زاوية سناء فارس شرعان
على عكس ما كانت تتمنى الادارة الامريكية بل وتروج له من اخبار وشائعات … فقد رفض العرب وبالاجماع القرار الامريكي بوضع هضبة الجولان السورية المحتلة تحت السيادة الاسرائيلية بطلب من الكيان الصهيوني بدعوى ان بقاء الهضبة تحت السيادة السورية من شأنه تهديد لأمن الكيان الصهيوني من خلال اطلاق صواريخ ايرانية من الجولان وتدمير العمق الاسرائيلي، اما وضع الجولان تحت السيادة الاسرائيلية فيبعد عنها شبح ايران المتواجده من خلال ميليشياتها في كافة المناطق السورية …
الدول العربية منفردة ومجتمعة رفضت القرار الامريكي المنحاز انحيازا سافرا للكيان الصهيوني شضد الحقوق العربية المشروعة وضدالحق السوري فقد اصدرت الدول العربية مواقف منفردة ادانت فيها القرار الامريكي وايدت حق سوريا في هضبة الجولان التي تعتبرها الامم المتحدة والشرعية الدولية ارضا سورية محتلة احتلتها اسرائيل في عام ١٩٦٧ ضد مصر وسوريا والاردن …
وسبق للكيان الصهيوني ان ضم هضبة الجولان عام ١٩٨١ كما ضم مدينة القدس في العام ذاته الا ان الامم المتحدة من خلال الجمعية العامة ومجلس الأمن الدولي لم تعترف بضم القدس او الجولان ولا تزال تعترف بهما كاراضي محتلة حتى هذه اللحظة رغم القرار الامريكي الجائر والاحادي المموالي للكيان الصهيوني.
اما موقف الدول العربية مجتمعة من قضية الجولان والقرار الامريكي ازاءها فيتمثل من خلال القمة العربية ال ٣٠ التي عقدت بتونس مؤخرا وجاء الموقف العربي من خلال البيان الختامي الذي اطلق عليه بيان تونس حيث لم تكتف الدول العربية بخصوص الجولان بكلمات الوفود العربية وتصريحات وزراء الخارجية وانما افردت لموضوع الجولان بيانا خاصا تلاه الرئيس العام لجامعة الدول العربية ينص على رفض القرار الامريكي بشأن الجولان والتمسك بعروبتها وتدعيما لسوريا لاستعادة الهضبة باعتبارها اراض سورية محتلة.
واوضح البيان بان موقفها من الجولان هو ان الدول العربية ستتوجه الى الامم المتحدة لاستصدار قرار باعتبار الموقف الامريكي من الجولان باطلا ولاغيا كما هو الحال مع القدس التي اعتبرها ترامب عاصمة للكيان الصهيوني.
وجاء المؤتمر العربي من الجولان رغم الخلافات بين الدول العربية وسوريا بشأن التوصل الى حل سلمي للازمة السورية وفقا لقرار الامم المتحدة ٢٢٥٤ وفقا لبيان جنيف رقم ١ وتكلؤ الموقف الرسمي السوري من التسوية السلمية التي فرضها العرب باعادة الاعمار واتخاذ الخطوات الواردة في بيان جنيف رقم ١ لدرجة ان الدول العربية جمدت عضوية سوريا في الجامعة العربية ورفضت حضور النظام السوري للقمة العربية ما لم يوافق النظام على التسوية السلمية للازمة وفقا للقرار رقم ٢٢٥٤ الذي اتخذ في جنيف ١ .
الموقف العربي جاء حفاظا على الاراضي العربية في كل مكان وعدم الاعتراف بالسيطرة على الاراضي بالقوة سواء في فلسطين او في سوريا او في اي مكان من الوطنالعربي.
الا ان الموقف العربي في القمة وحده غير كاف للحفاظ على عروبة الجولان وعروبة القدس التي يعترف بها العالم كعاصمة للشعب الفلسطيني حيث تتبع اهمية القرار على الساحة الدولية لالغاء القرار الامريكي واعتباره باطلا حتى لا يترشح الاحتلال الصهيوني في هضبة الجولان ويصبح حقيقة ثابتة مثل الجزر العربية الثلاث التي تحتلها ايران ولواء الاسكندرون الذي اهدته فرنسا دولة الانتداب لتركيا لاقناعها بالانضمام لدول التحالف في الحرب العالمية الثانية … !!!