وزارة الخارجية ترحب بالرأي الاستشاري لـ محكمة العدل بعدم قانونية إسرائيل إنتاج: شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الأردنية تعمل بشكل طبيعي رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدا شبابيا من مركز ماعين حضور مميز لمبدع الكلمة المغناة مارسيل خليفة في "جرش" الفنانة فيوليتا اليوسف صاحبة مشروع "يلا نحلم" على المسرح الشمالي لـ"جرش" رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدا شبابيا من مركز ماعين الناطق باسم الخارجية الصينية : تحقيق المصالحة الفلسطينية يخدم القضية العادلة للفلسطينين بعد خلل بأنطمة “Crowdstrike”…”الأمن السيبراني” تواصلوا معنا و ومع المزودين البنك المركزي الأردني: نعمل بشكل طبيعي وبكفاءة عالية الاقتصاد الرقمي: عُطل في أحد أنظمة الحماية العالمية أثر على العديد من الشركات حول العالم القيسي لوكالة الانباء الصينية شينخوا "نبحث عن أسواق تشبهنا" الملكية: لا تغيير على جدول رحلات الشركة “مهرجان جرش” ينظم “ملتقى الفن التشكيلي” دعماً لأهالي قطاع غزة أجواء صيفية عادية في أغلب المناطق اليوم وغدا وفيات الجمعة 19-7-2024 استشهاد 10 فلسطينيين جراء قصف الاحتلال منزلين وسط قطاع غزة "عندما يلتقي الشرق بالغرب" الفنان التونسي محمد الجبالي يشارك في “جرش” 2024 هل من الآمن تناول الجبن بعد تعفنه؟ تسبب السكر والسكتة القلبية .. ما هي متلازمة كوشينغ؟
كتّاب الأنباط

اوراق ملك .. حضور بطعم الغياب

{clean_title}
الأنباط -

بهدوء

عمر كلاب

 يمكن اليوم قراءة ما قدمته شخصيات سياسية رفيعة من شهادات بحق الاوراق الملكية التي كادت ان تنساها العقول لولا مبادرة شجاعة من قناة رؤيا ومن الزميل الدكتور مهند مبيضين , الذي اعاد استنهاض الاوراق في حلقات اسبوعية كان آخرها شهادة الدكتور مصطفى الحمارنة بوصفه رئيسا للمجلس الاقتصادي والاجتماعي دون اغفال خلفيته كمؤرخ وسياسي مشتبك مع التفاصيل الدقيقة للحياة السياسية الاردنية وبنكهة خاصة يمتاز بها مصطفى الحمارنة عن غيره من الساسة واساتذة التاريخ فهو ما زال ممسكا على يساريته الاصيلة وغير قابل للتدجين المناصبي .

الحمارنة وفي معرض قراءته للورقة الرابعة امتلك جرأة فائضة عن طبيعة الاسئلة التي طرحها المبيضين وغرّد بما يريد خارج السرب التقليدي الاحتفائي بالاوراق الملكية , رغم ان الحوار كان ابعد ما يكون عن قراءة الورقة الرابعة , بل كان قراءة لعقود ثلاثة بدأت مع مرحلة الانفراج الديمقراطي عام 1989 , وحتى لحظة بث الحلقة مساء الجمعة الماضية , كفّن فيها الحمارنة الطبقة السياسية السابقة وبعض القائمة , باعلانه ان الفرص الكبرى ضاعت تارة بتواطؤ من رجالات السياسة على الحالة واللحظة الاردنية وتارات بغباء الساسة وعدم قدرتهم على انتاج توافقات او تغليب العام على الخاص كما جرى الحال مع تجارب شعوب ودول نجحت في اجتياز المراحل الحرجة .

طبعا استشهد الحمارنة بحكم دراسته واطلاعه بالتجربة الاسبانية , وكان استشهاده ذكيا , فطبيعة النظام الملكي سمحت له بالسير نحو هدفه بسهولة ويسر , حيث رعى الملك في اسبانيا التحول الديمقراطي ووفر له سُبل النجاح , بعد ان قدمت كل التكوينات السياسية الاسبانية التنازلات اللازمة لاحداث التوافق الوطني دون تمترس خلف مصلحة حزبية ضيقة او انانية شخصانية , عكس التجربة الاردنية التي قدم الملك فيها دعما وتنازلا من اجل دفع العجلة الى الامام من الميثاق الى الوطني الى اليوم ولم تُحسن الاحزاب والشخصيات السياسية التقاطها والبناء عليها اما لعجزها واما لانانيتها .

الحمارنة لامس النقاط الساخنة كلها , من سوء التقييم الرسمي لعوامل الامان الوطني , حيث اعتمدت الدولة على العشائر لتثبيت هذا العامل , ورفضت الاعتماد على الاحزاب كإطار سياسي ضامن , مما افسح المجال لخضوع الدولة لممارسات ذات كلفة عالية على المستوى الوطني , رافضة اللجوء الى دفع ثمن ربما يكون مرتفعا في البدايات , اذا ما اعتمدت على التكوينات السياسية , لكنه سيكون بكلفة سهلة واكثر امانا وضمانا في المستقبل , وهذا ما ندفع ثمنه اليوم , وربما سيكون الثمن باهظا في الايام القادمة وسترتفع الكلفة مع كل تأخير .

الحديث كان جريئا وعلميا في مجمله وتحديدا في تشخيصه لثورة العلم التي اجهضناها , وللمجتمع الذي يتعاطى مع السياسة دون القدرة على تشكيل حالة سياسية قابلة للنضوج والانضاج , مكتفيا المجتمع والدولة بالشكل السياسي دون تشكيل الحالة السياسية التي تسند الدولة وتمنحها القدرة على الاستجابة الموضوعية للاحداث الداخلية او تداعيات الاقليم وضغوطاته على الدولة والمجتمع , وليعذرني الصديق مهند مبيضين فيما سأقوله , فهو لو لاحق اجابات الحمارنة بحسم وتركيز , لأخرج من الحمارنة الكثير الكثير , فالرجل يحمل في جعبته اضعاف ما قاله وكشفه في الساعة التفزيونية , طبعا هذا لا ينتقص من اهمية البرنامج ومقدار الدسم الذي يقدمه للمتلقي .

ما تختصره مشهدية البرنامج الثقيل وما قاله الحمارنة اننا امام حالة سياسية يمكن اختصارها بجملة " حضور بطعم الغياب " للساسة والسياسيين في الاردن وتلك معضلة الدولة اليوم وربما تكون ازمتها القادمة .//

omarkallab@yahoo.com