تألقت الممثلة بينيلوبي كروز، والممثل أنطونيو بانديراس، اللذان سبق لهما العمل معاً في أفلام للمخرج الإسباني بيدرو ألمودوبار، على السجادة الحمراء في مهرجان كان السينمائي، حيث يحضران أحدث أفلام المخرج الإسباني الذي ينافس في المسابقة الرسمية.
وارتدت كروز فستاناً مزركشاً باللونين الأبيض والأزرق في العرض العالمي الأول لفيلم «الألم والمجد»، إلى جانب بانديراس وألمودوبار، الذي ارتدى سترة سوداء ونظارات شمسية.
ويجسّد بانديراس في الفيلم، وهو سيرة ذاتية، دور مخرج معذب يتأمل طفولته وعلاقاته الرومانسية ومسيرته المهنية، بينما تلعب كروز دور أمه في شبابه. وقال ألمودوبار لتلفزيون «كانال» أثناء توجهه إلى عرض الفيلم: «سكبت الكثير من نفسي في هذا الفيلم. لكن بمجرد أن تبدأ الكتابة، فلابد أن يستحوذ عليك الخيال». وسبق أن ترأس ألمودوبار لجنة التحكيم خلال دورة المهرجان عام 2017.
وعرض الفيلم، الذي لاقى استحسان النقاد، بالفعل في إسبانيا.
وأسهمت أفلام ألمودوبار في إطلاق كروز وبانديراس نحو النجومية، بينما فاز المخرج بجائزتي أوسكار لأفضل فيلم أجنبي عن فيلمه «كل شيء عن أمي» (أول أباوت ماي ماذر) في عام 2000، ولأفضل سيناريو أصلي عن فيلم «تحدث معها» (توك تو هير) في 2003، لكنه لم يفز قط بالسعفة الذهبية في مهرجان كان الذي تستمر دورته الحالية حتى 25 مايو الجاري.
وفي إطار المهرجان أيضاً، قالت المخرجة ماتي ديوب، أول امرأة من أصل إفريقي تنافس على الفوز بأعلى جائزة في مهرجان كان السينمائي بفيلم مثير للمشاعر عن المهاجرين: «إن وصولها إلى هذه المرحلة جعلها تشعر بالحزن، لكنه أظهر كم الجهد الذي يتعين بذله من أجل تحقيق المساواة في صناعة السينما». ويعد فيلم «أتلانتيكس» أول فيلم طويل لديوب، ويتناول تبعات رحلات المهاجرين على أسرهم الذين يتركونها ويسافرون.
وأضافت ديوب، خلال مؤتمر صحافي بالمهرجان، أن «الرغبة في رؤية تجسيد حياة السود على الشاشة كانت الدافع وراء الفيلم، لقد كانت ضرورة وضرورة ملحة جداً. لم يكن المحرك الوحيد للفيلم لأنه ليس محركاً كافياً لكتابة قصة، ولكن في نهاية السيناريو كنت مثلما أنا الآن أريد أن أرى هؤلاء الممثلين السود.. وأناس كثيرون يحتاجون ذلك». وأوضحت ديوب أنها تأثرت لدى رؤيتها أفلام نجومها من السود، من بينها فيلم «اخرج» (جيت أوت) للمخرج غوردان بيل. واعتمد فيلم «أتلانتيكس» على فيلم وثائقي قصير لديوب في عام 2009 عن سنغالي لقي حتفه أثناء عبوره البحر إلى إسبانيا. وحول «أتلانتيكس» التركيز إلى النساء اللائي يتم تركهن بعد اختفاء مجموعة من الرجال خلال رحلتهم للهجرة. واختيرت ديوب وثلاث مخرجات أخريات، وهن: جيسيكا هسنر وسيلين سياما وجوستين ترييت، كمنافسات في المسابقة الرئيسة في «كان» هذا العام من بين 21 اسماً. وقالت ديوب إنه كان أمراً مذهلاً أن تكون أول امرأة سوداء تفوز بهذا الترشيح».
وأضافت: «كي أكون صادقة فأول شيء شعرت به كان بعض الحزن فهذا يحدث الآن فقط اليوم في 2019. إنه متأخر جداً إنه أمر لا يمكن تصوره أنه مازال يمثل حدثاً اليوم. إنه أمر يعيد دائماً إلى الأذهان أنه مازالت هناك حاجة للقيام بقدر كبير من العمل».
من داكار
سلكت المخرجة الفرنسية - السنغالية ماتي ديوب، طريقاً غير معتادة للوصول إلى «كان»، إذ عملت مع مجموعة من الممثلين الذين يظهرون لأول مرة، وتم التعرف إلى بعضهم في شوارع داكار. (رويترز)