الأنباط -
تتعرض اي دولة في العالم لمشاكل تتعلق بالطقس فقد تصاب البنى التحتية بالعطب او التلف نتيجة لحالة جوية متطرفة وهذا يحدث لدى الآخرين ولدينا أيضاً، وفي العادة تهب جميع القطاعات سواء حكومية أو شعبية في محاولة للتغلب على المشكلة، لكن الأصل ان تكون البنى التحتية مجهزة حتى تكون قادرة على الصمود، وهذا ما لم نلمسه في الثلجة الأخيرة فقد بدت الامور في غاية التعقيد فمثلاً على صعيد الكهرباء وبرغم تحميل المواطنين أعباء الفشل المتراكم في إدارة ملفها بحيث حُمِل المستهلكين نتيجة ذلك الفشل ودفعوا بسببه اثمان أعلى من القيمة الفعلية لسعر الكهرباء فكانوا مضطرين دوماً لتسديد ديون هذه الشركة، ما لوحظ ان البنية التحتية للشبكة كانت متهالكة سرعان ماسقطت ضحية لتراكم الثلوج وهذا يدلل على أن هذا القطاع يحتاج فعلاً لإعادة تأهيل بنيته التحتية بشكل سريع وهذه مهمة مخططي الشركة الذين يتحملون مسؤولية هذا التراجع، أيضاً لوحظ انه بسبب تراجع العناية بالاشجار كانت جافة ضعيفة لم تحتمل ثقل الثلج الذي تراكم عليها فوقعت ضحية واقعها هذا فسَدّت الطرق وأفسدت شبكات الكهرباء، لكن المؤلم حقاً ان المجتمع وقف أمام كل ذلك متفرجاً ومتذمراً، فلم نشاهد اي مواطن يقوم بتنظيف مدخل بيته او إزالة غصن شجرة عن الطريق وهذا امر شديد الخطورة وهو إنما يدلل على غياب الاحساس الأصيل لدى المجتمع بأن هذه ملكه ومن مصلحته وواجبه الحفاظ عليها، هذا السلوك الذي تشاركت به الأغلبية يدعو الى السؤال من أوصل الناس إلى هذا المستوى من عدم الإحساس بالإنتماء إلى المكان، إن الأمر اكبر من ثلجة او حالة جوية متطرفة اعتقد انه في جزء منه تعبير عن غضب كامن في نفوس الناس عبّرَ عن نفسه بهذه اللامبالاة والتي إن لم تُدرس وتُبحث وبعمق فهذا يعني اننا نسير في طريق نهايته صعبة، فهل تدرك الحكومة التي تحاول تسجيل إنجازات بالقطاعي أن مهمتها الأساسية تكمن في إعادة اللُحمَة وروح الإنتماء للمجتمع قبل أن تتحدث عن أي شيء آخر، وهذه مهمة أشك بأن هكذا حكومة قادرة عليها.