانتقال من الايقاعات البليدة إلى الموسيقى التي تبعث إلى الانتشاء، (ويا لها من لحظات عظيمة يتربع فيها صوت الرصاص على رؤوس الظالمين ص٨).

يَرْكب الكاتب وليد الهودلي اللغة كما يركب الخيل، ويلاحقها كأنه يلعب كرة المضرب، ويقف في هيكلها متأملاً شأنه، لحظة كأنه يلعب الشطرنج،( خطوات على اليمين، ثم اليسار، ثم الدخول في إحدى غرف التحقيق ٠٠ رفٌع عن عينيه السواد القاتم، حملق حوله، حتى إذا اتضحت الصورة، وجد المحقق يبتسم له ابتسامة صفراء، اجاد نشرها على وجه الأرعن ص٣٥-٣٦).

يٌصور الروائي وليد الهودلي المعتقل الفلسطيني مُمتلئ بالحياة في سياق دائم مع أمور عدّة: الثورة والحب، الموت والحياة، الدنيا والآخرة، اللذة المكتئبة والحلم الجارح،( عاد عامر إلى أعماق نفسه بعد هذا الحوار الساخن ٠٠ سبحانك ربي ما أرحمك ٠٠ على المرء أن يكون حذراً من كل مخلوق يقابله في هذه الزنازين فعلا:" الثقة لا تلغي الحذر" ص١٢٥).
جسد وليد الهودلي في روايته" سائر العتمة" ذاته جامعاً من التناقضات الغنية ومن الأحلام الدافقة الدائمة الخصوبة، لم يعش لكلامٍ موزون مقفّى، بل عاش رواية المعتقل الإسرائيلي، ولم يعش لحياة عاديّة، بل عاش للآتي المستحيل،( مهما كانت قبيحة ٠٠ ولكن إلى متى سيبقى هذا البنيان صامداً ٠٠ أنا متأكد، حسب خبراتي في الدوافع الإنسانية، في علم النفس، أن انهيار أمثال هذا الرجل صعب للغاية ص٧١- ٧٢).

واللافت أن هذه الجوهرة- " الذات الفلسطينية" الدائمة الحضور كانت تحلم دائماً بالغياب الراعب٠ ذَوَّب قلبَها هاجسُ الموت، الهاجس الحقّ الذي عرف أن كل قطع الزمان الأخرى أوهام تفككها الأيام فتتلاشى وتنحلّ،(في اليوم الثمانين لاعتقال عامر، سحبوه من زنزانته العتيدة ٠٠ وضعوا على عينيه نظارتهم السوداء، وانطلق معهم دون أن يودع من رافقته هذه الأيام العصبية٠٠ سار في سرادبيهم قليلاً، ثم وجد نفسه تحت نفخات الهواء الطلق ص١٢٩).
هنا روائي يوحي ولايُسهب، يكتب حرّا ولايسف، يفكر بحيوية وله سفر في حقول المجاز،( وغرق في صمته طويلاً٠٠ استلقى على ظهره ٠٠ شبك أصابع يديه خلف رأسه ٠٠ ركّز على نقطة معينة في السقف ٠٠ ساعة؟ ساعتين ثلاثةص١٧- ١٨).

رواية " ستائر العتمة" يتعشّقها الحالمون والرواة، فتلذّ لهم رموزها ويجذبهم وضوح ما يغلّفها من إبهام، فما يبدو مغلقاً أمام الأعين العادية يبدو مفتوحاً على آفاق التحرر والانعتاق من هذه الظلمة الإسرائيلية من قِبل الكاتب وليد الهودلي، الذي كتب روايته، رواية الحياة الأنسانية التي يجب أن يحيا فيها الفلسطيني دون أن يرفع راية الموت٠
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير