بقلم السفير الصيني تشن تشوان دونغ
أجازت الدورة الكاملة السادسة للجنة المركزية التاسعة عشرة للحزب الشيوعي الصيني خلال الفترة ما بين 8 و11 نوفمبر2021 "قرار اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني حول المنجزات المهمة والتجارب التاريخية فيكفاح الحزب الممتد لمائة عام"، واستعرض "القرار" المنجزات التاريخية التي حققها الحزب الشيوعي الصيني منذ تأسيسه، ولخص المغزى التاريخي لكفاح الحزب الشيوعي الصيني الممتد لمائة عام من خمسة جوانب: مستقبل ومصير الشعب، واختيار الطريق لنهضة الأمة، والابتكار النظري، والتأثير العالمي، والثورة الذاتية.
لماذا ينجح الحزب الشيوعي الصيني؟ إن الجواب هو "التمسك في عشرة مجالات" الواردة في "القرار".
التمسك بقيادة الحزب الشيوعي الصيني. ويعود أهم السبب الأكثر أهمية وراء تمكن الشعب الصيني والأمة الصينية من تغيير مصيرهما في التاريخ بعد العصر الحديث وتحقيق الإنجازات العظيمة القائمة إلى القيادة القوية للحزب الشيوعي الصيني. هذا هو اختيار التاريخ والشعب.
التمسك بوضع الشعب فوق كل شيء. وليس للحزب مصالح خاصة سوى المصالح الأساسية للغالبية الساحقة من الشعب الصيني ولا يمثل الحزب بتاتا مصالح لأي مجموعة مصلحة أو أي جماعة نفوذ أو أي فئة امتيازية.
التمسك بالابتكار النظري. يلتزم الحزب الشيوعي الصيني بالدمج بين المبادئ الأساسية للماركسية والأحوال الواقعية الصينية والثقافة التقليدية الصينية الممتازة، ويجرؤ على دفع الابتكار في النظريات ويبرع في توجيه الممارسات الجديدة مسترشدا بالنظريات الجديدة.
التمسك بالاستقلال. يثابر الحزب الشيوعي الصيني على شق طريقه للتقدم إلى الأمام بصورة مستقلة، ويتمسك بأن شؤون الصين لا بد أن يقررها ويديرها الشعب الصيني.
التمسك بسلك طريق الصين. ظل الحزب الشيوعي الصيني انطلاقا من ظروف الصين، ويستكشف ويشق طريقا سديدا متناسبا مع واقع الصين، ويسلك طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية بثبات لا يتزعزع، ويثابر على تطوير الديمقراطية الشعبية بعملياتها الكاملة.
التمسك بوضع العالم ككل في اعتبارنا. لم يسعَ الحزب الشيوعي الصيني وراء تحقيق سعادة الشعب الصيني والنهضة العظيمة للأمة الصينية فحسب، بل إلى تقدم البشرية والتناغم العالمي أيضا. وتثابر الصين على الانفتاح لا الانغلاق، وتتمسك بالمنفعة المتبادلة والكسب المشترك وترفض لعبة المحصلة الصفرية، وتعمل بلا تحيز ويدعم العدالة، ويقف إلى جانب اختيار التاريخ وتقدم البشرية، وتتمسك بطريق التنمية السلمية، ولا تعتمد على الآخرين أو تسلبهم، ولن تسعى أبدا للهيمنة.
التمسك بشق طريق للابتكار. قاد الحزب الشيوعي الصيني الشعب في دفع الابتكار في النظريات والممارسات والنظم والثقافات وغيرها من المجالات، حيث شق طريقا لم يشقه الأسلاف.
التمسك بالجرأة على النضال. وتأسس الحزب الشيوعي الصيني في ظل الاضطرابات الداخلية والعدوان الخارج، ونما خلال مجابهة الكثير من المتاعب والمحن، وتقوى تماشيا مع التغلب على المشقات والصعوبات، وظل الحزب لا يخشى ولا يتراجع أبدا في مواجهة الصعوبات والمعوقات، ويتمكن من التغلب على جميع المخاطر والتحديات الممكن توقعها والصعب توقعها.
التمسك بالجبهة المتحدة. ظل الحزب الشيوعي الصيني يتمسك بالاتحاد مع كافة القوى التي يمكن الاتحاد معها ويعبئ كل العوامل الإيجابية التي يمكن تعبئتها، بغية حشد قوى الكفاح المشترك إلى أقصى حد.
التمسك بالثورة الذاتية. ظل الحزب الشيوعي الصيني يتمسك بالحقيقة ويصحح الأخطاء، ويجرؤ على مواجهة المشاكل مباشرة وممارسة الثورة الذاتية، ويعمل بلا انقطاع على إبادة كل الفيروسات التي تُصيب جسمه السليم.
التجارب التاريخية العشر المذكورة أعلاه ليست فقط ملخصًا عميقا للنجاح السابق للحزب الشيوعي الصيني، وإنما هي أيضًا دليل مرشد للنجاح المستمر في المستقبل.
في الوقت الراهن، ينطلق الشعب الصيني في مسيرة جديدة من بناء الدولة الاشتراكية الحديثة على نحو شامل، ويواجه فرصًا وتحديات غير مسبوقة، ويحتاج إلى نواة قيادية قوية وإرشاد نظري قوي. يتحلى أحدث "القرار" للحزب بإقرار مكانة الرفيق شي جين بينغ باعتباره نواةً للجنة الحزب المركزية وللحزب كله، ومكانة أفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد بوصفها مرشدة. يجلى اتجاه التنمية المستقبلية للصين، ويصمد عزمها، ويثبت خطواتها.
رغم تختلف الصين والأردن في الأنظمة السياسية والتاريخ والحضارات، لكن كلاهما يواجه مهمة مشتركة للحفاظ على الأمن والاستقرار، وتطوير الاقتصاد، وتحسين معيشة الشعب.يصادف هذا العام أيضا الذكرى المئوية لتأسيس دولة الأردن، وتحت قيادة ملوك الأسرة الهاشمية المتعاقبين، حقق الشعب الأردني استقلاله الوطني، وتغلب على الصعوبات والتحديات واحدة بعد أخرى في عملية التنمية، وأنجز منجزات عظيمة من خلال كفاحه الممتد لمائة عام. في الوقت الراهن، يبذل الشعب الأردني بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين جهدا كبيرا لتعزيز الإصلاح في مجال السياسة والاقتصاد، ويقطع على المزيد من التطورات والتقدم في المسيرة المئوية الثانية. إن الصين على استعداد لتعميق التعاون في مختلف المجالات مع الأردن، وتعزيز التبادلات في مجال الحكم والإدارة، ودفع الشراكة الاستراتيجية بين الصين والأردن إلى الأمام، بما يعود بالخير على البلدين والشعبين بشكل أفضل.