تكتظ شوارع وأحياء المملكة بصور للمرشحين وشعارات، قد يحمل بعضه الصدق ،وقد لايتجاوز بعضه مجرّد شعارات لا أكثر، ولكن ما الهدف من هذه الأموال التي أنفقت في هذه الشعارات والصور؟ أإلى هذه الدرجة لا يعي المرشحون أنّ المواطن لم يعد يقتنع بهذه الشعارات ؟، ألم يكن من الأجدى من هذه الشعارات واللوحات أن ينفق هذا المال في تعبيد طريق حيّ ،أو مساعدة طالب علم أوحتى شراء (قلن كاز لتدفئة أسرة عفيفة )ممن لا تجد معيلا لها ؟ ، هل يظن المرشحون أننا نقتنع بهذه الشعارات ؟، كم من شعارات قد نمّقت ورتّبت حروفها ونالت إعجابنا . وأصبنا بعدها بخيبة أمل.. أخي إذا كان هدفك العمل لله تعالى وإبتغاء الأجر والثواب فلا داعي لهذه الشعارات ، فبثمن لوحة واحدة تستطيع مساعدة أخ أن يعيش يوما وأن تدخل السرور لقلب أحدهم ‘وإذا كان هدفك خدمة الوطن فها هي العديد من الشوارع التي تحتاج إلى تعبيد ، والعديد من المدارس والأحياء التي تحتاج الى الصيانة ،وقد تخلو أحياؤنا من أماكن آمنة للاطفال، أم هل يعتقد المرشح أننا سندلي بصوتنا لِمن كانت صورته الأجمل أو من كان يرتدي الملابس الأفخم ، كل ناخب وناخبة قد حدد منذ البداية من هو الشخص الذي يستحق صوته ،ولمن يريد أن يعطي صوته ليمثله، بل إنّ بعض الأشخاص قد سئم من هذه الانتخابات ولم يعد لديه الثقة في هذه الانتخابات ، والكل يعلم أن النسب في السنوات الأخيرة كانت متدنية جدًا ، أم كان من الأولى أن تنفق هذه الأموال في خدمة بلدتك .. كلنا ثقة بأن لا أحد يدفع أي مبلغ إلا إذا علم أنه سيعود له أضعافاً، إذن سوف ندفع نحن المواطنين ثمن هذه الشعارات واللوحات جهزوا أنفسكم بطريقة أوبأخرى لدفع الثمن، عزيزي المرشح الأنباء الجوية تشير إلى قدوم منخفض جوي في آخر هذا الشهر والأسبوع الأول من شهر آذار ، استعدوا لصور جديدة وشعارات ، ننسى الهدف الحقيقي من الانتخابات بالرغم من أنّ وسائل التواصل الاجتماعي وفّرت لكم العديد من الخدمات من نشر عبارات منمّقة وصور وفيديوهات، ولكنكم مصرّين على دفع الأموال في غير مكانها ، صلوا أرحامكم وأصلحوا أحياءكم ، هذه هي أفضل دعاية إنتخابية ، فلو أنّ كل مرشح قدّم المساعدة لكل من يعلم أنه بحاجة للمساعدة وأصلح حيّه لم يعد هناك من يحتاج المساعدة وتكونوا بذلك صدقتم القول دون الحاجة إلى شعارات .. قال الله تعالى في سورة التوبة أية 105: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعمَلُون ) وفي عهد الخلية الأموي الذي لم يتجاوز عمره أربعين عاماً عمر بن عبد العزيز قال:كتب عمر بن عبد العزيز إلى عبد الحميد بن عبد الرحمن وهو بالعراق: أن أخرج للناس أعطياتهم، فكتب إليه عبد الحميد: إني قد أخرجت للناس أعطياتهم وقد بقي في بيت المال مال، فكتب إليه: أن انظر كل من أدان في غير سفه ولا سرف فاقض عنه، قال: قد قضيت عنهم وبقي في بيت المال مال، فكتب إليه: أن زوج كل شاب يريد الزواج، فكتب إليه: إني قد زوجت كل من وجدت وقد بقي في بيت مال المسلمين مال، فكتب إليه بعد مخرج هذا: أن انظر من كانت عليه جزية فضعف عن أرضه، فأسلفه ما يقوى به على عمل أرضه، فإنا لا نريدهم لعام ولا لعامين. أختم قولي بحديث رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم - : " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " ، ولكن هيهات .. فالكل يبحث عن كرسي يجلس عليه فقط .