الأنباط -الفنون تعمق المشترك الانساني وتعزز قبول الاخر
و قبول الاخر جزء مهم للمواطنة
والادب الصوفي من اكبر نموذج لحوار الاخر واحترامه وتبادل التأثير معه
أكدت الكاتبة سارةالسهيل ان السنن الكونية التي خلها الله قائمة علي الاختلاف، وأن الانسان مهيئ بفطرته للتعايش والتكيف مع كل ما مختلف، ومن ثم يصبح قبول الاخر امرا سهلا ولينا بل وقد يحقق لنا السعادة.
وقالت " السهيل خلال كلمتها في لقاء " منتدي الرواد الكبار المعنون ب " دور الفن في قبول الاخر " الذي أدارته، أدارته المستشارة القاصة سحر ملص، وشارك فيه الفنان رسمي الجراح، وهيفاء البشير، إن الثقافة كمركب معرفي شامل للأداب والفنون والاخلاق تلعب دورا رئيسيا في قبول الاخر من خلال ما تقوم به هذه الاداب والفنون من تهذيب للسلوك الانساني وتعميق المشترك الانساني وما تحققه من سمو روحي يعلو فوق شبهات الماديات وشبهات التمييز العنصري او الثقافي.
ورأت السهيل ان الفنون والآداب تسهمان في التقريب بين الشعوب والحضارات بما تنقله من تجارب انسانية وفكرية مبدعة جديدة قادرة على تجديد الافكار وتطويرها بما يناسب معطيات الزمن، وخلال ادائها هذا الدور، فأنها تنقل للعقل البشري حقيقة، ان هذا العقل ناقص بطبعة ومن ثم فانه لا يملك الحقيقة كلها، وان علاج هذا النقص يتم بالانفتاح على عقل الاخر ليكمل نقصه ويكمل معرفة الحقيقية وبقدر ما نحتاج الاخر ليكمل نقص معرفتنا البشرية، فاننا بالضرورة لا يمكننا ان نحتقر الاخر او نكرهه او نقصيه لاننا نحتاجه ليكمل معنا مسيرة المعرفة ورحلة الحياة.
ولفتت" السهيل " الي ان المعزوفة الروائية للكاتب الكويتي سعود السنعوسي " ساق البامبو " التي حصدت جائزة بوكر العربية عام 2013، تعد أنموذج صارخا علي سطوة المفاهيم الاجتماعية والثقافية المتحجرة علي قيم قبول الاخر بل واقصائه وتهميشه ونبذه داخل جذره ووطنه .
واضافت " السهيل " أن التصوف الاسلامي قدم أدبا انسانيا رفيعا يحمل في طياته قيم قبول الاخر والحوار والتكامل معه علي ارضية من الحب ، فالمتصوفة مثل جلال الدين الرومي نبذوا الانغلاق وانفتحوا علي المختلفين معهم بمنهج الحب والتسامح، وتبادلوا التأثير والتأثر، وهو ما نجده في استشهادهم بنصوص مأخوذة من الكتب السماوية كالتوراة والإنجيل.
وشددت " السهيل " علي ان طريق الحب والحوار وقبول الاخر هو مفتاح لكل داء وزرعه في ثقافتنا اليومية عبر الاعمال الفنية والادبية ضرورة للنجاه من التعصب الاعمي وامراض الطبقية والفاشية الدينية والاجتماعية التي قلبت حياتنا جحيما ، وأحالت ارضنا وسماءنا الي ساحات للاقتتال والحروب ـ وبدلا من تروي الارض بالماء لتنبت زهرا ، رورتت بدماء الشهداء والابرياء فأنبتت صبارا .
واختتمت " السهيل " كلمتها بالتأكيد علي ان الدين ليس حكرا علي شعب دون غيره، وكذلك الفنون والآداب الفنون والعلوم ليست حكرا علي شعب دون غيره، والحقيقة الكاملة لا يمتلكها احد د او جماعةدون غيرها، وانما هي قطرات من ماء المطر تشكل مع زخاتها وبمرور الوقت انهارا من المعرفة والتكامل والحكمة والابداع، ويجري النهر لمسافات بعيدة وقد يشكل جداولا ومصابات جديدة يكتشفها ويفيد منها، من يتعاون مع الاخر للعيش في سلام مشترك .
من جانبها دعت هيفاء البشير الى التمسك بطوق النجاة من خلال الفن الذي يقرب ما بين البشر ويهذب النفوس في مواجهة مظاعر التعصب للذات وتهميش الاخر .
وبدوره رأى الفنان رسمي الجراح ،أن قبول الآخر قضية معقدة ولها ما لها من ظروفها وتعقيداتها وليست بالعملية السهلة، متسائلا لماذا قبلنا الثقافة والفنون الغربية؟ بينما لم يأخذوا شيئا من ثقافتنا، مشيرا إلى انه في مجال الرسم تحديدا تقبلنا افكارهم وتقنياتهم وذهبنا نرسم على قواعدهم الفنية وننتمي لمدارسهم الفنية من الكلاسيكية وحتى ما بعد الحداثه.
واوضح ان المقصود بالآخر، هم الغرب الذين قدموا مدارس فنية كانت تعتمد على العمق، في حين قمنا بتدوير تلك الاساليب فيما كان الغرب قد هجرها في الخمسينيات من القرن الماضي، لذلك بقينا مكاننا ولم نتقدم خطوة للامام.
وقالت سارة طالب السهيل
ان الثقافة هي واحدة من أبرز الرسائل والوسائل لإعادة تغيير صورة العرب والمسلمين النمطية وما يلصق به من أعمال عنف وإرهاب.و دعت لإنشاء قنوات فضائية و قنوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي لايصال الصوت العربي للغرب بشكله الصحيح الغير مشوه و نشر الثقافة العربية .
و أكدت سارة السهيل ان قبول الآخر هو جزء كبير من المواطنة و الحفاظ على امن الوطن و سلامته من كل مندس او عميل وخاصة من المؤامرات الخارجية التي أطاحت بأمن و استقرار بعض البلدان العربية فقبول الاخر هو اتحاد الشعوب لمواجهة اَي خطر
وقالت السهيل احد مشاكل الخوف من الاخرين وعدم تقبل الاخر هو التكفير بسبب الدين او الطائفة و ايضا الاسلاموفوبيا و ايضا الخوف من المرضى و خاصة الأمراض المعدية التي نجد انها منبوذة وغير مقبولة في مجتمعاتنا
وقالت السهيل انها تعلمت ايضا مما
قاله المسيح لتلاميذه من حوالي ألفي عام "سمعتم أنه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك. وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعدائكم. باركوا لاعنيكم.
أحسنوا إلى مبغضيكم. وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم
و أكدت سارة السهيل على ضرورة دمج الفن و الأدب في المجال الأكاديمي ونوهت عن التجارب الغربية في مجال العلاج بالموسيقى و العلاج بالرسم
حيث قالت العين هيفاء البشير انه فعليًا تستخدم هذه الطريقة في احد المراكز التي تعتني بها في الاردن