الأنباط -
قصيدة بعنوان:
(وبدأتُ مِشوارِى اللعِين)
جزء من ديوانى الشعرى الجديد، سأرسله لكم على مراحل لكشفِ تفاصيلٍ جديدة عن تِلكَ الخيانة، والتمرد، والتآمر... بدأت فكرته مُنذُ عدة أيام مُترجماً، والآن بات يتابِعُه العالم كله، ويسألنِى عنه لِكشفِ المزِيد
للشاعرة الدكتورة/ نادية حلمى
الخبيرة فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ مساعد العلوم السياسية جامعة بنى سويف
واخِدعتاه... إنا وصلنا لِلنِهاية، أهِى النِهاية فِى مرارة بِغيرِ خِتمٍ لِلبداية لِتستقِيم؟ لا أظُنُ يا صدِيقِى، فالخونة عادُوا أربابَ قومٍ يأمُرُون... ولكِنِى أحلُمُ ذاتَ يومٍ بِأن أعُود، ولكِنِى تُهتُ فِى الشوارِع بِغيرِ طاقة أو سِكُون
ولقد بُهِتُ فِى خِفُوت، والمرارة ترتدُ صوبِى فِى إستِحالة بِأن أعُود، فنسِيتُ أمرِى وأنا أُطالِع من باع قومِى يُدعى البِطُولة، والكُلُ حولُه يُصفِقُون... أبناءُ قومِى نسُوا الحقِيقة واللهثُ خلفِى، والخونة حولِى يتأملُون
قد صارَ قومِى لا يفقُهون، يزدادُوا جهلاً على سِوءِ عِلمٍ بِغيرِ فِهمٍ لِلحقائِقِ أو دلِيل، أُشفِق عليهُم لا ألُومهُم، فباتُوا عِندِى معذُورِين... وأنا يا صدِيقِى قبِلتُ التحدِى لِتغييرِ قومِى وكشفُ الحقِيقة رُويداً رُويداً، فبدأتُ معهُم مِشوارِى اللعِين
والكُلُ سارِح فِى البِلاد يرتابُ أمرِى فِى يقِين، وأنا أُناشِدُ أى حاكِم بِأن يعُود، أشعُر مرارة فِى عُمقِ قلبِى، لِأن الحقِيقة غيرَ تِلكَ ما يكتُبُون... أضحك كثيراً بِعلُو حِسِى، لأن الثيابَ تُغطِى قوماً وهم جمِيعاً يكذِبُون
والكُلُ طامِع فِى أى شئ ولو يسِير، وأنا أميلُ نحو كفِى وأستدِير، أندثِرُ حُزناً على زمانِى والغدرُ ثائِر فِى كُلِ باب، إن القضية ضياعُ حقٍ ووفاءُ دِين... لا أنوِى شيئاً سِوى أن أُناظِر كُلَ من يدعى البِطُولة على غيرِ حق، وكأنها يالصفاقة تنهالُ مِنه مِنذُ الطِفُولةِ كالعجِين
والكُلُ عاد ولم يعُدْ، والكُلُ يلبسُ ثوب حرِير، وأنا لا شئُ لِى يا رفِيقِى سِوى الوِسادة، تنهارُ حُزناً عِندَ نومِى فِى إنكِسارٍ يرتفِعُ صوتُه، يأوى رنِين... لم يعُد عِندِى الكثِير لِكى أُضحِى، لا شئ باتَ عِندِى يستقِيم، باغتُ نفسِى بِالقلم لِكى أُدوِن، وبدأتُ مِشوارَاً ثمِين
تِلكَ المرارة يا صدِيقِى عن طِيبِ خاطِر وليس قهراً كما يدّعُون، تِلك المرارة صارت عِبادة أُمارِسُها وحدِى مِن سِنِين... أغلقتُ بابِى لِكى أنام، رفضُوا الرِضُوخَ لِمُبتغاى، والكُلُ يصرِع وأنا أُبارِى فِى الدِفاعِ وأستهِين
تلمع وِجُوه، تُتمتِم شفايِف، ينغلِقُ باباً يغتالُ حقاً، تطِيرُ رِيحاً، والكُلُ ضاحِك فِى تعثُر، وأنا أمُوجُ أزدانُ عقلاً يرتبِكُ حِين... فرتبتُ ورقِى يا صغِيرِى لِكى أُبارِى أربابَ قومِى مِمن خانُونا فِى إستِمالة، فأرتابُوا صوبِى فِى الركِين
والخونة صارُوا كالمِلُوكِ فِى البِلاد، يتمرغُون بِغيرِ حقٍ فِى التُرابِ، ومن حمُونا أنظُر إليهِم، أبكِى بِضعفٍ ينسابُ مِنه نغمٌ حزِين... والكُلُ هائِم على الوِجُوهِ بِغيرِ هدى، تركُونِى وحدِى معِى الحقِيقة فِى إناءٍ، قد شربُوا مِنه وينضحُون
إن المرارة ترتفِعُ حولِى فِى كُلِ بِيت، والخونة حولِى مِن كُلِ جانِب، نهفُو إليهِم لِكى نُسلِمُ عن طيبِ خاطِر، وِمنْ خلفِ ظهر يتآمرُون... والكُلُ يُنكِر وِجُودَ خائِن، والكُلُ يمسِك بِالحِجارة فِى ضنِين، من باعَ أرضاً لن يعُود، من باعَ وطناً عليهِ لعنة لِيومِ دِين
وأُطلِق شِهادة لِلتاريخِ ولِلعِرُوبة، وهى الشهادة بِغيرِ كِتم، أبناءُ قومِى رُغمّ الفجِيعة بِرمى سهم، لم يكونوا يوماً ظالِمِين... ولكِن بِقصدٍ صارُوا جمِيعاً مُثقّلِين، يتوهم كثِيراً بِأنهُم قد صارُوا معهُم جِنُوداً مُخلِصين
وإنقادُوا زمناً بغيرِ فِكرٍ لِمن أحبُوا الوطن حقاً إسماً مُجرد وليس فِعلاً، والكُلُ غفلَ عنِ الخِيانة، والكُلُ حتى من ذا حمُونا صارُوا جمِيعاً إلا سِواىّ مُنقادِين... أربابُ قومِى قد أرادُوا إبطالَ عقلِى، أو خيالِى لِأمرِ واقِع، والحقُ عِندِى نصرٌ مُبِين
والكُلُ صارَ يُدعى حُسناً بِغيرِ وهج، صارَ السلِيطُ لدىّ نُوراً يكشِف نواياكُم جميعاً، وما بدر مِنكُم مِن سُوءِ نِية أو مرارة لا تلِين... تسِيرُ طعناً يغتالُ عُمرِى مع السِنِين، أشكُر سلِيطاً أرانِى سُوءاً قد بدرَ مِنكُم، تجثُم بِصدِرى ونحُو أُذنِى فِى طنِين
وأتيتُ وحدِى لِكى أُعنِفكُمُ حقِيقة تزدانُ وهجاً، فلعلكُم تستفِيقُوا على الوجِيعة ذاتَ يومٍ مصدُومِين، والآن أصرُخ أنتُم صنعتُم أحجارَ خوفٍ لا جِنوداً مُخلِصين... والكُلُ يعوِى بِغيرِ وعىٍ وأنا أُنادِى، والوطنُ يغرُق، وأنا أحمِلُ سِرِى الدفِين
لِذا قد كتبتُ تِلك الرِسالة تعلُو بِبُطئٍ لا يصِيح، لِكى تفِيقُوا على مراحِل أو تستعِيدُوا ذاتاً قوِية لِإعطاءِ فُرصة باتت مُهِمة لِلإفاقة لِكُلِ الغافلِين... ستصحُون يوماً على تفاصِيلِ أُخرى باتت مُهِمة فِى عِناية، لِأُرِيكَ كيفَ أخذتَ قلبِى كى تجودُ بِه لِثانٍ بِغيرِ فِكرٍ رزِين
تمتصُ حقِى لِتُهدِيه آخر، تغتصِبُ وجدِى كشئ مُهِين، تُعطِينِى خُبزاً أو فُتاتاً كى أستقِيم، والقلبُ صارَ فِى مرارة بِغيرِ وضحٍ أو كِفاية أو مُعِين... قد غارَ خصمُكَ يا لعِين، أهى العِرُوبة ترتدُ سهماً فِى الإجادة تستجِير؟، فآويتُ حالاً لِكى أُشاهِد تفاصِيلَ أُخرى مِن الخِيانة أنقِلُها إليكُم فِى رزِين
وجعلتُ همِى طُوالَ وقتِى فِى كشفِ أمرِى وأُمورُ أُخرى لا يسِيرة، أُريدُ إعتِياداً على نُطقِ الحقِيقة بِغيرِ لفٍ أو إتِهامٍ بِهِ تُدِين... والقلمُ صارَ هُو معركتِى الطوِيلة، وأنا كحالِى أزدانُ وهجاً مع الحِرُوبِ بِلا أى شكوى قد تُهِين
والرأىُ عِندِى لِكشفِ همِى، أو وضعُ شرطاً لِلعفُو عنكُم يا مُخلِصِين، وجلستُ وحدِى مع القلم أو وريقاتِ أُخرى أعلُو بِحسِى كى تنطِقُون... وتِلك الرِسالة أُتركُها رِيحاً تذهب إليكُم بِصوت حزِين، لا شئ أملُك سِوى الفصاحةِ فِى اللِسانِ قولاً وعملاً، لا وقت عِندِى لِكى أُرِيكُم بِضعِ الحقائِق، فيرتاحُ مِنكُم كُلَ ظالِم، لعله يهدأ حولاً ثُمّ يستكِين
وقبل أختُم، قصدتُ أمرِى مع تبييتِ نِية تزدادُ فصحاً لِلنيلِ مِنكُم لا كمِنِى، كى تُناظِرُكُم عِيُونِى على خديعتُكُم جميعاً بِنياطِ سوط المُعتدِين... تلك الخيانة صارت وبالاً تزدادُ قُبحاً فِى كُلِ جِيلٍ، ترتدُ طعناً فِى إرتِياد مع السِنِين
لِأُطلِق صُراخِى فِى تأهُب ومعِى الدلِيل، تفرغتُم لِقتلِى رُغمّ أنِى أُهدِيكُم ضمِيراً يزدانُ شُعلة لا تستمِيل، وأقِفُ وحدِى لِكى أثُور، أُناشِدُكُم محبة تجتاحُ بِى قِلعاً حصِين... والغدُ عائِد بِغيرِ مِنكُم، لأن الوطن يعنِى التحدِى لا الفِرارِ لُكلِ المُدّعِين، والغدُ أفضل لِمن سِواكُم مِن عاقِلين