البث المباشر
وزير الشؤون السياسية يستقبل رئيس البرلمان العربي "عبق اللون" مبادرة إبداعية تتألق في مهرجان جرش للثقافة والفنون 2025 مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي عشيرة الفقير الإعلان عن نتائج تقييم أداء البلديات على مستوى المملكة نائب الملك يزور ضريح الملك طلال بن عبدالله العيسوي: قيادتنا الهاشمية تؤمن بأن المستقبل يُصنع بعزيمة أبنائه "نجاحنا" يدعم 20 مشروعاً ناشئاً من هاكاثون الريادة مذكرة تعاون بين عمان الأهلية و"هواوي تكنولوجيز – الأردن" وزير المياه والري يكرم منسق مشروع الناقل الوطني لدى سفارة الولايات المتحدة الامريكية مجتمعات تصنع اقتصادها: التعاونيات والديمقراطية الاجتماعية يدًا بيد اللواء الركن الحنيطي يستقبل القائم بأعمال السفير الأمريكي في عمّان الأجر بين الوجع والوجاهة دراسة بحثية تكشف خطورة التلاعب الاعلامي في تشكيل السياسات الاقتصادية الدراسة تؤكد على ضرورة تطوير التشريعات المنظمة للعمل الاعلامي صندوق استثمار أموال الضمان الاجتماعي يجتاز تدقيق ISO 9001:2015 تمهيداً للحصول على شهادة الجودة الدولية ما هي الحوسبة الكمومية بكل بساطة سينما "شومان" تعرض الفيلم المكسيكي "عالم رائع" للمخرج لويس استرادا غدا "إسطنبول تقول" مختارات قصصية تركية برؤية عربية "صناعة عمان" تكرم أول 100 شركة منضمة لبرنامج "صنع في الأردن" إطلاق مشروع "الذاكرة الثقافية للمخيم" ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون 2025 المنطقة العسكرية الشرقية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة باستخدام بالونات موجهة

وأخيراً عملها الجزائريون

وأخيراً عملها الجزائريون
الأنباط -

وأخيراً فعلها الجزائريون، انتفض الشعب بكل شرائحه ومكوناته، واستجاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وقرر عدم ترشيح نفسه لدورة رئاسية خامسة، وبذلك سجل الشعب الجزائري أن يوم 11 آذار 2019 محطة مضيئة ونقلة نوعية في مسار الشعب الجزائري نحو استكمال حقوقه الديمقراطية بالاحتكام إلى صناديق الاقتراع وتداول السلطة وإنهاء الاحتكار والتحكم بإرادة الجزائريين، بعد سنوات طويلة من نجاح نضالهم في تحرير بلدهم واستعادة السيادة والكرامة الوطنية من المستعمر الأجنبي وطرده. 
خطوة الرئيس الجزائري قد تكون شجاعة وجوهرية، وقد تكون إنحناءة وتراجعا مؤقتا بعد قرار تأجيل إجراء الانتخابات يوم 18 نيسان، لمدة غير معلومة وغير محدودة، وارتبطت بتشكيل هيئة وطنية تُعد وثيقة إصلاحية مطلوبة، ولكنها في الحالتين خطوة عملية ملموسة، سواء كانت جادة في التراجع عن الترشيح، أو تكتيكية مؤقتة في محاولة استيعاب حركة الشارع المتعاظمة.
في الجزائر، يُسجل للربيع العربي أنه استعاد حيويته ودوره ومطالبه، وأن حركة التحرر العربية التي أخفقت في إنجاز مطالب شعوبها، بعد أن أنجزت الاستقلال عن الاستعمار بعد الحرب العالمية الثانية، أخفقت في تحقيق العناوين الأربعة : 1 – استكمال خطوات الاستقلال السياسي والاقتصادي، 2 – توفير العدالة الاجتماعية، 3 – تحقيق الديمقراطية، 4 – تحرير فلسطين، وصبرت شعوب عربية على حكامها العسكر أو الديكتاتوريين أو الأحاديين وتحملوا القهر والجوع والحرمان حتى فاض بهم فانفجرت ثورة الربيع العربي استجابة لحاجة الإنسان العربي وشريكه في المواطنة إلى متطلبات المواطنة المدنية والكرامة وحق الحياة، ولكنها خُذلت وانتكست وصابها العطب وتحولت إلى خريف جاف حرق مفاصل الدولة في أكثر من بلد وأتعب الشعب

 والتقطت جيوش المبادرة بقرار وغطاء أميركي لتسير حركة الشعوب وانتفاضتها بما لا يتعارض مع المصالح الكونيالية الأميركية وأداتها  للتخريب والتدمير والاستعمار: المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي المتفوق سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وتكنولوجياً واستخبارياً . 
لقد حرفوا الربيع العربي عن مساره بسبب غياب أحزاب راسخة قوية يسارية أو قومية أو وطنية ليبرالية، قادرة على قيادة الشارع حتى يتم استكمال مطالبه في العدالة الاجتماعية والديمقراطية والاحتكام إلى صناديق الاقتراع، وتم ذلك الانحراف إما عبر التنظيمات الإسلامية النافذة، أو عبر حركة الجيش التي أعطوها الشرعية ووفروا لها الغطاء الدولي لصالح الإخوان المسلمين، أو تسليم زمام المبادرة لداعش والقاعدة كما حصل في سوريا والعراق، وما بينهما كما حصل في تجربتي ليبيا واليمن والخراب الذي ألم بهما، فبعد هزيمة الشيوعية والاشتراكية والاتحاد السوفيتي في الحرب الباردة، وهزيمة العراق واحتلاله في كارثة الخليج، باتت أحزاب التيار اليساري، وأحزاب التيار القومي، ضعيفة غير قادرة على قيادة النهوض الوطني مع غياب أحزاب وطنية ليبرالية مستقلة. 
حركة الشارع في الجزائر، جددت الحياة على أمل التغيير بشكل سلمي ديمقراطي، بعد أن استنفد النظام كافة أساليبه وإمكانياته وبرامجه وخططه، ولم يعد أمامه هدف سوى البقاء في السلطة، وللسلطة فقط، مما دفع الشارع بعد أن تفاقمت مشاكله المعيشية وفقدانه الشعور أنه صاحب قرار ويُملى عليه إجراءات وتحمل متاعب لا ذنب له فيها بل تعود لسوء الإدارة أو بواطن الفساد، وهو يتطلع في ظل العولمة وانفتاح أدوات الاتصال أن المسؤول الأول أو الحزب يتنحى حينما يفشل في تمرير قرار أو برنامج في أوروبا والعديد من مناطق العالم، بينما يفشل المسؤول الأول في بلدان عربية في قضايا كبيرة وذات أثر عميق وتتحمل الشعوب مأساة التسلط والخطيئة وغياب التعددية والديمقراطية، وعدم الاحتكام الجدي إلى صناديق الاقتراع وتداول السلطة مما يستوجب التغيير، والتغيير لن يتم إلا بفضل حركة الشعوب وتطلعاتها.    

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير