الأنباط -
الأكاديمي مروان سوداح
"إبراهيم"، صديق مِصري قديم وحَمِيم ومُخلِص، وأمْثَاله قِلَّهٌ في هذا العَالَم الذي يَعج بالمُتناقِضَات، والانتهَازيَّة، والأنانيَّة والمصالح الضَّيقَة. "إبراهيم"، زارني في بيتي قبل فترة قصيرة فور وصوله إلى الأردن. طرحت عليه أسئلة متلاحقة بشأن الواقع المِصري في عددٍ من المَناحي، بخاصةٍ تلك التي تتصل بالأوضاع الاقتصادية والعامة للشعب المِصري الشقيق.
صديقي المِصري تحدث إلي عن "النجاحات اليوميَّة" الواقعية التي تشهدها مِصر وشعبها، وأسهب في شرحٍ مُستفيض مرفقًا بحقائق كثيرة مذهلة عَرَضَها علي، وهي تحتاج إلى كتاب بمئات الصفحات لسردها، ولَعَل أبرزها هو إيلاء الرئيس عبد الفتاح السيسي الشباب أهمية خاصة كونهم دعائم المجتمع، إذ أنَّه يرى فيهم المُحرّك الفاعل في بناء الشخصية المِصرية كي تواصل ازدهارها بما يليق ومتطلبات العصر، ولتحقيق المستقبل الزاهر لمِصر الحديثة، ذلك أن بناء الإنسان، كما يرى الرئيس بعينه الثاقبة، هو عملية مجتمعية وليست حكومية. فوز مِصر بنهضة صاروخية في عهده لم يَسبق له مثيل، وأمَّا اهتمام الرئيس بالطبقات والفئات الأكثر فقرًا وحاجة للمساعدة فهو واجب يومي تفعيلي وعمله الدؤوب وشغله الشاغل لتوفير الأعمال والأشغال لهم، ويتساوق مع التحسين الجذري لمستويات الزراعة والصناعة لعشرات ملايين المِصريين. وبموازاة ذلك زَرَعَ مفهوم التعاون والتضامن الشعبي واقعًا عيانيًا، بعيدًا عن الأقوال لصالح الأفعَال المُنتِجة والتي بدأها منذ اليوم الأول لرئاسته، بانفتاحية رأس الدولة والحكومة على الشعب وشؤونه وشجونه وقضاياه التي تم حل العُقد العديدة فيها والتي ورثتها الحكومة الحالية، ولجهة تعزيز قوة وبأس الجيش المِصري، وإمداده بأفضل وأرقى الأسلحة وأكثرها فعالية، وسيطرته التامة على سيناء والمَعَابر والشريط الحدودي فيها، وقصمه ظهر الإرهابيين، واجتثاث النوازع الطائفية التخريبية لدى بعض الذين باعوا أرواحهم للشيطان، وفي مقابل ذلك استكمال الجهود لصالح تسييد مفهوم الوَحدة الوطنية الشاملة والتضامن الأخوي بين أبناء الأُمة الواحدة، واهتمام الرئيس بجعل الاقتصاد المَصدر الذي يُطعم الشعب ويخدمه بالتساوي، وأخذ الدولة بالاعتبار حالة شرائح المواطنين المختلفة لجهة تحويل الأقل حظًا منها، إلى عاملة في قطاعاتها التي تتقنها حاليًا، ولتعتاش منها بكرامة. والأمثلة التي ساقها زميلي المِصري في حديثه الطويل كانت متلاحقة، أكدت على على أن تفوّق مِصر إنما تساوي مكاسب الدول العُظمى بغزو الفضاء وتحويله لخدمة ناسها فِعلًا لا قولًا.
الإسهاب المُفعم بالوطنية ومحبة الوطن الذي تحدث به صديقي المِصري، دفع بي إلى مزيدٍ من المتابعة للتفوّق المًتَحَقِّق في الشقيقة الكُبرى مِصر في عَهد العمل والإنتاج الذي دشنه الرئيس عبدالفتاح السيسي، والذي يزيد أفقيًا وعموديًا الظفر بتحقيق المنجزات الجديدة من خلال النقلات المتواصلة لخططٍ مدروسة تُطبَّق على مدار فترات زمنية، لتخليق مشاريع مُبتكرة، تأخذ بعين الاعتبار الأوضاع المحلية، والقدرات المُتاحة، وطبيعة الأيدي العاملة والخبيرة والمتخصصين، ومكانتهم العَلميَّة والفِعليَّة في عملية التقدم المتواصل، وغيرها جُملة من العوامل التي تم دراستها لتسريع قفزات النمو الأوسع، والارتقاء الحضاري للفوز بخدمةً مجموع الشعب ورضاه.
الأداء المِصري والتقدم الملموس يوميًا للمواطن العادي وأمن المُنجز، جذب انتباه الاستثمارات الأجنبية لأرض الكِنانة والحضارات، وها هي الروافع المالية المُستقدَمة من الخارج للداخل المِصري تنشط بطبيقاتها في مختلف أصقاع البلاد، فغدت مِصر الدولة التي تؤمِن بالمفهوم الكامل للدولة، ضابطة للإيقاعِ السياسي مِن حَولِها، وناجحة في تعاملها مع ملفات الأمن القومي، فصارت كما يُسمِّيها اليوم المتخصصون والخبراء، "دولة الدور المِحْوَريّ" التي نجحت في احتواء التحديات والعقبات، وذَلَّلَتْهَاَ لتصب في التفعيلات اليومية المَلموسة للدولة الوطنية.
نتمنى لمِصر الحبيبة رئيسًا وحكومةً وشعبًا تلاحق وتائر النمو والتطور المادي والفكري والتألق الموصول، لِتَبْقَ شَعَاعًا يُنير دَرب الأمة لمزيدٍ من تحقيق الأهداف العربيَّة الجَمعية لصالحِ عُموم العرب والإنسانية كافَّة.