الأنباط -
منصات التواصل غير الاجتماعي
سعيد الصالحي
منذ انتشرت وأزدهرت وسائل التواصل الاجتماعي وكذلك منذ أن تعددت المواقع الاخبارية الالكترونية فإن الأخبار التي تمس المواطن قد أصبح لها نمط عام ينتج عنه تحزب طرفان حول الخبر بين مؤيد و معارض له، وكذلك فإن هذه الاخبار التي تمسنا او لا تمسنا قد أصبحت مادة خصبة للسخرية والتندر، وهذا التنميط ليس حكرا على نوع خبر بعينه بل لكافة أنواع الأخبار الرياضية والاقتصادية والسياسية، كأن الحزبين متأهبان في أي وقت لخلق مناوشات الكترونية عبر التعليقات العفوية وغير العفوية، هذه التعليقات التي سرعان ما تخرج عن سياقها وتتوجه نحو موضوعات أخرى لا علاقة لها بالخبر الأصلي ليحصل هذا المنشور على مشاهدات ومتابعات وبحث عبر محركات البحث.
وبالعودة إلى متن الاخبار وعناوينها فإنها بحاجة إلى اعادة نظر من صناعها وأن يكون الهدف من الخبر أو المنشور بث الأخبار كما حدثت ونقل الكلمات مثلما قيلت وترك الفهم والاستيعاب لمتلقي الخبر دون محاولة المساس بحق القارئ في فهم ما يريد وكيفما يشاء، ومن هذا المنطلق فإنني أدعو كافة الصحف والمواقع الاخبارية التي تستفيد من منصات التواصل الاجتماعي عن الكف عن نشر المواد التي تعتمد على التفاعل مع القراء عن طريق توجيه الاسئلة وطلب الرأي في أمر ما لأنها لا تعرف من تخاطب وما هي الحالة النفسية للانسان المخاطب لحظة مروره على هذا المنشور.
منصات التواصل الاجتماعي ليست ككيس تدريب الملاكمين نضربه حتى نتعلم كيف نلكم بعضنا بعضا في واقع حياتنا اليومية، فمحتويات وسائل التواصل الاجتماعي في بلادنا باتت كالسجائر تسبب أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وأحيانا تؤدي إلى الوفاة.
وهذه المرة لن آتي على انتقاد الحكومة إلا اذا كانت الحكومة تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بكثرة فيكون قد نالها من الحكي جانب.