المعكرونة البني.. هل تساعد حقًا على فقدان الوزن؟ السجن لشاب كوري تعمّد زيادة وزنه ليتهرب من الخدمة العسكرية! الكاكاو.. مشروب للتعافي من آثار التوتر لماذا يكون الاستيقاظ مريحاً من دون منبّه ؟ ارتفاع مؤشرات الأسهم الأميركية شكل التهدئة القادمة، هل استثنيت مصالح الأردن؟ نحن وغزة.. هل يغفر الله لنا؟ لبنان.. هل اقترب الحل النهائي؟ التدريب المهني.. حل فعال لمكافحة البطالة وتعزيز الاقتصاد أكبر 10 دول … منتجة لـ الغاز الطبيعي في العالم "الأرصاد الجوية" تحذر من الصقيع “الكابينت” الإسرائيلي يصادق على وقف إطلاق نار في لبنان التربية: امتحان الثانوية العامة لجيل 2008 إلكترونيا كيف سيواجه الأردن مشروع ترمب؟ عودة 1552 لاجئا فلسطينيا من لبنان إلى سورية رئيس بلدية الكرك المعايطة يكتب عن الوطن والعشيرة وبيانها العاجل جمهورية مصر تكرم عصام المساعيد رئيس فرسان التغيير على هامش قمة الاستثمار العربي الأفريقي والتعاون الدولي. الوحدات يؤمن التأهل للدور الثاني بعد تعادل صعب مع سباهان الملك يوجه رسالة إلى رئيس لجنة الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني انطلاق الدورة الخامسة لمهرجان الأردن للإعلام العربي تحت شعار "نصرة فلسطين"

تداعيات الهجوم ألأمريكي وقتل سليماني والمهندس ورفاقهما

تداعيات الهجوم ألأمريكي وقتل سليماني والمهندس ورفاقهما
الأنباط -

اللواء المتقاعد مروان العمد

في صبيحة يوم الجمعة الماضي الموافق الثالث من كانون الثاني عام ٢٠٢٠ قامت طائرات مسيرة عن بعد باستهداف سيارتين مدنيتين كانتا قد خرجتا من مطار بغداد فدمرتاهما تدميراً كاملا وتم قتل جميع من فيهما ، ليظهر فيما بعد ان من بين ركاب السيارتين كلٍ من قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني وأبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي بالإضافة إلى عدد من القياديين والمرافقين لكليهما من الجنسية الإيرانية والعراقية . وليتبين ان سليماني ومرافقيه الإيرانيين كانوا قادمين من دمشق ، وان ابو مهدي ومرافقيه على الأغلب كانوا في استقبالهم في مطار بغداد . وان الطائرات المسيرة عن بعد إنطلقت من إحدى القواعد الاميركية بالمنطقة بأوامر من الرئيس ترامب شخصياً وبهدف تدمير السيارتين وقتل كل من فيهما .

وأنا لن أقول انني حزين على مقتل الجنرال قاسم سليماني والذي يعتبر اشهر العسكريين الإيرانيين قاطبة ، حيث انه شارك في الحرب الإيرانية العراقية في الفترة من عام ١٩٨٠ وحتى عام ١٩٨٨ . ثم وفي عام ١٩٩٨ عين قائداً لفيلق القدس والذي هو فرقة عسكرية تابعة للحرس الثوري الإيراني والذي وان حمل اسم القدس فقد كانت نشاطاته تتعلق بالنشاط السياسي والعسكري الإيراني خارج إيران بشكل عام . ولقد كان له نشاطات في العديد من الصراعات في بلدان العالم وخاصة في منطقة الشرق الأوسط وفي كل من العراق وسورية ولبنان بحيث اصبح هو شخصياً من يدير المعارك في هذه البلدان الثلاثة ولدعم الحكومة العراقية ونظام بشار الأسد في سورية ، ولدعم حزب الله في لبنان أقوى أذرع إيران الخارجية . هذا الفيلق الذي شارك في ازهاق ارواح مئات الألوف من المواطنين في هذه الدول في سبيل تحقيق أهداف إيران ومطامعها ، بالإضافة ألى تدخله بالكثير من النزاعات في دول المنطقة الأخرى وبكل مكان الا المكان المقدس الذي يحمل اسمه الا وهو القدس.

كما انني لن أقول انني حزين على مقتل ابو مهدي المهندس والذي اسمه الحقيقي جمال جعفر محمد علي آل ابراهيم ، (كما ان له اسماً آخر في إيران وهو جمال إبراهيمي ) والمولود في البصرة لأب عراقي وأم إيرانية والذي درس في العراق ألى ان تخرج من الجامعة التكنولوجية قسم الهندسة عام ١٩٧٧ . وقد مارس العمل السياسي منذ صغره حيث انضم إلى حزب الدعوة الإسلامية اثناء دراسته الثانوية . وفي عام ١٩٨٠ وبعد ان استلم صدام حسين الحكم غادر العراق إلى إيران حيث أقام هناك وتزوج من فتاة إيرانية . وفي عام ١٩٨٥ اصبح عضواً في المجلس الأعلى الإسلامي العراقي بالإضافة لعلاقته العسكرية في فيلق بدر الشيعي ومارس العمل العسكري من خلاله ثم اصبح قائداً له . وقد تشكل هذا الفيلق بناء على فتوى للإمام الخميني ويضم في عضويته عناصر من الجيش العراقي الفارين إلى إيران بالإضافة لأعضاء من الأحزاب الشيعية العراقية الذين غادروا العراق الى إيران والإيرانيين الذين كانوا يقيمون في العراق قبل اندلاع الحرب وعادوا إلى إيران بعد اندلاعها ومن فيلق التوابين وهم من الأسرى العراقيين الذين وقعوا في أيدي القوات الإيرانية والذين اجريت لهم عمليات غسيل دماغ إلى ان غيروا ولائهم وانضموا لفيلق بدر والذي شارك إلى جانب إيران في حربها على العراق . . وأثناء قيادته لهذا الفيلق قام بأستهداف سفارتي الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا في الكويت في عام ١٩٨٤وفي محاولة لاختطاف احدى طائرات الخطوط الجوية الكويتية في نفس العام وفي محاولة لاغتيال امير الكويت عام ١٩٨٥. وهو صادراً بحقه حكماً بالإعدام من قبل المحاكم الكويتية . وقد بقي قائداً لفيلق بدر حتى أواخر القرن الماضي . وبعد أسقاط نظام صدام حسين من قبل القوات الاميركية بالتعاون مع بعض تنظيمات المعارضة العراقية التي كانت تتواجد في إيران والولايات المتحدة الأمريكية عام ٢٠٠٣ عاد للعراق ولعب دوراً في العملية السياسية والعسكرية فيه . حيث قام بتشكيل الأئتلاف العراقي الموحد والأئتلاف الوطني العراقي ثم التحالف الوطني . وعند تشكيل الحشد الشعبي العراقي بناءً على فتوى الجهاد الكفائي التي اطلقتها المرجعية الدينية في النجف الأشرف عام ٢٠١٤ وذلك بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على مساحات واسعة من شمالي العراق وبحجة محاربة هذا التنظيم ، واصبح المذكور نائباً لرئيس هيئة هذا الحشد والذي ارتكب مجازر بحق السنة العراقيين اكثر مما ارتكبته داعش وبحجة محاربتها.

هذا وقد ربطت علاقة قوية ما بين سليماني والمهندس طوال هذه السنين . وعندما اصبح سليماني هو الحاكم الفعلي للعراق ويشرف على إدارة الأمور العسكرية في العراق وسورية كان المهندس يعتبر مساعداً له والى ان لقيا مصرعهما معاً على نحو ما ذكرت سابقاً .

كما انني لن أقول إني حزين على من قتل معهما في ذلك الانفجار سواء من الضباط الإيرانيين أو من قادة الحشد الشعبي العراقي وعناصره . ولكني لست سعيدًا بأن تصل الأحوال بدولنا العربية لتصبح ميداناً منتهكاً لك من هب ودب وسمائه وأرضه مفتوحة مخترقة لتصفية الحسابات وتنفيذ الأجندات لكل طامع وناهب

وان ما يهمني ان اعرف لماذا تمت هذه العملية في هذا الوقت ؟ ولماذا تمت في العراق وما المقصود بها ولماذا استهدفت قاسم سليماني على وجه الخصوص ؟ ومن المستفيد من التخلص منه ومن الذي كان يفضل بقائه ؟ وماذا سيترتب على هذه العملية وما هي انعكاساتها على دول المنطقة وخاصة إيران العراق وسورية ولبنان ودول الخليج العربي بالإضافة للولايات المتحدة الاميركية ؟ ولماذا نعت حركة حماس قاسم سليماني ووصفته بالشهيد وشارك وفد رفيع المستوى يمثلها في تشيعه بالإضافة إلى وفد أخر ويمثل حركة الجهاد الإسلامي ؟

ثم ما هي توقعات المستقبل لدول المنطقة وهل هي متجهة لحرب دولية أو إقليمية أو مجرد مناوشات هنا أو هناك تنتهي بصورة مفاجئة كما بدأت ؟ وهذا ما سوف احاول ان أكتب عنه في في بقية مقالي .

 


© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير