د.محمد طالب عبيدات
توارث الناس تاريخياً اﻷول من نيسان من كل عام لممارسة ما يدعى بالكذب اﻷبيض ممازحين بعضهم البعض على سبيل المداعبة، وبالطبع هذا غير مقبول لا شرعاً ولا أخلاقياً ولا عادة أو تقاليد ﻷن الكذب يتنافى مع الصدق الذي أساسه الوضوح وخلق المحبة بين الناس واﻹحترام؛ ولتذكيركم اليوم بأن لا يمرر عليكم أحد ما يدعى بكذبة نيسان:
1. لا يوجد كذب أبيض أو غير ذلك، فالكذب كله عكس الحقيقة ويؤدي للمراوغة ويزعزع الثقة بين الناس ولذلك فهو مذموم وغير مقبول.
2. الكذب يؤدي للفجور والفجور يؤدي للنار، ومن يكذب مرة واحدة تصبح لديه عادة متأصلة.
3. للأسف ينتشر الكذب هذه اﻷيام كالنار بالهشيم والسبب ضعف الوازع الديني وتراجع منظومة القيم، ويتفنن الناس بمخارج كذبهم وتبريره مع اﻷسف.
4. الكذب حبله قصير ولا بد أن ينكشف مع الزمن ليخلق البغضاء وعدم الثقة بين الناس، بيد أن الصدق يجذر الثقة والمحبة بين الناس.
5. عادة الكذب تربية منذ الصغر إبان نشأة الناس في أسرهم، فالطفل وسلوكياته يعكس أخلاقيات والديه وتربيتهم، فالوالدان اللذان يكذبان أمام أبنائهما حتماً سيؤدي ذلك ليكون اﻷولاد كلهم كذابين.
6. البعض يبرر للكذب بأنه ملح الرجال، وهذه خزعبلات غير مقبولة أنّى كان تبريرها ﻷنها تؤدي بأن يقود المجتمع ألاسوأ من الناس وليس ألاصلح .
7. المطلوب أن نجعل من هذا اليوم إنطلاقة للصدق مع النفس ومعاهدة رب العزة بأن لا نكذب بعد اليوم ونكون صادقين فيما نقول ليعم الصدق ويصلح المجتمع ﻷن المؤمن لا يكذب البتة.
8. الصدق منجاة والكذب مفسدة، واﻷصل أن تعم ثقافة الصدق والقدوة الحسنة في التربية لنخرج جيلا صادقا أمينا مؤمنا بربه.
بصراحة: لا فواصل لحدود الكذب، فمهما صغرت أو كبرت الكذبة فهي كذلك، والدعوة هنا ليكون هذا اليوم إنطلاقة لنكون صادقين مع أنفسنا ومع الناس في زمن أصبح فيه الكذب فنا وإبداعا، مع اﻷسف!//