دراسة أمريكية حديثة: التحدث مع أنثى لمدة ٥ دقائق فقط يزيد من الصحة العقلية للذكر تلوث الهواء يسبب الانسداد الرئوي المزمن دراسة تكشف العلاقة بين الضائقة المالية وآلام الظهر دولة تشطب ديون مواطنيها حتى 100 ألف دولار! دراسة: استخدام الاختصارات في الرسائل يثير الشك في صدق المرسل الجامعة العربية تحذر من التوسع الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية الصمت الحزبي حين يصبح خطيئة وطنية أرامل والمطلقات.. مطالِبات بالتمكين بمجتمع لا يرحم الاردن يتقدم 9 مراتب بمؤشر المعرفة العالمي.. عبيدات: التقدم المعرفي يعزز الاستقرار الاقتصادي ويوفر فرص عمل الصحة اللبنانية: 3768 شهيدا و 15699 جريحا منذ بدء العدوان مجلس الكنائس العالمي يطالب بتحقيق العدالة والسلام في فلسطين ولبنان الأردن يرحب بقرار يونسكو لدعم نشاطات أونروا في الأراضي المحتلة العين داودية يصلي بعد انقطاع دام 65 عامًا رونالدو يقود النصر لانتصار ثمين.. وأهلي جدة يعتلي صدارة "نخبة آسيا" مؤقتًا سينما شومان تعرض الفيلم الأردني "حكاية شرقية" للمخرج نجدة أنزور الصفدي يؤكد ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان فوراً تنبيه من دائرة الأرصاد الجوية الأردنية وزير الأشغال يتفقد مشروع الطريق التنظيمي لمنطقة وادي العش الصناعية عيادة متنقلة لخدمة اللاجئين الفلسطينيين في الزرقاء 10 آلاف خيمة لنازحين في غزة تضررت جراء المنخفض الجوي

قاصرون ومقصرّون يا نيبال

قاصرون ومقصرّون يا نيبال
الأنباط -

بهدوء

عمر كلاب

 مفجع ما قاله وزير تنمية اجتماعية سابق عن مراكز الاحداث وما يجري في مراكزها , وكنت اثرت معه طبيعة البرامج التأهيلية التي تُقدمها مراكز رعاية الاحداث لنزلائها , وكانت الفاجعة " لا شيء " نقدم فقط خدمات الطعام والشراب والمنامة , داخل اسوار المراكز فيما يقوم الامن العام بالمهمة خارج المراكز , واضاف كل ما يقال عن برامج التأهيل محض كذب , فليس لدينا اي مشروع او برنامج للتأهيل او الرعاية , حتى الطب النفسي غير متوفر ولا نقدم رعاية نفسية لهم .

ما فتح الملف , الحدث الذي اقدم على جريمة بشعة عكست ظلالها على كل بيت اردني , فقد اظهر الاردنيون حالة تعاطف فريدة مع الطفلة نيبال ومع عائلتها , وبدون مبالغة فإن القضية مسّت شعور كل بيت وكل فرد طوال الايام الاربعة التي شهدت اختفاء الطفلة قبل الكشف عن جثتها وظروف مقتلها البشعة , فالضحية طفلة والقاتل حدث لا تنطبق عليه القوانين الرادعة لجريمته , فالحد الاعلى للحكم هو 12 سنة سجن اي ما يعادل تسع سنوات شمسيات .

نعم قاصرون تشريعيا امام هكذا جريمة , والاخطر اننا مقصرون بحق جيل نطلق عليه في الرخاء اسم جيل الشباب او اليافعين وفي المآسي " احداث " دون النظر لبيئتهم المنزلية وانعكاسها عليهم ودون النظر لسجلهم الجرمي , وماذا قدمنا لهم خلال فترة الرعاية في مراكز الاحداث , فلا يوجد انسان مجرم بالولادة او بالجينات , وإن كانت بعض الجينات قابلة للعنف اكثر من غيرها , وتلك تستوجب معالجة خاصة ومتابعة مجتمعية , فكلنا قاصرون ومقصرون , افرادا ومؤسسات .

اليوم وكما كل المجتمعات الحية , علينا الوقوف امام جريمة الزرقاء البشعة لمراجعة تشريعاتنا ومؤسساتنا التربوية والشبابية والاجتماعية , فالجريمة وقعت والجاني في قبضة العدالة , لكن ثمة الاف الاطفال ما زالوا عرضة لجرائم ومجرمين , وثمة الاف الاحداث ما زالوا قابعين في المراكز دون ادنى رعاية او اعادة تاهيل , فالانتصار لدم الضحية يكون بالمكاشفة والضغط على مواطن الخلل , فالحدث ارتكب جريمة شاركنا جميعا بها , مرة بعدم تأهيله ومرات بعدم توفير الرعاية اللازمة له في المدرسة والشارع .

علينا الاستفادة من الحدث رغم بشاعته وايلامه , ليس على طريقة إبراء الذمة بالركض نحو المطالبة بإعدام الجاني , فالقصة اعمق من ذلك , فهو جان ومجني عليه في نفس القضية , بعد ان اثبتت وزارة التنمية الاجتماعية فشلها الواضح في معالجة مراكز الاحداث وقبلها مراكز المعاقين , ونتذكر جميعا حادثة الاعتداء على المعاقين في مراكز التنمية والتي نشرتها فضائية " بي بي سي " , ويومها انفعلنا ومرت الحادثة , ونتذكر جيدا حادثة مقتل الطفل البشعة في الزرقاء قبل عقدين وجريمة مخيم الحسين البشعة وايضا مرت دون مراجعة ودون ادنى متابعة .

امامنا سردية سوداء من الاعتداء على الطفولة والمعاقين ومع ذلك لم نستنهض الهمم من اجل معالجة القصور التشريعي والتقصير المجتمعي والرسمي , واذا كنا فعلا مخلصين وصادقين لدم الطفلة نيبال ولسردية وفاتها المؤلمة , فعلينا الانتفاض من اجل اعادة الاعتبار للطفولة بقوانين ضامنة لحقوقهم وكذلك المعاقين , وعلينا النهوض ببرنامج وطني لاعادة تأهيل الاحداث والسجناء , وعدم الاكتفاء بشعار فارغ واجوف اسمه مراكز تأهيل واصلاح , فالسجين يدخل على جريمة او مخالفة ويخرج محترفا وكذلك الاحداث الذين يدخلون المراكز على جنحة او جريمة فيخرجون محترفي اجرام .//

omarkallab@yahoo.com

 

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير