وفيات الجمعة 10-1-2025 حالة من عدم الاستقرار الجوي تؤثر على المملكة اليوم شرب القهوة صباحا هو الأكثر فائدة 3 أحداث عربية "مزلزلة" هي الأبرز عالميًا عام 2024 الجلوس لفترات طويلة .. ما الذي يفعله بجهازك الهضمي؟ الذكاء الاصطناعي يزيح البشر في 41% من الوظائف! صحيفة عبرية: مقترح إسرائيلي لعقد مؤتمر دولي لتقسيم سوريا مجددا..بابا الفاتيكان بانتقاد لاذع لإسرائيل.. الوضع في غزة "خطير ومخز" النواب الأمريكي يفرض عقوبات على مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية الإمارات تتسلم من لبنان نجل الداعية القرضاوي حالة عدم استقرار جوي وأجواء باردة تؤثر على المملكة بايدن: جوزاف عون الزعيم المناسب للبنان رئيسة المفوضية الأوروبية ترى في انتخاب عون لحظة أمل للبنان المنتدى الاقتصادي العالمي: 78 مليون فرصة عمل جديدة بحلول عام 2030 1600 طالب وطالبة من الجامعات شاركوا في مبادرات مع بلدية إربد النفط يصعد 1 بالمئة مع ارتفاع الطلب على الوقود بسبب الطقس البارد انخفاض الأسهم الأوروبية متأثرة بارتفاع العائد على السندات رئيس بلدية بني عبيد: إيلاء الخصوصية أولوية عند إنشاء المدينة المائية الاوتشا: استعادة إمدادات المياه والكهرباء تشكل تحديا في سوريا الأمم المتحدة: أزمة المجاعة في غزة تتفاقم وإسرائيل ترفض إدخال المساعدات

نشامى مواقع التواصل الاجتماعي

  نشامى مواقع التواصل الاجتماعي
الأنباط -

 حسين الجغبير

يعكس الأردنيون أصالتهم باستمرار، فرغم ضيق الحال وصعوبة الحياة يواصلون إثبات أن من أطلق عليهم لقب "نشامى" لم يكن عبثياً، فهاهم يطلقون مبادرة مجتمعية وإنسانية عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي تحمل اسم "فزعة مسامح".

المبادرة تقوم على فكرة دعم المدينين المتعثرين، حيث تسابق الأردنيون للتفاعل معها عبر إعلان مسامحتهم والتنازل على مبالغ مالية مستحقة لهم في ذمة أشخاص غير قادرين على السداد، فعمد هؤلاء إلى تمزيق كمبيالات مالية باسم آخرين، فيما ذهب البعض إلى سحب دعاوى قضائية كانوا قد رفعوها بحق آخرين.

الفكرة سرت في دماء الأردنيين سريعاً، والتفاعل معها لم يكن محدوداً، حيث عكست معدن هذا الشعب الذي يعاني الأمرّين جراء وضع مادي متدني وحالة إقتصادية صعبة جداً تحول بينهم وبين حياة كريمة وعيش هانىء، إلا أنّه ورغم كل ذلك تناقلوا المبادرة ونشروها على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي لدعوة كل من يملك القدرة على التسامح والتنازل إلى الشروع بذلك رحمة بأشخاص لم يعودوا قادرين على الإيفاء بالتزاماتهم المالية وديونهم وأصبحوا مطاردين من القضاء جراء دعاوى رفعت بحقهم.

لماذا الأردن يصمد ويصمد في وجه أقوى العواصف؟، ففي الوقت التي شهدت دولاً عربيةً أزمات عديدة عصفت بها وما تزال تدفع ثمنها، يعكس عمان عنواناً حقيقياً للاستقرار والأمن والهدوء رغم أن ما يطلبه الأشقاء العرب نطلبه من إصلاحات سياسية واقتصادية، لكن الفرق الجوهري بين الأردن وعدد من الدول يكمن في الشعوب التي في لحظة من اللحظات تدرك أن هذه المطالب مهما كانت أهميتها إلا أنها لا تعني شيئاً أمام المصحلة العليا للوطن، ولأن أبناء هذه الأمة يملكون أدبيات الشعور بالمسؤولية الكثير الكثير، لذا تجدهم إلى جوار بعضهم ، وإلى جوار الوطن في لحظاته الحاسمة.

هذا الشعب الذي لا يتوانى عن مساعدة الآخرين حري به أن يرفع على الأكتاف، وعلى الحكومة أن ترى فيهم حدثاً مهماً، فلن تجد ناصراً لها سوى المواطنين وذلك لن يكون إلّا إذا جهدت لخدمته بصدقٍ وأمانة، وكان هو أساس حرصها من أجل تحقيق راحته الاجتماعية والاقتصادية، فعندما يدرك المواطن ذلك فهو خير معين، وقادر على تحمل كل الصعوبات لأنّ قصته الأبرز هي الوطن.

المثال الذي ضربه الأردنيون على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، رغم سلبية بعض المشككين الذين تسابقوا للطعن بهذه المبادرة، يجب أن يشكل حالة من التلاحم الأردني في قضايا أخرى، فهذا السلوك هو ما نحتاجه أن ينتشر على هذه المواقع التي استخدمها البعض للأسف من أجل التشكيك واغتيال شخصيات وبالقدح والذم، وبث السلبية، ونقل المعلومات غير الدقيقة التي من شأنها التأثير على كل جوانب الحياة.

هكذا هم الاردنيين، وهكذا نريد من هذه المنصات الافتراضية، أن نستخدمها في الصالح العام، لتكون كنهر عذب يسقي ما حوله من أشجار ليزداد اخضراراً ويوفر ثماراً أكثر. هؤلاء أبناء هذا الشعب الذي نعشق ونحب، يداً واحدة وقلباً ينبض بذات الوقت.

الزميل جهاد أبو بيدر أطلق هذه المبادرة كشمعة لا بد وأن تنير عقولنا وتفتح افاقاً جديدة لمبادرات مماثلة.

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير