بلدية الكرك تعلن حالة الطوارئ المتوسطة استعدادا للمنخفض عربيات : سلامة رجال الأمن واجهزتنا الأمنية وجيشنا العربي واجب مقدس مديرية الأمن العام تجدد تحذيراتها من الحالة الجوية نتائج مثيرة في البريميرليغ والليغا.. فوز ليفربول القاتل وتعادل فياريال مع أوساسونا صالح سليم الحموري يكتب:جراحة ذاتية لعقلك محمد حسن التل يكتب :نقطع اليد التي تمتد الى أمننا .. الداخلية الإماراتية: القبض على الجناة في حادثة مقتل المواطن المولدوفي قرض ياباني بقيمة 100 مليون دولار لدعم القطاع الاجتماعي والتنمية البشرية "المقاولين" تدين الاعتداء على الأمن العام وتدعو لدعم الأجهزة الأمنية الامير علي يجدد ثقته بالمدرب سلامي امين عام حزب عزم وكتلة عزم النيابية يزورون مصابي الأمن العام. جواد الخضري يكتب :حادثة الرابية لا تزعزع الأمن الوطني الصفدي يزور مصابي الأمن في حادثة الرابية عشيرة المعايطة تعلن رفضها وتجريمها لاي فعل يصدر من اي فرد منها يستهدف رجال الأجهزة الأمنية أورنج الأردن تتوج جهودها في نشر الثقافة الرقمية بالفوز بجائزة "بناء المهارات الرقمية" في منتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات 2024 الضريبة تواصل استقبال طلبات التسوية والمصالحة وفاة ثلاثينية إثر تعرضها لإطلاق نار على يد عمها في منطقة كريمة انطلاق أعمال ملتقى استعادة الشعر: " من الآباء الأولين إلى الألفية الجديدة" في "شومان" مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي عشيرة العبيدين بيان استنكار رسمي لرئيس جامعة البلقاء التطبيقية وأعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية

اربع سنوات على الغياب

اربع سنوات على الغياب
الأنباط -
اربع سنوات على الغياب
بقلم: د. احمد زياد ابو غنيمة
اليوم 29.8.2019 .. وقبل اربع سنوات بالتحديد ...
رحل الغالي... الوالد الحبيب الى رحاب الله راضيا مطمئنا ...
استذكر سيرته العطرة كل يوم .. ولا يغيب عن بالي ذلك الرجل العظيم الذي اعطى وأجاد في العطاء رحمه الله رحمة واسعة.
استذكر اليوم بعض ذكرياته العطرة التي كنت شاهدا عليها...
- في العام 1988 ، وفي يوم اربعاء ، كنت عائدا مساء من اربد حيث ادرس في جامعة العلوم والتكنولوجيا الى عمان، حين علمت ان الوالد سيكون في مؤسسة عبد الحميد شومان في الشميساني، لحضور محاضرة لاحد رجالات فلسطين الشيخ المجاهد سعد الدين العلمي، يومها طلب والدي التعقيب على سماحته، فكانت مداخلته قوية متميزة قوبلت بالتصفيق الشديد من الحاضرين، كانت اول مرة اراه رحمه الله متحدثا وخطيبا بارعا. وأصبح بعدها ضيفا دائما في شومان إما محاضرا او مُعقّبا.
- في بدايات 1989 وفي عز سطوة الاحكام العُرفية ايام حكومة زيد الرفاعي، اقدمت الحكومة على مدار اشهر باعتقال كل من يقدم درس الثلاثاء، فاعتقلت اغلب رموز الاخوان في اربد ، فبدأ اخوان اربد بالاستعانة بقيادات اخوانية من خارجها ، فاستعان اخوان في اربد بوالدي لالقاء درس الثلاثاء في مسجد اربد الكبير، وهو يعلم ان الاعتقال حاصل لا محالة، حضر الوالد الى اربد والقى الدرس، وكان مزعجا لاجهزة الدولة، بادروا الى محاولة اعتقاله عند خروجه من المسجد وكنت مع مجموعة من شباب الاخوان نحاول ان نمنعهم، فبادر رحمه الله الى التعزير على افراد الامن قائلا لهم: لو كنت ماسونيا او سكيرا او عربيدا لما اقدمتهم على اعتقالي.... تم الاعتقال الى مقر مخابرات اربد، وهناك كانت المفاجأة الثانية للضابط الذي اراد التحقيق معه، إذ وجد في جيوبه قصاصات ورقية كُتب فيها الاية الكريمة : " ومن أظلم ممن منع مساجد الله ان يُذكر فيها اسمه وسعى في خرابها "، الامر الذي اغاظ الضابط ليقول لوالدي: ما لقيت في القرآن غير هذه الاية لتكتبها !!! ... انتهى الاعتقال بعد ست ساعات بعد تدخل وجهاء اربد لدى المحافظ اكرم بيك الناصر ( ابن عمة والدي ) ، الذي احضره الى حيث اسكن في اربد بسيارته بعد منتصف الليل.
- في بداية العام 1990، زار الاردن الدكتور حسن الترابي ليشارك في مهرجان كبير نظمه الإخوان المسلمون بمناسبة لا اذكرها بالتحديد، وطلبت قيادة الاخوان من والدي رحمه الله ان يكون مرافقا للدكتور الترابي، ولم تكن بينهم سابق معرفة رحمهم الله، وحين ذهب والدي للدكتور الترابي لمرافقته، بادره د. الترابي بالقول: " صانع الملوك ولا تملك "؛ في اشارة الى دوره الكبير والمتميز في ادارة الحملة الانتخابية لمرشحي الاخوان المسلمين في انتخابات 1989 (حيث نجح 22 مرشحا من اصل 26 ).
- في العام 1993، وبعد تشكيل د. عبد السلام المجالي حكومته الاولى، زاره في مكتبه احد المقربين من د. المجالي وهو شخصية امنية كبيرة متقاعدة، ليعرض عليه رغبة د. المجالي بأن يكون وزيرا في حكومته، مستغلا خلاف والدي في ذلك الوقت مع قيادة الاخوان واستقالته الشهيرة، جواب والدي لتلك الشخصية الامنية كان مختصرا جدا، قال له بالانجليزي: No way !!! .
- لم تياس الدولة من محاولة استقطاب والدي رحمه الله، الى طاقمها؛ فبعد رفضه الوزارة ، اوفدت له شخصية اعلامية سياسية مقربة من الاجهزة الامنية، ليعرض عليه عرضا مغريا جدا، تمثل في اعطائه رخصة لصحيفة اسبوعية مع منحة مالية بقيمة 100000 الف دينار، جواب الوالد كان كجوابه السابق ، ولكن هذه المرة باللغة العربية: " في رقبتي بيعتان؛ بيعة لله وبيعة للإخوان، لا أفرّط فيهما بكنوز الدنيا ؛ وخلافي مع قيادة الاخوان لا يعني ان ابيع مبادئي وابيع جماعتي بأي ثمن.
- بعد 24 آذار 2011 ؛ ازدادت حملة الدولة والاجهزة الامنية ضد الاخوان المسلمين واحد المكونات الاجتماعية في الاردن؛ فارسل رحمه الله رسالة الى الملك، كانت قوية في محتواها مؤدبة في صياغتها؛ تمنى فيها على الملك ان يأمر بوقف هذه الحملة الشرسة حتى يُجنّب البلد فتنة عمياء تقودها رعونة بعض المسؤولين والاجهزة. جاءت استجابة الملك سريعة لرسالة الوالد، وخلال ساعات توقفت تلك الحملة تماما، بعدها بأيام اخبرني احد الصحفيين، ان تلك الرسالة احدثت زلالزالا كبيرا لدى مراكز القرار في الدولة في ذلك الوقت.
هذه قبسات مضيئة من حياة الوالد الحبيب زياد ابو غنيمة رحمه الله؛ لم يغب لحظة عن بالي ووجداني؛ فمثله لا يغيبون إلا جسدا، أما ارواحهم فهي معنا لا تغيب ابدا.
رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته وانا لله وانا اليه راجعون.
 
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير