الأنباط -
يلينا نيدوغينا
ليست هي المرة الأولى التي تهدي فيها جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية مواطنيها شققاً مجانية ليعيشوا فيها مُكرمين ومُحترمين، في مسعىً من القيادات الأولى لهذه الدولة لتأكيد ديمومة نهج حماية حقوق المواطنين الكوريين بنيل الأساسيات الحياتية مجاناً، وهو الأمر الذي دَرَجَت عليه كوريا منذ تأسيس الجمهورية الاشتراكية الزوتشيه المستقلة، بعد انتهاء الحرب الكونية الثانية، ضماناً لمواطنيها ليتمتعوا بحياة كريمة وأساسيات مجانيَّة مقابل الاخلاص الوطني.
في الـ12 من فبراير/شباط الحالي، أُقيم مهرجان إطلاق مشروع بناء عشرة آلاف شقة سكنية في منطقة هواسونغ، حضره حشد كبير من المواطنين. دوَّت أصوات المدافع احتفاءً، ربما للمرة الألف، ببناء هذه المساكن الجديدة في بيونغ يانغ تنفيذاً للخطة العامة لبناء خمسين ألف شقة سكنية في العاصمة، كانعكاس لقرارات سبق وطرحها المؤتمر الثامن لحزب العمل الكوري، وقرار الدورة الكاملة الرابعة للجنة الحزب المركزية الثامنة، ببناء هذه الشقق في تلك المنطقة الغنَّاء.
يَنظر الكوريون إلى إهداء الدولة بيوتاً سكنية لهم على أنه تبادلية ثلاثية الأقانيم للإخلاص الوطني بمثله بين الدولة والنظام الاشتراكي والشعب، إذ إنه يَستند إلى الحزب الذي يواصل بإصرار إظهار المُثل العليا التي يتحلَّى بها وتصب في صالح الأمة، وأولوية تلبية متطلبات الجماهير على أي قضية غيرها، لهذا نرى كيف يتسلح حزب العمل الكوري بقدرات تنفيذيَّة واضحة بتوجيهات من قيادته العظيمة التي تُخضِع جميع الأشياء وتوجهها نحو تقريب حلول المشهد الجديد للدولة الكورية القوية، والغنية، والمزدهرة، حيث تتحقق كامل كرامة الشعب وسعادته في كل المجالات.
حضر الرئيس كيم جونغ وون، الأمين العام لحزب العمل الكوري، حفل - ثورة البناء الجديدة لتعميم البيوت المجانية على المواطنين، إذ نادراً ما نشهد في دول الدنيا مثل هذه الاحتفالات، وإهداء الشقق للعائلات بالمجان مقابل كلمة "شكراً" واحدة للدولة. هذا الأمر يؤشِّر على مَظهر تتميز كوريا به عن غيرها من الأنظمة السياسية، وهو لعمري انعكاس جَلي لمكانة وإمكانيات النظام السياسي القوي والمُتحضِّر والغني والمُحِبَّ لناسه، والمُستمسِك بنمط العَالم الجديد للتغيرات الباهرة بإيمان فولاذي لا يتزعزع، فالرئيس كيم جونغ وون في سيره في سبيل توفير الأساسيات لشعبه إنما يَعرض على الملأ لِمَا يتمتع به من أحاسيس راقية بالرسالة العظيمة التي يحملها إزاء وطنه ومستقبل أُمتة، مؤكداً أن بناء عشرة آلاف شقة سكنية في إحدى مناطق العاصمة يُعد مهمة هي الأهم شأناً كونها مطروحة أمام قطاع البناء في هذا العام خدمةً للشعب، ولتوفير الراحة له في منطقة جديدة ومُخضرَّة في بيونغ يانغ - المدينة العصرية.
وليس خِتاماً، لا بد لي أن ألفت الانتباه إلى الجيش الكوري الذي يعمل على بناء مثل هذه المناطق السكنية في العاصمة وفي غيرها من المواقع، إلى جانب المتطوعين من المدنيين، ما سَرَّع بتوفير النجاح لهذه المشاريع العملاقة، والضمان الأكيد لدفع عجلة بناء البيوت السكنية المجانية للسكان بتسارع إلى الأمام، رغبةً ببلوغ الهدف الكوري الأسمى لتوفير الآمان الحياتي لكل فردٍ من أفراد المجتمع الكوري.
*كاتبة وصحفية أُردنية / روسية تحمل الأوسمة والتقديرات الكورية.
//../