اطفال فلسطين وسوريا والسودان يشاركون ببطولة الاكاديميات الثانية وزير الاتصال الحكومي: الأردن سخّر كل أدواته للتعامل مع الحرب في غزة "مخيمات اللاجئين الفلسطينيين" تثمن موقف الملك من كسر الحصار على غزة الخارجية تقدم تعازيها بضحايا طائرة الركاب الروسية بنك الإسكان يحصد لقب بطولة النقابة العامة للعاملين في المصارف لسداسيات كرة القدم 2025 89 شهيدا في غزة خلال الساعات الـ24 الماضية إغلاق مؤقت لـ"أوتوستراد" رباع السرحان بسبب تدني مدى الرؤية لجنتا فلسطين في الأعيان والنواب تنددان بقرار الكنيست بفرض السيادة على الضفة الغربية وزير الداخلية يفتتح مصنعاً لإعادة تدوير البلاستيك في ديرعلا افتتاح المؤتمر الفلسفي العربي الـ13 ضمن فعاليات "جرش39" مندوباً عن جلالة الملك رئيس هيئة الأركان المشتركة يُكرّم عدداً من الضباط الأمن العام: رياح مثيرة للغبار على الطريق الصحراوي دون إغلاقات شيخ القدس... مرجعية لا تُهدَم وصوت لا يصمت الأردن... وفاءٌ لا ينقطع لغزة مجلس طلبة جامعة جرش يشيد بالدعم الأردني لغزة "النقل" تتابع الاستعدادات النهائية للافتتاح الرسمي لخطي السلط – عمان والكرك – عمان شخصيات فلسطينية تضرب عن الطعام تضامناً مع غزة واحتجاجاً على الإبادة والتجويع ‏الداخلية السورية تشارك في ندوة "الإدارة المتكاملة لحرس الحدو د " في العاصمة عمان ‏بريكس وتعزيز التعاون الاقتصادي لتشجيع التنمية العالمية المستدامة الشاملة رئيس مجلس الأعيان يلتقي مختصين أردنيين في مجالات اقتصادية متعددة

وقفة مع ردود الأفعال العربية على «قرار الجولان»

وقفة مع ردود الأفعال العربية على «قرار الجولان»
الأنباط -

تراوحت ردود فعل الحكومات العربية على قرار الاعتراف بـ»سيادة» إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة، ما بين: الصمت و»قلة الاعتناء»، التأكيد على عروبة وسورية الجولان من دون ذكر ترامب وإدارته وقراره عملاً بالقاعدة النحوية (تجهيل الفاعل)، التعبير عن الأسف للقرار مرفقاً بتأكيدات على عروبة الهضبة السورية، وأخيراً التعبير عن الاستنكار والإدانة للقرار واعتباره باطلاً ولاغياً.
في البدء آثرت عواصم عربية كبرى الصمت، ربما بانتظار رصد ردود أفعال الآخرين، علها تنجح في تفادي اتخاذ المواقف المطلوبة، واكتفت هذه العواصم بما صدر عن منظمات إقليمية هي عضو فيها، على اعتبار أن ما يصدر عن هذه المنظمات يمثلها ويعبر عنها، علماً بأنها منظمات باهتة وآيلة للسقوط، لم تجلب نفعاً ولم تدرأ ضرا. 
لكن تواتر ردود الأفعال الإقليمية والدولية، أحرج عواصم عربية عدة على ما يبدو، إذ بدا أنها تفقد زمام المبادرة، وتخسر جولة أمام منافسيها الإقليميين، وتحديداً تركيا وإيران اللتين سارعتا لرفع سقف اعتراضاتهما على القرار وتنديدهما به، وأعربتا عن استعدادهما لخوض معارك سياسية ودبلوماسية في مواجهته.
هنا لم يعد الصمت خياراً، ولم يعد الاستمرار في المراوغة ودفن الرؤوس في الرمال ممكناً ... فبدأت ردود الأفعال العاتبة والغاضبة تتوالى بالصدور من عواصم حليفة لواشنطن، من دون أن تقترن بأية خطوات وإجراءات حتى من النوع الدبلوماسي الملطف (أو حتى التلويح بها) من نوع استدعاء السفراء الأمريكيين لإبلاغهم بالغضب أو العتب، أو استدعاء سفرائهم من واشنطن لبضعة أيام للتشاور ... لا شيء من هذا حدث، ولا شيء من هذا القبيل سيحدث في المستقبل القريب.
أطرف و»أقبح» ما قرأت من ردود أفعال، وهنا نشير إلى ردود أفعال عواصم عدة ومن مختلف المحاور، أن قرار ترامب لن يغير الوضع القانوني والتاريخي للهضبة السورية، تماماً مثلما أن قراره بخصوص القدس، لن يغير من وضع المدينة القانوني والتاريخي، فهذه أراضٍ عربية احتلتها إسرائيل عام 1967، ويتعين عليها الانسحاب منها عاجلاً أم آجلاً.
مصدر القبح والطرافة معاً يكمن في كون إسرائيل ذاتها، إسرائيل التي نعرف ضمن حدود ما قبل العام 1967، هي ثمرة قرارات مماثلة، قيل في حينها أنها لن تغير الوضعية القانونية والتاريخية للأراضي الفلسطينية المحتلة، فإذا بنا اليوم، نسلم بالتغير على وضعية هذه الأراضي، ونعترض على التغير الذي قد يحصل على «التوسعات» و»الإضافات» الجديدة، وما هي إلا سنوات إضافية ستمر، حتى نشرع في إصدار البيانات التي تأسف وتستنكر وتعتب على ضم ما تبقى من الضفة الغربية، باعتبار أن القدس قد صارت عاصمة لإسرائيل والجولان أصبح جزءاً من سيادتها و»وحدتها الترابية»؟!
والحقيقة أن الذي لم يتغير بعد «قرار الجولان» ليست وضعية الهضبة السورية، بل المواقف والسياسات والمقاربات العربية، فقرار ضم الجولان، لم يغير مواقف عواصم عربية كبرى من عودة سوريا للجامعة العربية ... ولم يحدث أي تبدل في أولويات ما تبقى من «النظام العربي الرسمي» الذي صار يعتبر إيران هي العدو اللدود، وينظر لإسرائيل كحليف قائم أو محتمل ... لم يحدث أي تبدل في مواقف العرب لجهة وضع حد لنزاعاتهم وصراعاتهم الداخلية، وحروبهم الضارية التدميرية في اليمن وليبيا ... لم يحدث أي تبدل في نظرتهم وحراكهم في مواجهة الشهية الإسرائيلية المفتوحة لابتلاع المزيد من الأراضي والحقوق، أو لجهة ارتفاع وتائر دعمهم للشعب الفلسطيني الرازح تحت نيرين: الاحتلال والحصار ... لم يتبدل شيء من كل هذا، لكن وضع الجولان، كما القدس، تغير، وقد يصبح هذا التغيير أبدياً، برغم بيانات الرفض وتغريدات العتب المصاغة بعناية فائقة، ما لم يتبدل حالنا بحال أفضل.

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير