القدس في حديث جلاله الملك
الأستاذ الدكتور عمر علي الخشمان
أكد جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم خلال إلقائه أمس كلمة الأردن في اجتماع إعمال الدورة العادية الثلاثين لجلس الجامعة العربية والتي تعقد في تونس إن القضية الفلسطينية كانت وستبقى الهم الذي يشغل الوجدان العربي وأنة لا امن ولا استقرار دون حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية يلبي تطلعات وطموح الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية استنادا كما تفضل جلالته إلى حل الدولتين ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية, كما تحدث جلالته عن القدس وما تتعرض له المقدسات الإسلامية والمسيحية من انتهاكات هدفها طمس الهوية العربية , وأكد جلالته على استمرار الأردن بالدور التاريخي في حماية القدس والدفاع عنها, إن الأردن سيبقي دوما مستمر في بذل كل الجهود الممكنة لحماية القدس ومقدساتها وصيانتها ودعم القائمين عليها وتقديم كافة إشكال الدعم والمساعدة والمساندة للمقدسين لتمكينهم من الاستمرار في العيش والبقاء في المدينة المقدسة والحفاظ على مصالحهم وحقوقهم.
ويأتي حديث جلالته إمام القادة العرب في حين إن أكد جلالة الملك عبدالله في أكثر من مناسبة على اهتمامه الكبير ودعمه المتواصل للقدس ومقدساتها, حيث إن القدس والأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية فيها هي محط أنظار واهتمام ورعاية ملكية سامية وكانت وستبقى في قلب ووجدان جلالة الملك مثلما هي على الدوام في قلوب الهاشميين , وان القدس بالنسبة لجلالته ولكل الأردنيين خط احمر فالحفاظ عليها والرعاية الموصولة على امتداد العقود الماضية تعكس مدى الاهتمام والعطاء الهاشمي المتواصل من لدن جلالته الذي تعلق قلبه بمعراج جدة الأعظم محمد صلى الله علية وسلم وورث حبة ورعايته كابرا عن كابر.
الموقف الرسمي الأردني ينسجم مع الموقف الشعبي إن القدس المحتلة هي عاصمة فلسطين وهي حقيقة لا يلغيها احتلال او قرار مرفوض يتناقض مع كل القرارات ذات الشرعية الدولية, ان حق الفلسطينيين في قيام دولة حرة مستقلة هو حق مشروع وحتمية تاريخية عندم يعود الحق لا صحابة وتتخلص الامة بأذن الله من براثن الاحتلال الموقفان الرسمي والشعبي إزاء القضية الفلسطينية وقضية القدس الرافض لكل إشكال التهويد التي تتعرض لها المدينة المقدسة والتي تهدف إلى محاولات طمس المعالم الإسلامية والمسيحية فيها, وكذلك طمس هويتها العربية
تهديد هوية القدس كان وسيبقى خطر كبير في يقين الاردنيين فهي عند صاحب الولاية الشرعية جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظة الله والاردنيين ايضا القضية المركزية الاولى, لا فرق بين القدس وعمان, فكلاهما على مرمى البصر مكان تهوى وترحل اليه النفوس والأفئدة كل يوم, ولقد وقف الأردن دوما موقف الشموخ والعزة بقيادته الهاشمية ورجالة شموخ جباله وبواديه واريافة ومدنه, وعلى أرضها الطاهرة فاح العبق الأردني في باب الواد وتخضبت هضاب الخليل ونابلس وطولكرم بالنجع الطاهر من دماء شهدائنا الإبرار "الجيش العربي" الذي قدموا حياتهم رخيصة فداءا للقدس وارض فلسطين.
ما شاهدناه يوم الجمعة الماضية المسيرة من إمام المسجد الحسيني في عمان ما هو إلا أبهى وأجمل صورة للتلاحم بين القائد وشعبة وتمثل صورة التلاحم بين الشعبين الأردني والفلسطيني كيف لا وهي القدس, عنوان ورمز لدى العرب والمسلمين, كان الغضب قويا وصارما وشجاعا ردا على محاولات المساس بها وطمس هويتها العربية, وهذا ليس غريبا على الأردنيون فالحال دائما عند القضايا الكبيرة حيث يقف الأردنيين كلهم مع القدس ومع إخوانهم الشعب الفلسطيني وخلف قيادتهم وان القضية الفلسطينية قضية وطنية أردنية.
ان القدس ستبقى كما كانت عربية اسلامية ولن يسمح لاحد بالمساس بالأقصى او تعريضه لاي خطر او تدنيس فنحن معكم ايها الابطال يا حملة اللواء المقدس بدءا من قيادتنا العربية الهاشمية التي عرفتموها على الدوام معكم تحمل هم القدس في كل مكان وتعتبر حرمتها المقدسة حقا لا يسقط بالتقادم والحكومة التي كانت اول من رفض المساس بالقدس وبشعبنا الاردني الواحد من شتى الاصول والمنابت.
حفظ الله القدس وأهل القدس وفلسطين من كل مكروه. وسيبقى الاردن نبض الامة ودرعها, ولنقف مع قيادتنا الهاشمية الحكيمة ولنحافظ على وحدتنا الوطنية وممتلكات بلدنا لأننا حقا نقف بذلك مع اخواننا في الوطن المحتل.