الأنباط -
كانت إيران محورًا
نهاية السبعينات ففي البدء كانت الثورة التي أطاحت بالشاه تلتها فترة الحرب مع
العراق ومنذ عقدين بدأ الحديث عن برنامجها النووي وتدخالتها اإلقليمية بالذات بعد الغزو
األميريك للعراق وإسقاط الحكم هناك وهذا َعلى ما يبدو عزز القناعة لدى القادة اإليرانيين بأن
نظامهم لن تحميه إال قوة رادعة وهذا الهاجس هو ما أعاد إحياء المشروع النووي اإليراني،
لذلك وجدنا إيران تسارع الخطى للدخول في العالم النووي، فوظفوا كل الطاقات إلنتاج
.
مشروع نووي أصبح عل? المستوى الداخلي فخرًا وطنيًا
استطاعت إيران أن تستثمر الحاجة األميركية إليها في فترتي الحرب على أفغانستان والعراق
وتبدأ بتطوير برنامجها بشكل مكثف مستفيدة من انشغال العالم في حروب المنطقة وما
، فالواليات المتحدة أدركت بأن إيران تحث
تالها من تداعيات، لكن هذا الوضع لم يدم كثيرًا
نحو إنتاج القنبلة النووية رغم تأكيدها على سلمية برنامجها، لكن العارفين بخفايا
الخطى سريعًا
األمور أدركوا منذ البداية أن هذا البرنامج بعيد كل البعد عن السلمية، وعلى ضوء تلك القناعة
األميركية بدأت الضغوط على إيران على شكل عقوبات ومفاوضات تمخضت في النهاية عن
اتفاق في ?موز عام ٢٠١٥ بين إيران ومجموعة ٥ +١ وينص على تقليص البرنامج مقابل الرفع
التدريجي للعقوبات.
كان ذلك بعد عشر سنوات من المفاوضات، سارت األمور بشكل مقبول الى أن أعلن
الرئيس األميريك دونالد ترمب االنسحاب من االتفاق على أساس أنه يبقي الفرص اإليرانية
قوية للحصول على القنبلة من جهة، ومن جهة أخرى أن االتفاق أطلق يدها في اإلقليم
باالضافة إلى أنه لم يضع قيودًا على البرنامج الصاروخي الايراني
كانت تلك الخطوة خطيئة كبرى ارتكبها ترمب، استثمرتها إيران بكل براعة ولم تضيع الوقت
فبدأت بتطويربرنامجها منذ اللحظة االولى.
تغير الحال مع انتخاب بايدن الذي أعلن منذ البداية عن نيته العودة للطاولة، رغم محدودية
أن هذا
خياراته، ورغم الضغط اإلسرائيلي باستعمال الخيار العسكري، رفض بكل إصرار مدركًا
الخيار فات قطاره..
فاللحظة اإليرانية استطاعت أن تفرضنفسها على الجميع فهم استثمروا كل الوقت المتاح
للوصول لنقطة النهاية، فلديهم كل ما يلزم إلنتاج القنبلة حسب ما يقول العارفون من
الخبراء، وال ينقصهم سوى القرار السياسي لإلنتاج وما على العالم سوى التكيف مع تلك
اللحظة واستيعابها، ولن تستطيع إسرائيل رغم كل ما تقوله من توجيه ضربات تحت
عسكرية من التأثير على ذلك القرار عند صدوره.
وهي في الوقت ذاته لن تستطيع الذهاب إلى الخيار العسكري المفتوح إال بإذن من الواليات
أن تتحكم بالتبعات
المتحدة ودعمها، فهي أوًال ال تملك األدوات لذلك، وال تستطيع ثانيًا
العسكرية لما بعد ذلك.
فإيران استطاعت تقييد أيدي الجميع؛ فاالتفاق، إن حصل، سيكون هزيًال والضربة العسكرية
إن تمت ستكون محدودة بحكم عوامل ومخاوف عديدة وما على الواليات المتحدة والعالم
سوى االعتراف بالفشل فال هم اوقفوا البرنامج النووي االيراني وال منعوا إيران من التدخل
والتغلغل في المنطقة وال تمكنوا من إيقاف تطويرالصواريخ اإليرانية..
حتى الرهان على حقوق اإلنسان وإسقاط النظام منَي بالفشل الذريع، على هذا سيتلقف
العالم نتائج حصول إيران على القنبلة النووية بسباق هستيري على السالح النووي تقوده دول
المنطقة كافة، بعدها سيكون البحث عن االستقرار في المنطقة ضربًا من العبث.