إن صحة الشعر وكثافته وحيويته هي من السمات الجمالية التي تسعى الكثيرات من النساء إلى الحصول عليها، ولكن للأسف فإن الشعر يمكن أن يواجه العديد من المشاكل في النمو والكثافة وفي الصحة واللمعان، ومن أبرز هذه المشاكل نذكر رقة الشعر أو الشعر الخفيف. فما هي الأسباب التي تؤدي إلى هذه الحالة وهل يمكن أن تكون وراثية؟
مراحل نمو الشعر
يولد الإنسان عادة مع 100,000 بصيلة شعر في فروة رأسه، وفي السنوات الأولى من حياته تنمو في كل بصيلة شعرة واحدة، والمرحلة الأولى لنمو الشعر تُسمّى مرحلة التنامي وتدوم لمدة سنتين إلى ست سنوات، وفيها يزداد عدد الشعرات في كل بصيلة فيتخذ الشعر شكله الكامل. وبعد ذلك يمر الشعر في دورات من النمو، فتنمو الشعرة خلال سنة إلى أربع سنوات، بمعدل سنتيمتر واحد في الشهر، تدخل بعد ذلك في مرحلة الراحة التي تدوم لمدة 3 إلى 4 أسابيع تتوقف فيها عن النمو لتصل إلى مرحلة السقوط. وبعد سقوطها تبدأالبصيلة بإنتاج شعرة جديدة وتبدأ دورة نمو الشعر من جديد. والجدير بالذكر أن كل من البصيلات لها دورة الحياة الخاصة بها، فتكون بعضها في مرحلة التنامي وبعضها في مرحلة السقوط.
الشعر الخفيف هل هو وراثي؟
إن الأسباب الوراثية هي الأكثر شيوعاً بما يخص رقة الشعر أو الشعر الخفيف لدى المرأة أو الرجل، فيمكن أن تنتقل هذه الحالة من أحد الوالدين إلى الولد فيعاني هذا الأخير من الشعر الخفيف منذ الطفولة. وفي هذه الحالة يكون عدد بصيلات الشعر قليلاً بالنسبة إلى المساحة التي تغطيها أي بالنسبة إلى مساحة فروة الرأس، ومع التقدّم بالعمر تزداد مشكلة ترقق الشعر بسبب التغيرات الهرمونية خاصة عند النساء، فيصبح الشعر أكثر رقة، حتى أنه وفي بعض الأحيان تصبح هناك مساحات في فروة الرأس خالية من الشعر. لذلك فإن الأشخاص الذين يعانون من الشعر الخفيف لأسباب وراثية من الضروري أن يمنحوا اهتماماً خاصاً لشعرهم وأن يحموا البصيلات من الوصول إلى مرحلة الضمور بشكل مبكر وذلك من خلال اتباع نظام غذائي غني بالحدي والبروتين وتحفيز نمو الشعر من خلال استعمال الماسكات المغذية لفروة الرأس أو العلاجات الدوائية التي يصفها الطبيب لحماية الشعر من التساقط.
أسباب أخرى للشعر الخفيف
من الممكن أن يحصل تساقط شديد للشعر إذا كان الشخص يعاني من فقر الدم أو من الخلل في هرمونات الغذة الدرقية أو خلال مرحلة الرضاعة أو بعد الولدة أو الخضوع إلى عملية جراحية أو بسبب تناول بعض أنواع الأدوية. وفي هذه الحالات من الممكن أن يكون تساقط الشعر مؤقتاً وأن يعود إلى حالته الطبيعية الصحية بعد اكتشاف المشكلة وحلها.