الأنباط -
د. ضيف الله الحديثات
من جديد اطل علينا امس، القائد الأعلى للقوات المسلحة ابو الحسين، من ميادين الشرف والبطولة وبالتحديد من حدودنا الشمالية، خلال زيارته لحرس الحدود، ليشد على أيادي النشامى الطاهرة وزنودهم القوية، ويشحذ هممهم لمواجهة التحديات والصعاب التي تعترض طريقهم في كل لحظة وحين، وعيونهم ترقب الثغور واصابعهم تضغط على الزناد تحسبا لأي طارىء لا قدر الله.
أراد سيد البلاد في زيارته أن يقوي ويمكّن سياجنا الحدودي، بعزم فتية آمنوا بربهم ووطنهم وقائدهم، لا تلين لهم قناة ولا يفتر لهم جهد، والضرب بيد من حديد، ضد كل من تسول له نفسه العبث والاقتراب من هذا الحمى المبارك، من خلال عمليات التسلل والتهريب، نعم أراد أن يطمئننا بان الجيش العربي المصطفوي قادر على حمايتنا في اشد الظروف وأصعب الاحوال، رغم اتساع واجهاتنا الحدودية مع بعض الدول التي لا تستطيع ضبط حدودها .
لم تكن المرة الأولى، التي يعلن فيها جلالة الملك عن اشتياقه للجنود والعسكر وتفاصيل حياتهم في الميدان ودورهم في حماية الحدود، وأنه اولهم في الاشتباك مع العدو، والدفاع عن كل شبر من الأراضي الأردنية، ليبين للنشامى انهم ليسوا وحدهم في مواجهة العدو بقوله، انا معكم ورئيس الأركان والقيادة أيضا معكم.
كلمات الملك التي تفيض بالتحدي والاصرار، على تحقيق الأفضل والاحسن، لحماية المواطن الاردني، قابلها الضباط والجنود بالهتافات والاهازيح الوطنية "بالروح بالدم نفديك يا ابو حسين" وهم يحملونه على اكتافهم في مشهد عفوي، لا نجده في كل دول العالم.
التفاف الجنود حول قائدهم، هو رد سريع لا يحتاج إلى ترجمة وكثير من التفسيرات والتأويلات، لقطع الطريق على المارقين والعابثين بأمن البلد واستقرارها، في الداخل والخارج، بالهمز واللمز وتحت مسميات ومصطلحات جديدة، خرجت علينا حديثا، مثل التمثيل والتفويض لفلان وعلان، من ثلة امتهنت المراهقة غير المسؤولة وعدم التبصر بعواقب الأمور، وهم لا يمثلون الا أنفسهم وافكارهم السوداء.
بالروح بالدم نفديك يا ابو حسين، هي ليست كلمات يرددها ابناء القوات المسلحة الباسلة، بكافة صنوفهم وتشكيلاتهم فقط، إنما هي نهج وعمل كل الشرفاء والخيرين وأصحاب الحكمة والحنكة والهمة والرأي السديد، واهالي الجرحى وذوي الشهداء من ابناء الاردن الشرفاء، لادراكهم ان رفعت الاردن وازدهاره، لا تكون الا بالالتفاف حول الدولة ومؤسساتها ونظامها السياسي، خاصة في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها العالم أجمع.
واليوم نقول في كل صباح ومساء، يحيا الجيش وتحيا الأجهزة الأمنية، ونحن نحتفل في هذا اليوم المبارك، بيوم الوفاء للمحاربين القدامى والمتقاعدين العسكريين، الذين خدموا في صفوف القوات المسلحة الأردنية، وقدموا التضحيات الجسام.